نيالا: حسن حامد
مضي عام ليس كمضي الأشهر، لذلك من الصَّعب جمع الحصاد لعام كامل رغم أن الكل ينتظر نهاية العام ليكون من الفائزين، الطالب يجتهد في انتظار نتائج نهاية العام، المزارع يكد ويكدح في انتظار حصاد العام، لو تساءلنا ما هي نتائج عامنا هذا، قد يتحدث البعض عن خيباته وانكساراته، مع ذلك هناك فسحة أمل، وقد يتحدث البعض عن إنجازاته ومنجزاته رغم الإحباط.
ففي جنوب دارفور كان عاماً من الأفراح والأحزان، الانكسارات والآمال فيما يلي نرصد أهم الأحداث.
شهداء سنقو
ارتحل ثلة من أبناء الولاية والشرطة السودانية بدم بارد أثناء القيام بواجبهم المقدس للقضاء على مرض سرطاني أصاب عقول الشباب في مقتل، مرض أقعد بالاقتصاد الوطني وهو ترويج وإتجار وزراعة المخدرات، من بينهم الشهيد الملازم هنو أبكر الزبير ورفاقه.
الاعتداء على الأطفال
شهد العام ٢٠٢١م، تزايداً لحالات الاغتصاب والاعتداء على الأطفال بالولاية وبصورة مخيفة.
وفى المقابل، هناك جُهُودٌ جبّارةٌ وقضايا عديدة نظرتها المحكمة المُختصة في قضايا الطفل بنيالا برئاسة القاضي مولانا د. ياسر، حيث قضت بإعدام عدد من الذئاب الذين تسربلوا ثوب البشر وهم منهم براء، حيث اغتصبوا عدداً من الأطفال، ولكن العدالة كانت حاضرةً وما حقّقته محكمة الطفل كان محل تقدير المُواطنين بنيالا.
فرحة في الخواتيم
افتتاح مصنع الأوكسجين بمستشفى نيالا التعليمي كأكبر وأول مصنع لإنتاج (١٤٠) أسطوانة أوكسجين في اليوم وهو تبرع من تجمُّع الأطباء السودانيين بأمريكا (سابا) وجهات أخرى ساهمت في المشروع.
تمثيلٌ خارجيٌّ
وسط الإحباط أحياناً تولد الأفراح، حيث استطاع فريق حي الوادي نيالا بأن يتنزع بعض الانكسارات ليزرع الفرح وينثر حبيباته على جميع سكان الولاية، حينما انتزع بطاقة تمثيل الوطن في البطولة الكونفدرالية لأول مرة في تاريخ الولاية ليلتقي بالأهلي الليبي.
حشدٌ له ما بعده
استقبلت جماهير الولاية في حشد تاريخي السيد مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور في مشهد جعل الحاكم يذرف الدموع.
مؤتمر الإدارة الأهلية
شهدت مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور، مؤتمراً للإدارة الأهلية بولايات دارفور الخمس في نوفمبر المنصرم، شهده حاكم الإقليم بحضور ولاة دارفور بخلاف والي غرب دارفور الذي غاب عن المؤتمر بدواعي الأحداث الدامية التي شهدتها إحدى محلياته، وكانت من أبرز توصيات المؤتمر نزع السلاح من أيدي المواطنين وفرض هيبة الدولة، والإقرار بأن المجرم ليس له قبيلة، بجانب تشكيل جسم للإدارة الأهلية على مستوى الإقليم، وقد أوكل مناوي المهمة لنائبه د. محمد عيسى عليو للإشراف على ملف الإدارة الأهلية.
اعتصامات مُتنوِّعة
شهد العام ٢٠٢١م، عدداً من الاعتصامات، من بينها اعتصام شباب عد الفرسان الكبرى بمنطقة أم زعيفة والذي استمر لـ(٢١) يوماً، احتجاجاً على التدمير الممنهج للقطاع الغابي.
كذلك الاعتصام المطلبي لثوار ومواطني محلية برام بغياب الخدمات وتصحيح العديد من المسارات بالمحلية.
اعتصام الداجو بمجمع البنوك بنيالا، احتجاجاً على بيع الموقع الأثري (حجر نالا) أو بئر دنميت، وهو معلمٌ تاريخيٌّ سُميت على إثره مدينة نيالا.
اعتصام أهالي مرشنج بسبب الأحداث الأمنية التي راح ضحيتها عدد من المواطنين.
كما شهد العام المنصرم، قطوعات التيار الكهربائي بمدينة نيالا عدة مرات بأمر الشركة التركية بدواعي عدم التزام المالية الاتحادية بسداد المديونيات، الأمر الذي ألحق أضراراً وخسائر كبيرة بالمواطنين.
ربكة المشهد
عقب قرارات القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في الخامس والعشرين من اكتوبر، غادر والي جنوب دارفور موسى مهدي إسحق كرسي الحكم، وتسلّم الأمين العام للحكومة حامد التجاني هنون والياً مكلفاً، بعدها أصدرت وزيرة ديوان الحكم الاتحادي بثينة دينار، قراراً بإنهاء تكليف أمناء الحكومات وتعيين جُدد، فكان من نصيب جنوب دارفور بشير مرسال حسب الله، ولم يحدد القرار صلاحية هؤلاء هل يكونوا أمناء عامين أم ولاة مُكلفين، مما أربك المشهد بالولاية وكاد أن يقود إلى انقسامات استغلها بعض أصحاب المصالح لولا حكمة البعض حتى جاء قرار رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك بتجديد التكليف لحامد التجاني هنون والياً للولاية ليظل بشير مرسال أميناً للحكومة.
وعلى خلفية القرارات الأخيرة التي أصدرها القائد العام للقوات المسلحة بتصحيح مسار الثورة السودانية، تم اعتقال عدد كبير من أبناء الولاية وخاصة قادة الحرية والتغيير وتجمع المهنيين وبعض لجان المقاومة، وأُفرج عنهم بعد مضي ثلاثة أسابيع.
مستشفى التوليد
منذ وضع حجر الأساس لمستشفى التخصصي للنساء والتوليد والأطفال وبدء العمل فيه العام ٢٠٠٨م وبعد أن قطع شوطاً مقدراً، توقف العمل فيه بدواعي الأزمة الاقتصادية قبيل ذهاب حكومة المخلوع عمر البشير، حيث ظل متوقفاً رغم أهميته، لكن الوالي السابق موسى مهدي اجتهد كثيرا وأعاد الروح لهذا الصرح بدفع أكثر من (٣٥٠) مليون جنيه، بموجبها استأنف العمل وبدأت الخطوات لإكمال هذا الصرح المُتوقّع إكماله وافتتاحه بنهاية فبراير عام ٢٠٢٢م ويعتبر من أهم الصروح العلاجية بإقليم دارفور.
معمل الصحة العامة
شهد العام المنصرم، افتتاح معمل الصحة العامة بنيالا على يد حاكم الإقليم مني أركو مناوي والوالي السابق موسى مهدي بعد مجهودات جبارة قادها مدير إدارة مكافحة الأمراض جعفر عبد الله علي، وبموجبها تحوّلت إدارة مكافحة الملاريا إلى مكافحة الأمراض ويحتوي المعمل على العديد من الأجهزة التشخيصية المتطورة، من بينها فحص (كورونا) والذي بمُوجبه ودعت دارفور قضية إرسال العينات إلى الخرطوم.
زيارة الوفد الإماراتي
على خلفية الزيارة الأخيرة التي قام بها حاكم الإقليم مني أركو مناوي لدولة الإمارات، سجّل وفدٌ من المستثمرين الإماراتيين، زيارة للولاية بدعوة وتنسيق الحاكم الإقليم بغرض الاستثمار في الولاية وإقامة عدة مشاريع تنموية، منها طريق نيالا – الفاشر وتكملة بورصة نيالا والميناء البري وإستاد نيالا ومضمار الفروسية وغيرها من المشاريع.
انحسار الصراعات القبلية
شهد العام المنصرم، استقراراً كبيراً في النواحي الأمنية، حيث لم يسجل صراعات دموية بين القبائل كسابق عهد الولاية في الأعوام السابقة وكان ذلك نتاجاً للتقدم الكبير في الملف الأمني رغم الأحداث التي تقع هنا وهناك.
شُهداء المولد النبوي
انتقل إلى الرفيق الأعلى في العام ٢٠٢١م وفي حادث سير أليم عدد (٦) من أبناء الولاية وهم:
1- الأستاذ/ محمد عبد الرسول الدوم
2- العمدة/ إدريس يحيى آدم
3- السيد/ عبده محمد إبكر
4- الشيخ أبو بكر إسحق
5- الصحفي سليمان إبراهيم محمد (كنج) مصور قناة سودانية ٢٤ بنيالا
6- أحمد آدم حسن
وجرح كل من:
1- الأستاذ الصحفي عبد الرحمن إبراهيم (عبدوش) مدير وثائقية دارفور
2- إدريس يحيى يونس
3- إبراهيم صديق عبد الله
4- مختار محمد محمدين
5- أبكر يحيى ود رزقة
حيث كانوا في طريقهم من نيالا إلى كلبس بولاية غرب دارفور للمشاركة في مهرجان مليونية ختام المولد النبوي الشريف بكلبس، ووقع الحادث بالقرب من نيرتتي بولاية وسط دارفور إثر انقلاب العربة التي تقلهم.
أكتوبر الوردي في كلمة
في واحدة من الخدمات التي وجدت إشادة من النازحين بمعسكر كلمة خلال العام ٢٠٢١م، تدشين مبادرة الإعلامية لمياء متوكل ضمن حملة أكتوبر الوردي، الرامية للتوعية بمخاطر سرطان الثدي.
كما شهد معسكر كلمة، انطلاقة مبادرة اختصاصيي نيالا بتقديم الخدمات المجانية للنازحين بـ(١٦) اختصاصيياً في تخصصات مختلفة.
وكذلك في هذا العام، شهدت الولاية الخروج النهائي لبعثة “يوناميد” وصاحبت ذلك احتجاجات ووقفات احتجاجية للنازحين بمعسكر كلمة.
حوادث نهب مُسلّح
شهد العام ٢٠٢١م، وقوع عدد من حوادث النهب المُسلّح بطريق نيالا – الفاشر، وكذلك طريق نيالا – برام، راح ضحيته عددٌ من المُواطنين الأبرياء.