الخرطوم- الصيحة
قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، إن التنازع حول السلطة والانفراد بها وما ترتب عليه من إزهاق للأرواح واتلاف للممتلكات وتعطيل لحياة الناس يوجب على الجميع تحكيم صوت العقل.
وأضاف في كلمة للشعب السوداني بمناسبة الذكرى السادسة والستين لإستقلال السودان مساء الجمعة، أن التوافق طريقه قبول الحوار الجاد الذي قال إنه مفتوح للجميع، وأكد أن السبيل الوحيد للحكم هو التفويض الشعبي عن طريق الانتخابات.
وجدد التأكيد على التمسك بالمُمسكات الوطنية، وحماية البلاد من الانزلاق نحو الفوضى والخراب.
(الصيحة) تنش نص كلمة البرهان:
كلمــة فخامة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان
رئيس مجلس السيادة الانتقالي
القائـد العـام للقـوات المسلحــــة بمناسبة عيــد الإستقلال الـ(66) للبلاد.. ديسمبر 2021م
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف الخلق وأكرم المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام على سائر أنبياء الله ورسله للعالمين.
الشعب السوداني الكريم….
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
يسعـدني أن أتقدم إليكـم بالتحية والتهنئة الخالصة بمناسبة الذكرى السادسـة والستون لإستقلال بلادنا وهي ذكرى خالدة في وجداننــا وأذهاننا عزيزة في نفوسنا نستذكر فيها نضال آباءنا وأجــــدادنا الكـــــرام.
الذين صنعوا بالتضامن والعزم والإرادة حـرية بلادنا وقـدموا في سبيلها أسمى التضحيات فحريُ بنـا أن نفخر ونحتفل بهم، ونسير على دربهم متحدين متكاتفين لنحافظ على سودان بُذلت في سبيل حريته وعزته وكرامته المُهج والأرواح، فالتحية لأبائنا المؤسسين الذين أكدوا أن الإستقلال ليس فقط خروج المستعمر والتحرر من سيطرته،إنما هو إخلاص العمل من أجل البناء والتعمير وحماية البلاد وصون كرامتها وعزتها بتضحية ونكران ذات.
المواطنون الكرام
تزامن إحتفالنا بالإستقلال المجيد مع العيد الثالث لثورة ديسمبر المجيدة، ثورة الشعب السوداني الأبي وشبابه الشم، ثورة مكملة لمعاني الإستقلال وترسيخ نضالاته لبناء الدولة السودانية الحديثة القائمة على أسس الحرية والسلام والعدالة وهذا لن يأتي إلا بالتوافق والتراضي الوطني ونبذ الفُرقة والتشتت، وأنكم تدركون جميعاً الوضع العصيب الذي تمُر به بلادنا، وحجم التحديات والمصاعب والأزمات التي تحيط بكيان الوطن، وهي في الواقع مهددات وجودية لا يمكن التغافل عنها، ولا يمكن مواجهتها إلا بالوعي التام، والأمانة الخالصة والشعور بالإنتماء الحقيقي لهذا الوطن ووضع مصلحته فوق أي مصلحة أخرى، وإنني أثق في الله عز وجل وأثق في وعيكم وحبكم لوطنكم. لذلك أدعوا الجميع للتحلي بالحكمة وإعلاء قيمة الوطن والانتماء له فوق كل الإنتماءات فالأوطان تُبنى بسواعد بنيها، فعلينا إستخلاص الدروس والعبر من تاريخنا وتاريخ غيرنا من الأمم. فالتنازع حول السلطة والانفراد بها وما ترتب عليه من ازهاق للارواح واتلاف للممتلكات وتعطيل لحياة الناس يوجب علينا جميعا تحكيم صوت العقل فالتوافق طريقه قبول الحوار الجاد وهو مفتوح للجميع والسبيل الوحيد للحكم هو التفويض الشعبي عن طريق الانتخابات.
المواطنون الشرفاء
إننا نجدد تأكيدنا على التمسك بالمُمسكات الوطنية، وحماية البلاد من الانزلاق نحو الفوضى والخراب والعمل الجاد للمحافظة علـى الفتـرة الإنتقالية ونجاحها وإستكمال مهامها ومواصلة مسيرة السلام، وبناء كل مؤسسات الحكم الإنتقالي وتنظيم إنتخابات حرة ونزيهة وشفافة في وقتها المُحدد يفٌوض فيها الشعب السوداني من يختاره لحكم البلاد .
حفظ الله شعبنا وبلادنا
الجنة والخلود لشهدائنا
وعاجل الشفاء للجرحى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته