سودانية مكتملة الملامح والتكوين.. تنتمي لتراب هذا البلد ولكنها لا تخفي حبها لمدينة بحري.. ولأن (بحري سر الهوى), لذلك تعشقها ضيفتنا في (الحوش الوسيع) الإعلامية (مشاعر الباز) التي تعشق كتابات الروائي الطيب صالح الذي تأثّرت بها كتابياً.. كما لا تخفي إعجاباً بالكاتب المصري الكبير نجيب محفوظ.. الإعلامية مشاعر الباز لها آراء جريئة وواضحة في الكثير من المواضيع التي تخص الوسط الإعلامي.. جلسنا معها وخرجنا منها بالعديد من الإفادات المهمة التي سنطالعها في هذا الحوار.
حوار: محمد البحاري 24ديسمبر2021م
دعينا في البدء نتعرف عليكِ ونقرأ في تفاصيل البطاقة الشخصية؟
أولاً سلام من الله يغشاكم وبركات, أنا مشاعر عبد الله محمد عثمان ولدت وترعرعت في الخرطوم بحري ودرست فيها مراحلي الابتدائية ومنها توجّهت الى الإمارات العربية المتحدة ودرست فيها الإعدادية والثانوية العامة ودرست إدارة أعمال جامعة أمدرمان الأهلية وإعلام جامعة السودان.
من أين نبعت البذرة الأولى مع الإعلام؟
أنا منذ صغر سني كنت أحب التقديم والعمل المسرحي, وكنت أقدم برنامج المدرسة الصباحي, وكنت شغوفة بالقراءة وخصوصاً الروايات لدرجة “لمن يلفه لي فطوري في جريدة ما برميها بطالع الأخبار الفيها حتى قرايتي كانت ركيكة بحكم صغر سني, فكنت في الوقت داك في ثالث ابتدائي ولاحظت معلمتي ذلك وقالت لي سوف يكون لك شأن كبير في المستقبل”.
ما هو تأثير دولة الإمارات في تكوينك الثقافي؟
دولة الإمارت كانت لها الأثر الكبير في تكوين شخصيتي أولا, وتأثرت بثقافتهم جداً لأنهم شعب معطاء وشغوف بالفن والفنون بكل ضروبها ولهم تراث يعمله الجميع.
كيف كانت تجربتكِ مع صحيفة الخرطوم؟
عملت كمتعاونة لفترة بسيطة كنت أكتب في ملحقها, وأشكر كل القائمين على عملها لكل الدعم الذي يقدمونه لكل الصحفيين وحتى المتعاونين.
مؤكد أن هناك أساتذة قدموا لكِ الدعم في البدايات؟
أستاذة كبار لا يشق لهم غبار, الأستاذ القامة كمال حسن بخيت له الرحمة والمغفرة والأستاذ نور الدين مدني والأستاذ ة لبنى حسين والأستاذ أنور التكينة, وكثر لا استحضرهم جميعاً لهم مني كل الاحترام والتقدير.
هناك اتهامٌ عريضٌ للمذيعات باهتمامهن بالمظهر دون الجوهر؟
والله المظهر مهم لديهن, صراحة هناك مذيعات مثقفات جداً وبعضهن لا يفقهن شيئاً سوى المكياج والكريمات ولون اللبسة أكثر من اهتمامهن بالفقر الذي يقدمنها.
اشتهرت بكتابة الخواطر اليومية فما هو السر وراء ذلك؟
انا بحب الكتابة اكثر من ان اكون مذيعة فرفضت, لأني شايفة انه التلفاز ممكن يقدمني كوجه اعلامي لكن لا يوصلني لما أصبو اليه من ناحية الكتابة.. منذ فترة كانت ترسل لي صديقاتي خاطرة صباحية كلاً على حِدة وبعدها درجت في كتابة خواطر أو مواقف حياتية نمر بها مع مرور الوقت نمت بداخلي فكرة الخاطرة الصباحية تكون كتصبيحة وجرعة صباحية مفيدة.
بمن تأثّرت مشاعر من الكُتّاب؟
أولاً أنا من أشد المعجبين بكتابات الطيب صالح له الرحمة وطه حسين ونجيب محفوظ, ومن الشعراء شاعرنا الجليل الهادي آدم وادريس جماع اسماعيل حسن وابو قطاطي وابو آمنة حامد وشاعرنا المخضرم إسحاق الحلنقي متعه الله بالصحة والعافية.
لمدينة بحري وقعٌ خاصٌ لديك؟
بحري.. يا سلاااام على بحري بيني وبينها حبٌ وذكرياتٌ جميلةٌ, ذكريات طفولة لا ولن تنسى.. أنا منذ نعومة أظافري وجدت نفسي في بحري, تنفّست هواءها ولامست ترابها وأصبح بيني وبينها عشق ابدي, لا أرتاح ولا يهنأ لي بالٌ إلا عند رجوعي لبحري, فهي أمي وسر نجاحي, استمد منها كل قوتي, اتمنى انا اكمل ما تبقى لي من عُمر وانا في رحابها, “وزي ما بقولوا بحري سر الهوى”.
لماذا الميول للكتابة باللغة الدارجة؟
أصلاً عمودي بالدارجي كدا عمود يساق بالدارجية البحتة ويتحدث عن مجتمعنا وعاداته وتقاليده والسلبيات المفروض تندثر من مجتمع كالمجتمع السوداني المعروف عالمياً بحُسن أخلاقه وشهامته وطيبته الفطرية, السوداني معروف في كثير من البلدان انه مصدر ثقة واحترام تقدير, لكن في الآونة الأخيرة ظهرت ظواهر دخيلة علينا واذا فردت قلمي لكي يصل لكل قاريء ومتلقٍ, وآمل أن أعالج ولو شيئاً بسيطاً من هذه الظواهر السلبية.
هل من كلمة أخيرة؟
أشكر الأخ محمد بحاري على هذه الاستضافة, “وأتمنى أني كنت خفيفة الظل عليكم”, وأقدم جزيل وجميل شكري لكل القائمين على صحيفة “الصيحة” وعلى رأسهم أخونا الصحفي الجليل سراج الدين مصطفى, وكل من ساهم في إخراج هذا الحوار, وأتمنى أن تزخر البلاد بالرخاء والنماء والسلام يعم ربوع الوطن الحبيب.