المتحدث الرسمي لتجمُّع المهنيين د. الوليد علي لـ(الصيحة):
(25) أكتوبر كان أول انقلاب عسكري في السودان تخرج فيه جماهير ضخمة
أتوقّع في العام 2022م حل الحرية والتغيير وتقدم أحزاب منفردة
أبرز أحداث 2021.. انقلاب المُدرّعات وحل الحكومة وخلافات السيادي
حوار: عوضية سليمان
مَضَى العام 2021 الذي حمل في طياته عدة أحداث سياسية ممرحلة بكل العيوب التي بدت صعبة على المواطن تقبلها داخل الحكومة الانتقالية، والتي دفعت الشارع إلى التصعيد المُستمر والخروج عبر مليونيات هادرة تُطالب بالتغيير وتصحيح المسار، في هذا العام حلّت الحكومة مع اعتقالات واسعة لوزرائها وتدخُّلات خارجية لعودة رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك الذي لوّح باستقالته عدة مرات، ولكن بقي الحدث الأبرز والأهم إغلاق الشرق الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار والتصعيد المُستمر للثورة واعتصام القصر، كانت هذه أبرز ما جاء على لسان المتحدث الرسمي خلال حديثه لـ(الصيحة)…
ما هي أبرز الأحداث السياسية التي جاءت في عام 2021؟
بدأت الأحداث بالتغييرات التي صاحبت حكومة حمدوك ووجود وزراء جدد على الحكومة وهم وزراء استحقاق سلام جوبا الذي كان في 2020، ولكن تم تنفيذه في عام 2021 فيما حدث رد فعل بدخول وزراء قِوى الحرية والتغيير، وما تبقى من قوة الحرية والتغيير، وتم تقسيم الكراسي وهذا بعد مبادرة حمدوك.
هل كان من ضمن الأسباب التي أدّت إلى خلافات مجلس السيادة؟
نعم كان سبباً في خلافات مجلس السيادة، ومن قبل كانت هنالك اجتماعات لقوى الحرية والتغيير (ب) وقوى الحرية والتغيير فرع المؤتمر الوطني بقاعة الصداقة وخلافاتها إلى أن وصل الصراع الى اعتصام القصر.
مبادرة حمدوك هل كانت سبباً لما ذكرت؟
الخلافات جاءت مع مُبادرة حمدوك، كان الهدف من المبادرة إدخال المغاضبين من قوى الحرية والتغيير، وإدخال الأحزاب المُشاركة في نظام الإنقاذ حتى عشية (11 ) أبريل ليلة التغيير.
هل كان اجتماع قاعة الصداقة من ضمن أحداث المبادرة؟
نعم كان يشمل الحركات والاحزاب التي كانت مشاركة في نظام البشير بالإضافة الى وجوه معروفة للمؤتمر الوطني.
الميثاق السياسي تصدر قائمة الأحداث السياسية؟
نعم، ميثاق قاعة الصداقة، ثم اعتصام القصر الذي كانت فيه مطالبة البرهان بالتدخُّل ولهم مقولة مشهورة (الليلة ما بنرجع إلاّ البيان يطلع).
هل كان سبباً لحل الحكومة؟
لم يكن هو السبب الرئيسي لحل الحكومة.
هل اعتصام القصر أدى لإفراز انقلاب المدرعات وتداعياته؟
أثناء اعتصام القصر جاء انقلاب المدرعات، حتى المواكب التي هدرت إلى لجنة التمكين وميدان شروني، كان هنالك حرصٌ شديدٌ بأن لا تذهب في اتّجاه القصر والاختلاط بمُعتصمي القصر.
ماذا عن حَل الحكومة بعد اعتصام القصر؟
تمّ حَل الحكومة في (25) أكتوبر واعتقال الوزراء، وقتها خرجت مليونية عفوية في ذاك اليوم وكانت هي المليونية الرافضة للانقلاب وكان حَدَثاً مُهماً جداً.
(25) أكتوبر أحدث ربكة سياسية إلى اليوم؟
(25) أكتوبر خرجت فيها مواكب هادرة هذه المواكب لم تدعُ لها أي جهة أو حزب أو تجمُّع المهنيين أو لجان المقاومة، بل كانت مواكب عفوية.
لكن تجمُّع المهنيين دائمًا ما يُحذِّر من تحرُّكات مُريبة؟
نعم تجمُّع المهنيين عشية ليلة (25) اكتوبر أشار إلى تحرُّكات مُريبة، وتحدث عن الاستعداد للمواكب ومجابهة تلك التحركات المُريبة، ولكن لم يصرح بها، بل ذكر استعداداً فقط وكان ذلك في الساعة الرابعة صباحاً وكان يشير إلى حُدُوث انقلاب عسكري.
اعتقال حمدوك وخروجه وعودته إلى الحكم مرةً ثانيةً؟
هنالك تدخلات خارجية لها يدٌ في عودة حمدوك إلى الحكم، لأن المجتمع الدولي حريصٌ كل الحرص على بقاء الوثيقة الدستورية وسلام جوبا، بغض النظر عن المصلحة أو مطالب الشارع السوداني، مع أن الشارع له دورٌ كبيرٌ جدًا في عودة حمدوك وإطلاق سراحه من المُعتقل وكانت دعوة الشارع واضحة “يرجع حمدوك ويذهب المجلس العسكري”.
عاد حمدوك ومازال المجلس موجوداً؟
نعم عاد حمدوك تحت راية المجلس العسكري، وفي 21 نوفمبر وقّع حمدوك الوثيقة وضمن العودة تحت العسكر، الأمر الذي رفضه الشارع مباشرةً.
استمرار المواكب.. إلى متى؟
نعم هنالك شعار (لا شرعية، لا شراكة، لا مساومة ولا تفاوض) مع العسكر بمعنى لا شراكة مع الجنرالات ولا مساومة في دماء الشهداء ولا شرعية لهم، واستمر الشعار وسيستمر التصعيد إلى أن تتحقق تلك المَطَالِب.
المشهد الآن.. حمدوك يُلوِّح بالاستقالة؟
تلويح حمدوك بالاستقالة لا يعني الشارع في شئٍ، لأنّ الشارع موقفه واضحٌ ومرتبطٌ بتحقيق الحكومة المدنيّة.
لجنة التمكين؟
اللجنة لديها خلافاتٌ وأولها كانت مع مجلس السيادة، بجانب ذلك لدينا رأيٌ واضحٌ منذ الأول في طبيعة تكوينها، وكان هذا خطأً واضحاً اعترضنا عليه، لأن وجود المكون العسكري في لجنة إزالة التمكين أبطأ من فعاليتها، وبنفس المُستوى عدم تقبل السلطات الأمنية، أضعف قرارات لجنة التمكين بالتالي اللجنة كانت تحتاج لإصلاح.
من الأحداث المُهمّة والخطيرة جداً على السودان إغلاق الشرق؟
نعم كان حدثاً مُهمّاً جداً، والهجوم على إزالة لجنة التمكين، واجتماعات قاعة الصداقة، واعتصام القصر، وإغلاق الشرق كانت تجهيزات وتحضيرات لانقلاب (2) أكتوبر، وإغلاق الشرق والموانئ أدى الى خنق البلد لفترة طويلة ولارتفاع أسعار المواد التموينية وأثّر في والاقتصاد بصورة عامة.
الانفلات الأمني ووجود “تسعة طويلة”؟
مُدبّرٌ له!!!
الخلية الإرهابية بجبرة؟
بسبب الانفلات الأمني في العام 2021م.
أحداث دارفور الأخيرة؟
شهد إقليم دارفور عنفاً عقب (25) أكتوبر.
حجب الإنترنت والاتصالات خلال المواكب الاحتجاجية؟
عمدت الحكومة باستمرار بفصل الشبكة خوفاً من التنسيق بين الجماهير، باعتبار أنها أدوات تواصل وكل المواكب كانت مفصلية، فكل ما تم من مواكب كانت في ظل غياب الإنترنت والاتصال ابتداءً من 30 يونيو 2019، لأنّ الشعب استدعى وسائل أخرى، من ضمنها المواكب الدعائية الليلية داخل الأحياء والحركة الفعلية منها اختراق شبكة الاتصالات.
تغيير مسار الثوار من شارع الستين إلى باحة القصر الجمهوري؟
المعارك ضد النظام في السودان وأي ميدان هو مكان معركة، ولكن الهدف الرئيسي هو أن تصل المواكب إلى موقع السلطة في القصر الجمهوري، ومن المُمكن أن تتّجه المواكب إلى الأحياء والمُدن بالريف وفي أي مكان في السودان.
إغلاق الطرق بالحاويات طريقة جديدة في وجه الثوار؟
إجراءات أمنية مُشدّدة لمُواجهة المواطنين العُزّل وخوف النظام من قوة الشارع.
ظهور مياه ملوثة من قبل الجهات الأمنية؟
هناك تحاليل تُجرى الآن لمعرفة هذه المياه، وهناك جزء منها يصب على المواكب لمعرفة الشخص ومُلاحقته لاحقاً لاعتقاله بنهاية المواكب، في نهاية الأمر تعتبر وسائل للقمع.
توقُّعاتك للعام 2022؟
أتوقّع أن تلتئم القوة الثورية الحقيقية صاحبة المصلحة في التغيير وتُشكِّل قيادة موحدة، بجانب حل قِوى الحُرية والتّغيير وتقدم أحزاب مُنفردة للمُشاركة في الحِراك القادم.