مُحاولة للقراءة في دفتر الأحزان العميقة (1).. 2021 أحداث ومعالم كثيرة وأخبار تصدّرت المشهد
كتب: سراج الدين مصطفى
انقضت أيام العام 2021 بكل ما تحمل من خفايا كانت في رحم الغيب، ولكنها مع مرور الأيام أضحت معلومة بالضرورة .. حيث شهدت الساحة السودانية أحداثاً عديدة على كافة الأصعدة ما بين السياسي والرياضي والثقافي والاجتماعي والفني .. حيث شهد السودان تحولات سياسية عديدة ساهمت بقدر كبير في صياغة الراهن السوداني، ولعل الثورة السودانية بتمددها اللا نهائي غيّرت الكثير من الموازين وأصبحت هي المشهد الأساسي الذي يتحكّم في مجريات الأحداث.
رحيل كمال كيلا:
في العام 2021، ثمة أحداث ومعالم كثيرة وأخبار تصدّرت المشهد.. وفي هذه المساحة نحاول أن نحصر بعض الأبرز من تلك الأخبار.. حيث توفي في بداية العام وفي شهر يناير تحديداً فنان الجاز السوداني الشهير، كمال كيلا، عن عمر ناهز الـ73 عاماً، وهو في طريقه إلى مستشفى بحري إثر وعكة صحية ألزمته الفراش طويلاً.. ويعتبر المطرب السوداني من فناني الجاز الماهرين والمميزين في السودان بعصره الذهبي، حيث كانت أغانيه تتناول مواضيع السلام، والوطن، ووقف نزيف الحرب.. وغنّى الفنان السوداني باللغة الإنجليزية إلى جانب اللغة العربية، وتخطى حدود الوطن بذلك.. وكان يرأس الفنان الراحل كمال كيلا دار الخرطوم جنوب للغناء والموسيقى, حيث فاز برئاستها في انتخابات حرة ومباشرة ولكنه قدم استقالته من المنصب بسبب المرض.
أبو عبيدة حسن:
لم يمض وقتٌ طويلٌ على وفاة كمال كيلا.. حيث داهم الحُزن الوسط الفني مرة ثانية برحيل الفنان الشعبي السوداني المشهور أبو عبيدة حسن (69 عاماً)، بعد صراع طويل مع المرض.
ونعى رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، وأعضاء المجلس، وقال البيان: “ننعي أحد رواد الغناء الشعبي الأصيل الذي أسهم في تطوير الأغنية الشعبية، الذي توفي اليوم، بعد صراع مع المرض”.
وشارك السفير التركي لدى السودان، عرفان نذير أوغلو في تشييع الفقيد بمدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، بحسب تدوينة للسفارة التركية عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
وقال السفير التركي: “قُمنا بزيارته من قبل، وأُتيحت لنا فرصة للتعرف عليه، وها نحن اليوم حضورٌ في تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير، لقد كان الفقيد هاشاً باشاً, طيِّب المعشر, دمث الأخلاق”.
وترحّم السفير التركي على الفنان الراحل.. وأبو عبيدة حسن من مواليد 1952، وبدأ الغناء في سبعينات القرن الماضي، وعُرف بأغنياته التي كان يرددها بمصاحبة آلة الطمبور (الربابة)، وله عدد من الأغنيات الشهيرة أبرزها “عقد الجواهر”.
عبد الرحمن عبد الله:
وشهد ذات العام 2021 وفاة الفنان عبد الرحمن عبدالله والتي كانت حدثاً مُحزناً وأليماً, وبفقده فقد الوسط الغنائي السوداني فناناً صاحب تجربة موسيقية كان لها ملامحها الخاصة وتأثيرها الكبير على الوجدان السوداني .. وتنحدر أسرة الفنان الراحل عبد الرحمن عبد الله من مدينة دنقلا .. ولكنهم استقروا في مدينة بارا في حي الركابية كبقية الدنقلاويين كما يقول الأستاذ الصحفي معاوية حسن يس في كتابه (تاريخ الغناء والموسيقى في السودان) وفي الجزء الثالث تحديداً.. وفي صفحة 614 حيث ذكر أنّ لقب شهرة عبد الله في ربوع الغرب السوداني هو (ود بارا) وبعد ظهوره على مستوى السودان أضحى لقبه (بلوم الغرب) أو بلبل الغرب.. وهما لقبان أطلقهما عليه شيخ النقاد الراحل الأستاذ ميرغني البكري.. حيث وُلد الأستاذ عبد الرحمن عبدالله في العام 1948 لأب مستور الحال كان يمتهن التجارة وكان مثل بقية الآباء امتداداً لتقاليد العائلات السودانية المُحافظة وإن كان يدندن خلسةً بأغنيات مؤسس الغناء السوداني عبد الكريم كرومة.
عبد الكريم الكابلي:
توفي في الولايات المتحدة الأمريكية في شهر ديسمبر من هذا العام، الفنان السوداني الشهير عبد الكريم الكابلي بعد مشوار حافل في مسيرة الغناء امتدّ أكثر من 60 عاماً، وهو صاحب مكانة متفردة جمع بين كونه شاعراً ومُلحناً ومُطرباً، زيادة على اهتماماته كباحث في التراث الشعبي السوداني.
وُلد عبد الكريم عبد العزيز محمد وشهرته (الكابلي) في مدينة بورتسودان، شرق السودان عام 1932، واحتل مكانة مرموقة في أوساط السودانيين منذ بداية مسيرته الفنية وهو ما برز من خلال الاهتمام الرسمي والشعبي الكبير بوضعه الصحي، في السنوات الأخيرة بعد انتقاله للعيش مع أبنائه وأسرته في الولايات المتحدة الامريكية.