هيثم ثائراً
دخل هيثم مصطفى كرار ساحة الملعب السياسي قبل سقوط النظام السابق، بتغريدات مناوئة للبشير، وهو جالس على الدكة الفنية لفريق الأمل عطبرة، وبعد استقالته من تدريب الفريق الشهير بفهود الشمال ولج ساحة التظاهرات والاحتجاجات، وقاد الشباب سلمياً قبل وبعد سقوط النظام، وكانت الاحتجاجات في حاجة لأمثال هيثم مصطفى من النجوم الجماهيرية المتفق عليهم وسط الشباب للتعبير عن شمولية الثورة لكل القطاعات.
لا ينتمي هيثم مصطفى لحزب سياسي شأن أغلبية شباب الحراك الشعبي، ولم يبصم على بطاقة حزب إلا بطاقة الوطن، ومثله الآلاف والملايين من الشباب الذين ثاروا ضد النظام السابق، وهم يتطلعون لوطن لا يحكمه شخص واحد لعشر سنوات دع رجلاً حكم ثلاثين عاماً، وتتوق أنفسهم لوطن حر ديمقراطي لا قهر فيه لرأي ولا غمط لحق في التعبير، ولا تمييز بين خريج وخريج بسبب ولاء سياسي وانتماء جغرافي.
وهيثم مصطفى نجم بارز في سماء الكرة السودانية مثله ونجوم الفن وكرة القدم والسينما والتنس في أروبا والغرب الذين تسعى إليهم الأحزاب وتستثمر في نجوميتهم، في مواسم الانتخابات والحملات الدعائية، وبعض نجوم كرة القدم ولجوا ساحات السياسة وخاض النجم الليبيري الشهير جورج ويا غمار الانتخابات في بلاده ليبيريا بعد أن مزقت أكبادها الانقلابات العسكرية والدكتاتورية العمياء، ونشرت الجهل والفقر، ونال ويا ثقة الشعب الليبيري كسياسي بعد أن نالها كلاعب سكب العرق من أجل ألوان علم بلاده.
وخاض اللاعب الروماني الأشهر جورج هاجي تجربة فاشلة في بلاده، فهل يقفز هيثم مصطفى كرار من مركب الرياضة الغارق في الفشل ويخوض مع الساسة تجربة ترشيح شاب توفرت له كل أسباب النجاح رياضياً وحقق ما لم يحققه أحد من أبناء جيله، ويسعى لتقديم نفسه للشعب ليقوده للنصر المرتجى بعد أن أورثه الساسة الفشل المزري طوال تاريخنا منذ رحيل المستعمر؟
وهل يلتف الشباب الثائر في الطرقات حول هيثم مصطفى ويتخذونه منقذاً لهم من كهول الأحزاب الذين فقدوا القدرة على العطاء ولا يثق الشعب في قدرتهم على تقديم ما هو جديد ومفيد ؟
هيثم مصطفي مثل ابي احمد الرئيس الذي يحكم إثيوبيا الان بكفاءة وحنكة وتواضع مع شعبه ووضع إثيوبيا على جادة الصواب وهي الدولة الأولى التي نجح فيها المشروع البريطاني للتغيير في القارة الأفريقية قبل نجاح المشروع في السودان.
وخوض هيثم مصطفى للانتخابات القادمة من شأنه خلط الأوراق وبعثرت مخططات جميع الأحزاب من الصادق المهدي إلى الخطيب وعلي محمود حسنين، والشباب الثائر في الطرقات لم يخرجوا من أجل أن يعود الإمام الصادق رئيساً وهو كان رئيساً للحكومة عام ١٩٦٦.
ولم يخرج الشباب من أجل أن يحكمهم على محمود حسنين الذي خاض انتخابات عام ١٩٨٥ في دائرة دنقلا، ولكنهم خرجوا من أجل التغيير والتجديد، وما هيثم مصطفى إلا واحد من الشباب القادرين على تحقيق حلمهم في رؤية سودان جديد تسوده قيم التسامح لا الأحقاد والضغائين فهل يفعلها كابتن المنتخب الوطني السابق وأفضل لاعب أنجبته السنوات العشرون الأخيرة؟