استقالة حمدوك.. هل قَصَمَت ظهر الثورة؟!
تقرير: عوضية سليمان 4يناير2022م
على نحو غير مُفاجئ ومتوقّع منذ أن لوّح باستقالته عدة مرات، أعلن رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك استقالته، وقال إن قبوله بالتكليف كان على أرضية توافق سياسي بين المكونين العسكري والمدني، لكن ذلك التوافق لم يصمد، وانعكس على أداء الدولة، بل نزلت تداعياته الى المجتمع وأحدثت انقسامات وسطه، الأمر الذي جعل مسيرة الانتقال هشّة ومليئة بالتحديات.
استقالة مُزدوجة الجنسية
وحول استقالة حمدوك، قال المواطن حسام الطيب لـ(الصيحة)، ان الاستقالة التي جاءت متزامنة مع الذكرى (66) للاستقلال، واحدة من تجليات الأزمة السياسية التي ورثتها البلاد في زمن الغفلة، فقد كشف حمدوك من خلال حديثه المباشر للشارع عبر خطاب واضح وصريح بأن كل محاولات التوافق مع المكون العسكري باءت بالفشل.
إرث نضالي
وفي ذات الاتجاه، قال عبد الخالق علي لـ(الصيحة)، ان رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك جاء الى هذا المنصب في الفترة الانتقالية من بوابة المنظمات باعتباره موظفاً في احدى محطاتها (محطة القرن الأفريقي)، وأضاف بأن حمدوك جاء الى المنصب بعد أن وضعته الأقدار بين خيارين لا ثالث لهما (نعم أو لا)، فاختار الأخيرة في الوقت المناسب، وأشار إلى أنّ منصب رئيس الوزراء يحتاج لشخص لديه إرث نضالي مصحوب بتضحيات كبيرة ولديه المقدرة على الصمود، وهذا ما دفع قوى الحرية والتغيير بأن تصرح من المفترض أن يكون رئيس مجلس الوزراء من رحم الثورة، وأضاف بأن حمدوك يراه البعض مهذباً وخلوقاً على المستوى الشخصي.
خطاب عاطفي
ويرى عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني كمال كرار أن استقالة حمدوك في اعتقادي لم تُغيِّر المشهد الدامي الآن، كما أن التصعيد الجماهيري سيستمر، وأضاف كرار رغم أن خطاب الاستقالة كان عاطفياً بشكل كبير، لكن حمدوك لم يقل الحقيقة بالكامل، ولم يُدن القتل الممنهج حسب وصفه. ومضى عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في تصريحات صحفية بأن الشارع الذي اعتبر حمدوك رئيس وزراء الانقلاب يعتبره جزءا من المنظومة التي استباحت دماء الشعب وحاولت توفير غطاء سياسي للانقلاب بعد 21 نوفمبر.
وفي ذات السياق، قال تجمع المهنين السودانيين، إنّ استقالة رئيس الحكومة الانتقالية لا تقدم ولا تؤثر شيئاً في طريق الثورة.
فقد مواقف القيادة
فيما يرى المحلل السياسي والسفير الدبلوماسي الرشيد أبو شامة لـ(الصيحة) أنّ رحيل حمدوك غير مأسوف عليه، لأنه يفتقد للمواهب القيادية ويفتقر لقيادة دولة مثل السودان في ذات التوقيت الثوري العظيم الذي أسقط حكومة البشير، وأضاف ان حمدوك مجرد موظف أممي بعيد عن السودان ولم يعايش الوضع السابق في السودان، وبالتالي فشل في القيادة ولم يستطع حل المشاكل، وأردف قائلاً لكنه نجح في عدة أشياء اقتصادية بحكم تخصصه عبر صندوق النقد الدولي وأمريكا ودول الترويكا وفرنسا ومعظم هذه الدول كانت لديها رغبة في مساعدة السودان لإعجابهم بالثورة وإزالة السودان من قائمة الإرهاب، وأضاف: نقول له مشكور، لكن نقول بوضوح أنه فشل في قيادة الثورة لعدم مقدرته مُخاطبة الشعب، وأوصى أبو شامة عن اختيار رئيس وزراء لديه مقدرة للمُخاطبات الخارجية والداخلية.