في قضية الشهيد محجوب التاج شاهد اتّهام: مدير جامعة الرازي قال “إذا دايرين تستشهدوا.. استشهدوا لي برّه الجامعة”
الخرطوم: محمد موسى 28ديسمبر2021م
كشف شاهدي اتهام تفاصيل مثيرة في محاكمة (11) من منسوبي جهاز المخابرات العامة في قضية قتل الشهيد محجوب التاج.
ويواجه المتهمون بينهم ضباط برتب مختلفة، الاتهام بالاشتراك الجنائي والقتل العمد وارتكاب جرائم ضد الإنسانية بقتل الشهيد محجوب التاج خلال وقفة احتجاجية بجامعة الرازي في يوم 24/1/ 2019م.
“استشهدوا لي برّه الجامعة”
وروى شاهد الاتهام الثالث عن الحق الخاص (أولياء الدم) للمحكمة حديثاً دار بينه ومدير جامعة الرازي أحمد رزق، طالبه خلاله مدير الجامعة بالخروج من مباني الجامعة اذا ما اراد الطلاب الاستشهاد، قائلاً بأن مدير الجامعة خاطبة وقتها قائلاً له: (لو عايزين تستشهدوا استشهدوا لي برّه الجامعة).
اتصال من الشهيد
وكشف شاهد الاتهام للمحكمة الخاصة والمُنعقدة بمحكمة محالفات الأراضي بالديم جنوبي الخرطوم برئاسة القاضي زهير بابكر عبد الرازق، بأنه طالب بالمُستوى الثاني بالجامعة وزميل دراسة للشهيد محجوب التاج، إبان الأحداث التي استشهد خلالها امام الجامعة في العام 2019م، موضحاً للمحكمة بأنه ما زال يدرس حتى الآن بكلية الطب بجامعة الرازي المستوى الرابع، منوهاً للمحكمة بأنه وبتاريخ 18/1/2019م قررت إدارة الجامعة عبر بيان رسمي استئناف الدراسة بالجامعة, إلا أنه اكد للمحكمة رفض الطلاب وقتها قرار الجامعة باستئناف الدراسة وذلك نسبةً للظروف الأمنية والأحداث التي تمر بها البلاد من مظاهرات واعتقالات للطلاب في تلك الفترة، منوهاً الى أن الطلاب حضروا في اليوم التالي للكلية وقاموا بتنفيذ وقفه احتجاجية داخل حرام الجامعة معلنين خلالها رفضهم القاطع لقرار الإدارة باستئناف الدراسة ومن ثم غادروا مباني الجامعة عقب انتهاء وقفتهم الاحتجاجية واتفاقهم على معاودة تنفيذ وقفة أخرى بتاريخ 24/1/2019م، كاشفاً للمحكمة عن حضوره للجامعة في يوم الحادثة مبكراً واثناء تواجده بكافتيريا الجامعة ورده اتصال هاتفي من الشهيد محجوب التاج، اخبره خلاله بحضوره أمام مباني الجامعة, إلا أنه أكد له عدم تمكنه من الدخول لعدم إحضاره جهاز اللابتوب وبطاقته الجامعية الخاصة به، موضحاً للمحكمة بأنه وقتها خرج للشهيد محجوب، خارج مباني الجامعة وأرشده بالذهاب للداخلية وإحضار لابتوب من أحد زملائه بها.
إخراج الطلاب وإغلاق الجامعة
وأكد شاهد الاتهام للمحكمة بأنه بعدها عاود أدراجه للدخول للجامعة, إلا أن موظفي الأمن بالجامعة وفي حوالي الساعة العاشرة صباحاً منعوه من الدخول للجامعة بحجة انتهاء اليوم الدراسي وقاموا بإغلاق أبواب الجامعة عقب إخراج الطلاب منها، منوهاً الى أنه عادة ما ينتهي يومهم الدراسي المعتاد عند الساعة الثانية ظهراً، إلا أن إدارة الجامعة في يوم الحادثة قررت إخلاء الجامعة من الطلاب بالكامل وأغلقت ابوابها عند العاشرة صباحاً، لافتاً الى أنه وقتها طلب من موظفي الأمن (الحرس الجامعي) السماح له بالدخول لإحضار حقيبته من الكافتيريا ومغادرة الجامعة، مشيراً الى أنه واثناء سيره لداخل الجامعة التقى بمدير الجامعة أحمد رزق الذي قال له: (اذا دايرين تستشهدوا.. استشهدوا لي برّه الجامعة)، مبيناً بأنه بعدها واصل سيره وأحضر حقيبته من الجامعة وعند خروجه وجد زملاءه الطلاب قد تجمعوا أمام البوابة الرئيسية للجامعة مرددين هتافات (لا تعليم في وضع أليم).
عربة وعصا كهربائية
وكشف شاهد الاتهام للمحكمة عن حضور عربة بوكس بلون أبيض لا تحمل لوحات مرورية تحمل على متنها (5) أشخاص يحمل أحدهم عصا كهربائية لمحل وقفتهم الاحتجاجية، موضحاً بأن العربة اقتربت منهم أمام البوابة الرئيسية للجامعة وحاول الأشخاص الذين على متنها ارهابهم تارة بالتفحيط امامهم ومحاولة دهسهم وتارة أخرى بالتلويح بالعصا الكهربائية التي كان يحمله أحدهم، مبيناً للمحكمة بأنه وبعد دقائق معدودة ترجّل الخمسة أشخاص من على متن العربة البوكس ودخلوا في نقاش ودي مع عدد من الطلاب بينهم الشهيد محجوب التاج، مؤكداً للمحكمة بأنهم وقتها أوضحوا لهم بأن وقفتهم الاحتجاجية لا علاقة لها بـ(تسقط بس), وإنما وقفتهم جاءت احتجاجاً على قرار إدارة جامعتهم باستمرار الدراسة، كما أنها انطلقت عند الساعة العاشرة صباحاً وهي توقيت مختلف عن الساعة المحددة للمظاهرات المُطالبة بسقوط النظام السابق وهي الواحدة ظهراً، مشدداً على أنه واثناء ذلك النقاش قذفت قوات الأمن عليهم كميات من عبوات الغاز المسيل للدموع (بمبان) مما تسبب في حالات اختناقات وإغماءات وسط زملائه من الطلاب والطالبات، مشيراً الى أنه بعدها فر هارباً برفقة مجموعة من زملائه ودلفوا لداخل مستشفى الجامعة، الا أن قوات الأمن حصفتهم ايضاً بعبوات من البمبان داخل المستشفى، ونفى الشاهد للمحكمة الاعتداء عليه بالضرب من قبل منسوبي الأمن في يوم الحادثة، مؤكداً للمحكمة بأنه أول من علم بوفاة الشهيد محجوب التاج وذلك عقب ذهابه برفقة اثنين من زملائه لمعتقلات جهاز المخابرات العامة بموقف شندي للاستفسار عن اعتقالهم للشهيد, موضحاً بأن منسوبي الأمن نفوا له وقتها اعتقالهم للشهيد, لافتاً الى أنه بعدها تحرك لمستشفى الأمل, الا أن منسوبي الأمن منعوه من الدخول للمستشفى، موضحاً بأنه وقتها حضر شخصٌ لا يعرفه اقتاده لإحدى الغرف برفقة زملائه وأخبرهم بنبأ وفاة الشهيد محجوب التاج، فيما أشار شاهد الاتهام أمام المحكمة الى نفسه وهو يظهر بالفيديو مستند اتهام خارج مباني الجامعة اثناء خروجه لمقابلة الشهيد محجوب التاج وذلك ابان تشغيل الفيديو عليه بقاعة المحكمة.
عربة وأفراد غير مألوفين
من جهته, مثل أمام المحكمة شاهد الاتهام الثاني عن الحق الخاص (اولياء الدم)، وافاد بأنه بجامعة الرازي كلية يدرس بالمستوى الرابع ودفعة الشهيد محجوب التاج، منوهاً الى أنه حضر للجامعة في يوم الحادثة وذلك للمشاركة في وقفة احتجاجية دعا لها زملاؤه الطلاب رفضاً لقرار الجامعة باستئناف الدراسة، منوهاً للمحكمة بأنه وأثناء حضوره لاحظ وجود عربة بوكس لا تحمل لوحات مرورية داخل مباني الجامعة وبجوارها (5) أشخاص يرتدون الزي المدني غير مألوفين لديه بالجامعة، منوهاً الى أنه بعدها اتجه نحو كافتيريا الجامعة وأثناء تواجده بداخلها في حوالي الساعة العاشرة صباحاً اعلنت إدارة الجامعة انتهاء اليوم الدراسي وإخراج الطلاب من داخلها وقفل أبوابها، موضحاً بأنهم استجابوا لطلب الإدارة وخرجوا من داخل الجامعة، كاشفاً للمحكمة عن تنفيذهم وقفة احتجاجية امام بوابة الجامعة بحضور حوالي (200) طالب وطالبة هتفوا خلالها بعبارة (لا تعليم في وضع أليم)، منوهاً للمحكمة بأن قوات الأمن بعدها اطلقت عليهم كميات من عبوات البمبان مما تسبب في عمليات كر وفر للطلاب، لافتاً للمحكمة بأنه بعدها فرّ هارباً ودلف لداخل مباني مستشفى الجامعة، نافياً للمحكمة مشاهدته لأيٍّ من منسوبي الأمن يعتدي على الشهيد محجوب التاج، بالضرب مؤكداً للمحكمة بأنه قابل الشهيد في يوم الحادثة وكان في كامل صحته ولا يعاني من أي أمراض، وتعرف شاهد الاتهام بالمحكمة على أحد منسوبي الأمن الذين كانوا بداخل العربة البوكس، وأشار اليه أمام المحكمة اثناء ما عُرض عليه الفيديو مستند اتهام في القضية، مؤكداً بأنه تعرف على أحد منسوبي الأمن وهو يرتدي بنطلون جينز وتي شيرت مخطط, إضافةً الى انتعاله (سفنجة) وذلك لمشاهدته له أكثر من ثلاث مرات يوم الحادثة من بينها مرة حاول منسوب الأمن فيها الاعتداء عليه بالضرب، وأوضح شاهد الاتهام للمحكمة بأنه شاهد عدداً من منسوبي الأمن يعتدون على زملائه الطلاب بالضرب.
من جهتها, أمرت المحكمة بإعلان اثنين من شهود الاتهام وحددت جلسة يوم الاثنين المقبل لسماع إفاداتهما على ذمة القضية.