عبد الله مسار يكتب: استقالة د. حمدوك (٢)
6يناير2022م
قلنا إنّ د. حمدوك جاء الى وزارة الفترة الانتقالية محمولاً على ركائز:
١ / الخارج صناعةً وتدبيراً وتجنيداً.
٢/ المؤتمر الوطني تلميعاً.
٣/ الثُّوّار تأييداً وقبولاً على الأمر الواقع.
وظل حمدوك يرى بغير عين السودان، ويعمل خارج المنظومة الوطنية، ويمني نفسه بإنجاز دُون أن يعمل له!
وقلنا تلقّفت د. حمدوك حاضنة سياسية هشّة بدون رصيد جماهيري سرقت الثورة من الثوار الحقيقيين غير الحزبين، وأبعدت كل القِوى الحزبيّة والمُجتمعيّة والأهليّة ومنظمات المجتمع المدني، وانفردت بالحكم لما يقارب السنوات الثلاث دُون أن تُقدِّم شيئاً لصالح الوطن.
إذن د. حمدوك جاء الى الوزارة مُحمّلاً بأوزار وأثقال آخرين، فهو لم يكن مطلق اليدين ولا صاحب قرار ولم يجد سنداً سياسياً ولا جماهيرياً.. الآن ذهب حمدوك من الوزارة وقيل إنّه غادر البلاد!!
ثم ماذا بعد؟
مطلوب تعيين رئيس وزراء عاجل من ذوي الكفاءة والخبرة، ومن غير حَمَلَة الجنسيات الأجنبية، ومن غير المحسوبين على دوائر المخابرات الخارجية ويكون صاحب كاريزما، ووطنياً وغير مُتحزِّب، وله خبرة ودراية في العمل الوظيفي والعام، ومواصلاً أهل السودان ترحاً وفرحاً.
والاستعجال مُهمٌ الأخ الفريق أول البرهان، لأنّ السودان الآن مأزومٌ وبه هشاشةٌ أمنيةٌ عاليةٌ، وكذلك بغض وكراهية وسلاحٌ مُنتشرٌ، بل فيه تدخلٌ أجنبيٌّ سافرٌ في الشأن السوداني.. ولذلك يعيش السودان في أُفقٍ مسدودٍ!!
حيث إنّ المظاهرات مُستمرّة وأوقفت الحياة وعقّدت المشهد السياسي، ولذلك هذه الحيرة تحتاج الى حلول عاجلة، أولها أن يتم وفاقٌ سياسيٌّ عاجلاً يجمع الصف ويُوقف الشحن والاستقطاب الحاد الذي يجرى الآن، وكذلك يُوقف التدخل الأجنبي ويودي إلى استقرار الفترة الانتقالية.
وكذلك من الأهم أن تنتبه القوى السياسية الى أهمية استقرار الفترة الانتقالية، وان تتناسى مصالحها الحزبية وترفع من مصالح الوطن، وتعطي الوطن الأهمية الكُبرى، هنالك أحزابٌ تعمل لصالحها وتريد أن تكسب في هذه الفترة. ولذلك مطلوبٌ أن نعمل جميعا لاستقرار الوطن.
ولذلك أهم شيء الآن الوفاق الوطني، وإلا باقي السيناريوهات سيئة، منها اضطرابٌ أمنيٌّ يقود إلى حرب أهلية، أو انقلاب عسكري، أو تدخل أجنبي مُباشر بتفعيل البند السابع لبعثة الأمم المتحدة في السودان أي (استعمار مُباشر) على طريقة العراق، أو فوضى عارمة تُقسِّم البلاد!!
هنالك اتّجاهٌ للوفاق الوطني ومُصالحة وطنية تقودها امريكا لتجمع كل القِوى السياسية بما في ذلك المؤتمر الوطني لتستقر البلاد.
ليستفاد من إمكانيات وموقع وموارد السودان، الآن يجب أن نجتمع مع كل القِوى السياسية والمجتمعية والأهلية، ونتّفق على برنامج وطني للفترة الانتقالية لنحقق المدنية بعد الانتخابات.. أيضاً من الخيارات، إقامة انتخابات ولو رئاسية عاجلة.
إذن، يجب أن نُفكِّر جميعاً بوعي وإدراك لتجاوُز المحنة السياسية التي تعيشها البلاد، وإلا حتماً السُّقوط في الهاوية!!
الأمر يحتاج لعقلانيين أصحاب حكمة ورأي وتبصُّر وتدبُّر ورفع الحس الوطني قبل أن ندخل في عنق الزجاجة.