أندية الدوري الممتاز.. هل تُعيد الحياة إلى ملاعب السودان؟
تقرير: ناصر بابكر
وصلت أزمة الموسم الكروي اللحظة الفاصلة وساعة الحسم، بعد أن وضعت تصريحات رئيس اتحاد كرة القدم د. كمال شداد الأخيرة إبان استضافته في برنامج (عالم الرياضة) بالتلفزيون القومي، أندية الدوري الممتاز في مُفترق طُرق.
فبعد أن تمسّكت أندية المسابقة في وقتٍ سابقٍ بقرار إلغاء المُوسم وبعد تقديمها لخطابات تُؤكِّد الانسحاب من المُنافسات التي يُنظِّمها الاتحاد العام لكرة القدم ومن ثَمّ اعتذار الأندية عن مُقابلة قادتها لرئيس اتحاد كرة القدم احتجاجاً على رفض الأخير أكثر من مرة مُقابلة مندوبي الأندية للنقاش حول أزمة الموسم.. أكد شداد في تصريحاته الأخيرة أنّه سيتعامل مع الأندية بالقانون ولن يتردّد في تطبيق اللوائح عليها حال تمسّكت بموقفها الحالي ورفضت إكمال الموسم، موضحاً أن رفض اللعب وعدم تنفيذ قرارات اتحاد الكرة من المُمارسات التي تحرم الأندية التي تشارك خارجياً من الرخصة وبالتالي حرمانها من حق التمثيل الخارجي مَا يعني أنّ أيِّ خطوة يقوم بها اتحاد الكرة تتعلّق بمُخاطبة الاتحادين الأفريقي والعربي بما يحدث في الساحة المحلية ستكون كفيلة بحرمان الأندية السودانية من المُشاركة في النسخة المُقبلة من البطولات الأفريقية والعربية، الأمر الذي من شأنه إلحاق ضررٍ كبيرٍ بتلك الأندية وبالكرة السودانية بشكلٍ عامٍ.
وفيما يَختص بأندية مَجموعة (التّحدي)، فإنّ رئيس اتحاد الكرة أكّد أنّ الهبوط سَيكون مصيراً حتمياً لأندية تلك المجموعة حال رفضها اللعب واستكمال الموسم نظراً لوجود أندية في الدرجة الوسطية تنافس بقوة على الصعود للدوري الممتاز، ولا يُمكن حرمانها من حَقِّها بإلغاء الموسم وبالتالي عدم هبوط أندية من الممتاز، وحال تمسّكت أندية الدوري الممتاز بموقفها فإنّ هبوط أندية التحدي وعددها ثمانية يعني أنّ كل أندية المرحلة الأخيرة من الدرجة الوسيطة ستجد الطريق سالكاً ومفتوحاً على مصراعيه للصعود الى الممتاز.
أندية الممتاز وبلا شَك، وَضَعت في حِسَابَاتِها رد فعل رئيس اتّحاد الكرة والكيفية التي سَيتعامل معها مع قرار الأندية بالانسحاب وإلغاء المُوسِم، وخَطّطت للشروع في سحب الثقة منه ومن الاتحاد عبر الدعوة لجمعيةٍ عُموميةٍ لهذا الغرض حال قرّر الرئيس التّصعيد وتوقيع عُقوبات على الأندية وهو ما صرّح به شداد.. غَير أنّ أندية المُمتاز اِصطدمت بعقبةٍ قانونيةٍ تجعل هذا طريق سحب الثقة من الاتحاد مَسدوداً أمامها بالنظر للعديد من الفقرات في النّظام الأساسي لاتّحاد الكرة المُستمد من النظام الأساسي المعياري الذي حدّده الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
ووفقاً لما سبق، فإنّ أندية الممتاز بَاتَت في وضعٍ لا يُحسد عليه حيث وضعت نفسها أمام خياريْن أحلاهما مُرٌّ.. الأول التمسُّك بموقفها الرافض للعب، وبالتالي التعرُّض لعقوبات قاسية ستكون له آثارٌ سلبيةٌ تلحق ضَرراً بليغاً بمسيرة تلك الأندية ومُستقبلها.. أمّا الثاني فهو مُطاردة طريق سحب الثقة المسدود بمتاريس قانونيّة تَحُول دُون تحقيقه لنتيجة، الأمر الذي دعا عُقلاء الوسط الرياضي للتدخُّل في مُحاولة لإثناء الأندية عن موقفها تقديراً لمصلحة كرة القدم السودانية التي ستضرّر أيّما ضرر حال استمرار الصراع الحالي الذي لن يكسب فيه أحدٌ، بل سيخسر منه الجميع وستدفع الكرة السودانية ثمناً باهظاً يُمكن تجاوزه بتقديم تنازُلات وتقديم المصلحة العامة واتّخاذ قرارٍ شجاعٍ بالعودة لممارسة النشاط وإعادة الحياة الى ملاعب السودان عبر استكمال المُوسِم والاتّفاق على الآلية مع لجنة المُسابقات لتفادِي دُخُول الكُرة السُّودانية في نفق مُظلمٍ ومصيرٍ مجهولٍ.