خبراء: السودان أمام لحظة مفصلية.. هل تكفي استقالة حمدوك لتجاوز الخلافات وتجنب الفوضى؟
الخرطوم- الصيحة
اجمع خبراء ومراقبون للوضع الانتقالي في السودان، على أن السودان أمام لحظة تاريخية مفصلية وحاسمة، في أعقاب استقالة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، تتطلب وضع مصلحة الوطن وأمنه واستقراره فوق الجميع.
وشدد الخبراء، على ضرورة نبذ السودانيين لخطاب الكراهية وإشاعة روح التسامح والتسامي فوق الجراحات والتحلي بالصبر والحكمة، كما حدث في كينيا وجنوب أفريقيا لتلافي خطر التمزق والحرب الأهلية،في وقت طالبت فيه الإدارة الأمريكية السودانيين بتعيين رئيس وزراء جديد وتكون مؤسسات الدولة.
وقال الخبير الأمني اللواء معاش محمد حسن في تصريح صحفي، “لقد بات واضحاً أن سيادة العنف في المسرح السياسي وارتفاع وتيرته بدخول الأسلحة والحصول عليها من مقار ومراكز الشرطة بعد مهاجمتها، عمل مدروس كما أن استمرار التظاهرات الممنهجة يصب في صالح الفوضى وزعزعة الاستقرار وأرباك المشهد ولا يساعد في تحقيق التحول الديمقراطي، بل يهدف إلى دفع الأمور نحو الفوضى بسرعة شديدة، وتساءل “متى يستشعر السياسيون السودانيون الخطر المحدق ويتساموا فوق الانتماءات الجهوية والعرقية والحزبية”، مشدداً على ضرورة أن يلتفت السودانيون بمختلف مكوناتهم وقواهم السياسية والمجتمعية إلى أهمية الحوار السوداني السوداني الحر بمشاركة شعبية لا تقصي احد للاتفاق على رؤية وطنية تحدد المسار نحو المستقبل بدلاً من محاولات تخطي الإرادة الوطنية وتمرير أجندات داخلية وخارجية ضيقة.
ويقول خبراء استراتيجيون، إن كثافة التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي السوداني بعض سقوط نظام البشير، مقروناً بضعف الوعي الوطني والاستراتيجي وعدم إدراك كثير من الفاعلين في المسرح السياسي للمشهد الكلي حول السودان والمتمثل في الصراع الاستراتيجي الدولي في الإقليم، مقروناً بغياب الرؤية والضعف المخل للنظام المؤسسي للدولة وسلبية جانب كبير من السلوك والفعل السياسي للسلطة الانتقالية، ساعد في تطبيق متسارع لسياسة الفوضى الخلاقة.
إن اقتراب السودان من الانزلاق في الفوضى والاحتراب قد يمهد إلى تدويل الشأن السوداني، فهل بمقدور السودانيين تجاوز خلافاتهم والنظر إلى مستقبل بلادهم.