جنوب دارفور.. ازدياد مرض السكر وسط الأطفال
تقرير: حسن حامد 29ديسمبر2021م
بدأت حالات الإصابة بمرض السكري وسط الأطفال في ازدياد على مستوى دول العالم والسودان واحدٌ منها, الأمر الذي جعل القائمين على الأمر يكثفون من مجهوداتهم لتعزيز الخدمات العلاجيّة والتشخيصيّة في هذا المجال.
وبرز ازدياد حالات الإصابة بالسكري وسط الأطفال من واقع الاهتمام بهذا الجانب وتجويد الخدمة بنيالا من خلال تخصيص العيادة المحولة بمستشفى نيالا التعليمي والتي تقدم خدمات التشخيص والعلاج بالمجال, مما جعل الأسر تحرص على التردد عليها, فكان اكتشاف العديد من الحالات التي استدعت المهتمين بالأمر لتنسيق الجهود وتكامل الأدوار لوضع استراتيجية واضحة لتقديم الخدمة المتكاملة لهؤلاء, بجانب السعي لعمل دراسة حول إحصائية الأطفال المصابين بالسكري.
ولتحقيق الأهداف الرامية لتكامُل الخدمة في مجال التشخيص والعلاج, جاءت الورشة التدريبية للكوادر الطبية حول الارشاد ومتابعة وعلاج السكري عند الأطفال, التي نظمها برنامج العلاج المتكامل لأمراض الطفولة بوزارة الصحة وبدعم من منظمة اليونسيف والصندوق القومي للتأمين الصحي فرع ولاية جنوب دارفور وتنفيذ اختصاصيي الأطفال بمستشفى نيالا التعليمي.
واستهدفت الورشة التي تستمر لخمسة أيام (٦٠) من الكوادر الطبية والصحية بالولاية.
وقال مُشرف الورشة اختصاصي الأطفال د. عبد الحليم الرشيد عبد الله, إن الورشة العلمية حول سكري الأطفال تأتي في وقت مُهم للغاية خاصةً مع زيادة المرض, وأضاف أنّ سكري الأطفال واحدٌ من الأمراض المُزمنة والسهل علاجها وهو من الأمراض التي لها مضاعفات خطيرة على المستوى البعيد, وأشار عبد الحليم إلى وجود أكثر من عشرين موقعاً بالسودان لتقديم خدمة متخصصة للأطفال مرضى السكري, من ضمنها مركز نيالا الذي مضى عليه عام من تأسيسه ويشرف عليه اختصاصيو أطفال وتغذية ومعلمو تغذية ومعلمو سكري أطفال, حيث يقوم بتقديم خدمة متكاملة وعلاج مجاني وتشخيص بجانب تقديم شرائح وأجهزة فحص منزلية للأطفال ومتابعة دورية.
وحول إحصائية إصابة الأطفال بالسكري, قال إنّهم ما لم تكن هنالك معلومات عملية مُؤكّدة لا يستطيعون تقديم خدمة بالصورة المطلوبة, بجانب تعليم الناس ونشر المعلومة والوعي المجتمعي. وأضاف أن إحصائية الأطفال المصابين بالسكري بجنوب دارفور حوالي (٧٠) طفلاً يتابعون العلاج وكل شهر يشهد زيادة.
ويقول المدير التنفيذي للتأمين الصحي فرع ولاية جنوب دارفور د. محمد أبكر التونسي, إن الورشة هي الأولى من نوعها ومهمة جداً للكادر المعالج والأسر والأطفال, وأضاف أنّ سكري الأطفال موجود بكثرة ويحتاج إلى تضافُر الجُهُود وتكامل الأدوار حتى تكون النتائج مُرضية, نُحافظ من خلالها على الأطفال كي لا نفقد أرواحا غالية.
وقال إنهم كجهة راعية للمشروع ومن واقع إدراكهم بأهميته, قمنا بدعمه شأن كل المبادرات الأخرى التي وقفنا معها من قبل كالأنيميا المنجليا وغيرها من أجل حماية الأطفال وتقديم الرعاية الطبية الضرورية للأطفال.
وأثنى التونسي على دور اختصاصيي الأطفال بمستشفى نيالا التعليمي وكل من ساهم في هذه الورشة المهمة.
إلى ذلك, أشاد مدير برنامج العلاج المتكامل لأمراض الطفولة بوزارة الصحة د. عبد الله صالح كباشي بجهود الداعمين للورشة التي وصفها بالمهمة, مشيراً إلى أن الهدف منها تطوير الخدمات العلاجية لمرض السكر عند الأطفال والسعي لعمل بروتوكول موحد للأطباء حول كيفية تقديم الخدمة الصحية المتكاملة لعلاج الأطفال بالإضافة للمساعدين الطبيين حول كيفية إرشاد المواطنين وتقديم النصائح الصحية للأطفال, عَلاوةً على اختصاصيي التغذية حول تحديد التغذية المناسبة للأطفال المُصابين بمرض السكر. وأشار عبد الله إلى أنّ الورشة التي استمرت لخمسة أيام استهدفت (٣٠) طبيباً في مجال الأطفال و(١٠) مساعدين طبيين و(١٠) اختصاصيي تغذية بالإضافة لعشرة ممرضين.
وقال إن مخرجات الورشة من شأنها تغيير منهج التعامل مع مرض السكر وتقديم الخدمة المطلوبة وتقليل نسب مُضاعفاته.
بينما يقول د. أشرف بابكر إسماعيل اختصاصي الأطفال الميسر فى الورشة, إن زيادة مرض السكر لدى الأطفال تحتاج إلى الاستعداد وتكامل الأدوار وكل ما هو مطلوب لتوفير الرعاية الصحية اللازمة للأطفال, مشيراً إلى أن هناك جهوداً بُذلت بمستشفى نيالا التعليمي بعمل عيادة محولة خاصة بمرضى السكر تقدم من خلالها أدوية الأنسولين بالمجان, بجانب كل خدمات التعليم والإرشادات من قبل اختصاصيي التغذية والتمريض, وتابع: “فقط مطلوبٌ توفير بقية الكوادر بالولاية تتلقى ذات الورش لتتكامل الخدمة حتى لا تكون هنالك اختلافات في العملية العلاجية”.
بينما دقّ د. أحمد التجاني محمد منصور اختصاصي الأطفال ناقوس الخطر, وقال إن الفترة الأخيرة شهدت ازدياداً في حالات الإصابة بالسكر عند الأطفال على مستوى العالم خاصةً النوع الثاني, وعلى مستوى السودان أيضاً هنالك ازدياد مضطرد, وأضاف (في جنوب دارفور كثير من الحالات هنا تأتينا في مستشفى نيالا التعليمي ومراكز التأمين الصحي ولم تمر نبطشية إلا وظهرت حالة جديدة لمرض السكر عند الأطفال النوعين الأول والثاني).
إلى ذلك, قالت ممثل منظمة اليونسيف د. أمل آدم, إن اليونسيف لم تتردّد أبداً في دعم الأنشطة التي تهتم بصحة الأطفال واليافعين.
وأشارت د. أمل إلى أن الورشة مهمة للغاية وهي من الورش التي لم يسلط عليها الضوء لفترة طويلة مما حدث فراغ كبير وعدم اهتمام بمجال مرض السكر عند الأطفال, مشيرة إلى أن الورشة تنشيطية وستحقق فوائد كبيرة للمحتاجين للخدمة, سيما وأنّ المُشاركين تعرفوا على كل ما هو جديد في المجال ويساعد في تحسين الخدمة في مجال علاج سكر الأطفال خاصةً النوع الأول الذي يعيش به الطفل طيلة حياته, لذلك لا بد من معرفة كيفية التعامل مع المرض وتوصيل الرسائل الصحية للأسر والاهتمام بالطفل في المنزل حتى يستطيع التعايش مع المرض لفترة طويلة ويكون بصحة وعافية.