المنسق العام لمعسكرات النازحين واللاجئين بدارفور في حوار الصراحة مع (الصيحة):يعقوب فرى: رفضنا اتفاق سلام جوبا وأيّدنا طرح عبد الواحد للحوار – السوداني
لهذه الأسباب انعدمت الثقة بيننا والحكومة
في نهايات العام ٢٠٠٣م وبدايات العام ٢٠٠٤م عندما اندلعت شرارة الحرب في دارفور وأُحرقت القرى، هجر العديد من السكان قراهم فراراً من الحرب والاحتماء بالمدن لتأمين حياتهم, فكان اختيار العديد من المنكوبين مخيم كلمة للنازحين شرقي نيالا بمحلية بليل بولاية جنوب دارفور.
ونتيجةً لبُعد الحكومات وقتها عن هؤلاء البسطاء العُزّل حدثت فجوة ثقة كبيرة جداً بين النازحين والحكومة, والتي على إثرها ظل معسكر كلمة الذي يُعد من أكبر المعسكرات بدارفور خارج مسؤولية الحكومات التي تعاقبت على الولاية, وكانت مسؤوليته الحصرية تقع على عاتق بعثة “يوناميد” حتى لحظة مغادرتها دارفور بمُوجب الاتفاق بالخروج التدريجي لهذا البعثة.
ونتيجةً لفقدان هذه الثقة, ظل البعض يتخوفون من معسكر كلمة ووصف سكانها بالعديد من الأوصاف التي تدل على الشر, وكأنما الذي يحاول زيارة المعسكر عليه أن يكتب وصاياه بعدم العودة كما يُشاع في المدينة ولوقت قريب.
بداخل مخيم كلمة للنازحين يوجد رجلٌ تحدث الناس عنه كثيراً لمواقفه وقيادته لأهله, ويدير شؤون أهله بالحكمة, مستنداً على الأعراف والتقاليد التي حملوها معهم رغم المآسي وظروف الحرب القاسية, حتى نال ثقة النازحين بدارفور لينصبوه منسقاً عاماً لمعسكرات النازحين واللاجئين بدارفور, إنه يعقوب محمد عبد الله فرى الشهير بـ(يعقوب فري).
“الصيحة” زارته في داخل معسكر كلمة وجلست معه حول العديد من القضايا التي كانت حصيلتها في الحوار التالي:
حوار: حسن حامد
بدايةً نتعرّف على (يعقوب فرى)؟
بدايةً نُحيي الصحافة على دورها الكبير في إيصال صوت المهمشين بكافة بقاع السودان, ولكم التحية والتقدير على وصولكم لنا في معسكر كلمة للنازحين.
أنا يعقوب محمد عبد الله فرى ولدت سنة ١٩٦٦م في وسط دارفور قرية برنقي شرق دليج.
متى كان تاريخ نزوحكم إلى معسكر كلمة؟
نحن نزحنا في نهاية العام ٢٠٠٣م وبداية العام ٢٠٠٤م وجئنا استقرينا في معسكر كلمة للنازحين, والآن أنا أسكن سنتر (٧) وسط المعسكر.
يعقوب فرى أنت المنسق العام لمعسكرات النازحين واللاجئين بدارفور, البعض يتخوف منك باعتبارك سيداً وزعيماً للنازحين, كيف تم تنصيبك منسقاً عاماً للنازحين واللاجئين بدارفور؟
أولاً, أنا خادمٌ لشعبي وليس سيداً على النازحين واللاجئين, فهم سودانيون وليس هناك تمييزٌ بين النازحين والمقيمين في المدن والقرى والفرقان فنحن أسرة واحدة.
ونحن كنازحين ولاجئين نرحب بأي شخص, ونحن ليست بيننا مشكلة مع أي شخص إلا المجرم الذي ارتكب جرماً ضدنا نحن, فهو بخاف مننا ويطلق الشائعات المضللة عننا.
بصفتي أنا كمنسق عام للنازحين واللاجئين بدارفور تم بتنصيب كل النازحين واللاجئين حضورياً في مؤتمر عُقد في العام ٢٠١٣م بحضور (١٥٤) معسكراً والآن نحن (١٧٥) معسكراً, هؤلاء اختاروني لأن أكون منسقاً عاماً لهم لنعمل على أن كل الناس يجدوا حقوقهم وبثقة الأهل فيني وثقتي أنا فيهم, لازم أكون صادقاً حياً أموت صادقاً على أساس يجد الجميع حقوقهم ولن أخون قضية شعبي.
كيف تأسس معسكر كلمة للنازحين عند بدايته؟
أكون صادقاً معك, الحكومة بما فيها الأحزاب السياسية هي التي نزحت المواطنين من قراهم, ولم يراعوا بأننا جُزءٌ من الشعب السوداني.
في سنة ٢٠٠٣م وحتى ٢٠٠٤م عندما نزحنا, أول محطة لنا الاحتماء في قبة قرفة بنيالا حي السلام غرب بالقرب من حجر الدروة ولم نأخذ فترة طويلة في هذا الموقع, وللأسف الشديد حكومة الولاية وقتها وحكومة المركز طردونا من هذا الموقع بالقوة, حتى الشرطة قامت بتخريب قِرب المياه التي نشرب منها وبعدها تم المجيء إلى معسكر كلمة, وعندما جئنا كانت منطقة وعرة جداً عبارة عن غابة ومجاري مياه, السكن في هذا الموقع لا يليق بالإنسان, ولو لا فضل الله لما تمكّنا من السكن فيه.
طيِّب ما سر التباعُد بينكم والحكومة؟
التباعُد في تلك اللحظات الأولى جاء نتيجة لضربنا بـ”الأنتنوفات”, لأن الدولة كانت تضرب الناس, فالطيران يأتي ويقوم بحرق القرى بالقنابل, الحكومة وقتها تقول لهم هناك قبائل محددة غنيمة لكم وهذه كانت كلمة شهيرة نطقها أحمد هارون بالتحديد في مكجر بولاية وسط دارفور حينما قال (الفور وأموالهم وبناتهم غنيمة لكم) وفي تسجيلات موجودة الآن، فكانت التعبئة من الحكومة, لذلك نتج عنها عدم الثقة بين مجتمع النازحين واللاجئين والحكومة, ومن تلك اللحظة وحتى الآن مافي جهة عندها استعداد لبناء الثقة كما كانت, ومنذ أن مكثنا في المعسكرات ما حدث تعاطف معنا أو شافنا بنظرة إنسان يعني اللهم إلا المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي, وفوق ذلك تم طرد المنظمات التي كانت تقدم الإغاثة للنازحين, مما زاد الغضب والبُعد بيننا وبين الحكومة.
كم عدد النازحين بالمعسكر حاليا؟
عدد النازحين أكثر من (٣٠٠) ألف والناس المالكين للكروت وقتها (٢٦٣) ألف والبقية كانوا خارج الكروت والذين يملكونها حوالي ٣٠% فقط, والقُرى الموجودة حول كلمة عبارة عن مُعسكر لأنّ خدماتهم يتلقّونها من داخل المعسكر لأنّهم جُرِّدوا من الأموال والممتلكات, وحتى سكان مدينة بليل, إلا أن جزءاً من السكان يتلقون الخدمة الصحية من هذا المركز, وكذلك حلة كلمة لأن مركز كلمة أصبح الأكبر من حيث تقديم الخدمة.
يعقوب فرى كيف تقرأ لنا الوضع الإنساني بمعسكر كلمة؟
الوضع الإنساني سيئٌ للغاية, ولو أي أحد قال إن الوضع في كلمة وبقية المعسكرات كويس إلا يكون منافق، حيث المعيشة, “كدا خت حسابات النازح بكون كيف”، حتى نحن مُنعنا من الزراعة لأن في ناس د. صالح كانوا موجودين هنا واستغلهم البشير بحضور الوالي آدم الفكي, وقال ما داير النازحين يزرعوا ونحن رسلنا ناس للوالي وكل الحكومة بتاعت الولاية والمحلية كانت على علم بمنع هذا الشخص, النازحين من ممارسة الزراعة, وقام ومليشياته بضرب الناس وأخذ التقاوي, هذا الواقع أدخل الخوف في نفوس الناس حتى في هذا الموسم المنتهي لم يتمكنوا من الزراعة بالصورة المطلوبة التي تعيِّشهم ما بين شهرين إلى ثلاثة أشهر, لكن أقول الوضع الحالي سيئ للغاية, وخلال الأيام الماضية جاء برنامج الغذاء العالمي وجلس معنا وطلبوا بعمل مراجعة للكروت وهذا سهلٌ, لكن عندما تذهب هذه الكروت إلى المركز “هناك ناس ضدنا ماشين بنفس نهج حكومة البشير لم نتوقّع أن يصلنا شئٌ”.
طيِّب ما ذكرته في فترة البشير وحكومته ما بعد ثورة ديسمبر المجيدة ما الذي تغيّر في المعسكر؟
ثورة ديسمبر نحن جزء منها والشعب السوداني جزء لا يتجزأ منا, لأننا مناضلون قبل ثورة ديسمبر وكان رفضنا دخول البشير في معسكر كلمة لجرائمه ورفضنا ليس لشئ آخر سوى كرامة الشعب السوداني لأنه رجل كان ما بستحق أن يكون رئيس الدولة مع إنو باقي الناس صامتين لكن انتظرنا إلى أن لحق بنا الشعب السوداني, وعندما قامت ثورة ديسمبر عوّدتنا نفسنا عندما خرج الشعب, وقال (يا عنصري ومغرور كل البلد دارفور), ورأينا الناس قدموا للانضمام للثورة حتى من الشمالية مسقط رأس البشير رفضاً له وتضامنوا مع الشعب لتغييره, دا منحنا ثقة في الشعب السوداني وثقة في الثورة التي نحن جزءٌ منها, وأنا أرسلت حوالي (٣٠٠) شخص الى الخرطوم يمثلون النازحين بمُعسكرات مُختلفة, انضموا للمعتصمين في القيادة العامة, كانت لدينا قافلة للتضامن مع تجمُّع المهنيين, لأن وقتها مافي حاجة اسمها حرية وتغيير لأنها لم تؤسس وكنا نتعامل مع التجمع, واتفقنا ورتبنا وقُمنا بإرسال القافلة التي استقرت في القيادة العامة بلافتاتها الواضحة باسم المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين وهذا يؤكد بأننا كنا من أدوات التغيير.
وما الذي تم بعد ذلك؟
عندما جاءت ٦ أبريل أول من خرج نحن النازحون تضامناً مع الشعب السوداني, لأن بموافقة رأي الجميع, أنا اتخذت قراراً بالخروج لـ(٦ إبريل) الساعة الثامنة صباحاً بكل المعسكرات مع إنو ناس الخرطوم طلعوا الساعة الواحدة ظهراً, ونحن أول شهيد في أبريل كان من النازحين وهي أختنا بدرية في زالنجى بالتحديد في معسكر “خمسة دقائق”، لذلك نحن ما عندنا أدنى شك في ثورة ديسمبر لأنها ثورة شعبية وليست ثورة أحزاب أو حركات أو عساكر.
فيما يتعلّق بالوضع الإنساني ما بعد الثورة, بعد التغيير تم تشكيل حكومة ثنائية بين المدنيين والعساكر وكنا نظن بأننا جزء من المجتمع ونجد المعاملة كالشعب السوداني, لكن للأسف الشديد حتى الآن في ٢٠٢١م مُنعنا الزراعة بذات الكيفية في عهد البشير وحكومة الولاية والمحلية شاهدة على ذلك وأخبرناهم بوجود جهة محددة تحرض الناس ضدنا, لذلك نحن حتى الآن ثورة ديسمبر لم نجد منها ثمرة ومافي حد تحرك ليسأل عن حال النازحين, فقط الحديث في المنابر مجرد كلام إعلامي سياسي.
حدِّثنا عن الأوضاع الصحية بمعسكر كلمة للنازحين؟
أولاً نشكر الأطباء على تواصلهم معنا وتقديم الخدمة لنا بعدد (١٦) اختصاصياً وهنا التحية للتأمين الصحي وعلى رأسهم د. محمد التونسي ود. بشير مدير التأمين الصحي بالسودان والذي زار معسكر كلمة عدة مرات.
ونحن عندما استلمنا مقر بعثة “يوناميد” وسلمناه للتأمين الصحي, الآن الدواء متوفر الحمد لله ولديهم استعداد لتطوير الخدمات, وهناك خطوات لإدخال الكهرباء العامة بالمركز الصحي, وإقبال المرضى في اليوم الواحد أكثر من (٢٠٠) شخص وكل شخص يأخذ الدواء بعد إكمال الفحوصات اللازمة, ولدينا أطباء منهم دكتور مجاهد وهو طبيب عمومي, ومساعدون طبيون وفنيو معمل وصيادلة, لذلك أقول من حيث الصحة هنا في كلمة قد نكون أحسن مما مضى بكثير, إضافةً لذلك لو في أي طارئ بالحوجة لعملية أو علاج في الخرطوم أو في نيالا ناس التأمين الصحي يقوموا بإجراء التحويل, ولدينا عمليتان كبيرتان الواحدة تكلف مليون ومائتي ألف جنيه, إحداها تمت في الخرطوم لابن رئيس سنتر سبعة عثمان عبد الرحمن أبو القاسم, وكذلك عملية لعبد الرحمن علي تمت في نيالا, فمن ناحية الصحة الحمد لله, وما على وزارة الصحة وكل الممولين أن يقفوا مع التأمين الصحي لأنهم صادقون فيما وعدونا به.
وماذا بشأن التعليم في المعسكر, مع العلم بأنّ العديد من الأطفال وُلدوا داخل المعسكر والآن أعمارهم قاربت العشرين؟
أولاً التحية للمعلمين بالمعسكر ومديري المدارس وكل القائمين على أمر التعليم وخاصةً التعليم الطارئ بمحلية بليل, لأنهم قدموا خدمةً كبيرة جداً في مجال التعليم, بالفعل هناك من جاء للمعسكر وعمره عشر سنوات واليوم حوالي ٢٨ سنة وتخرجوا في الجامعات, وهناك من وصل الآن لمناقشة الدكتوراة والجزء الآخر ماجستير وخريجون ليس لهم عدد, وكل عام يدخل الجامعات عدد كبير من أبنائنا بالمعسكر, فنحن استثمرنا وجودنا بالمعسكر في التعليم, كذلك لدينا خلاوٍ عديدة لتحفيظ القرآن الكريم والحمد لله ليست لدينا مشكلة في مجال التعليم.
وهل وجد هؤلاء الخريجون فرصاً للتوظيف؟
ضحك ثم أجاب هو زول داير يقتلك بوظفك, لأنّ نحن وأبناؤنا الخريجون غير مقبولين عند الحكومة وللناس القاعدين في رئاسة الدولة, لذلك لم نجد فرصا لتوظيف أبنائنا, “ويا ريت الناس النالوا حظّهم من التعليم والموجودين في المُدن والقُرى أن يجدوا فرصاً, ناهيك عن أبناء النازحين, ونحن إذا لم نجد فرصة ما بنعشم, والواحد مننا بعد التخرج يضطر للهجرة غير الشرعية”، وحتى المعلمين المتطوعين في المدارس ولمدة ١٨ سنة الواحدة فيهم عندما يقدم ملفه للتعيين لم يجد فرصة للتعيين, والمعلمون الموجودون ٨٠% منهم متطوعون.
يعقوب فرى دعنا نتحدّث معك بصراحة, هناك تخوف كبير جداً وتوجس عند الكثيرين من زيارة معسكر كلمة ويقال من ذهب إلى كلمة سوف لن يعود، ما تعليقك؟
شوف هو زول بقتلك بسلاح كونو يقول فيك كلام زي دا بسيط جداً, يعني يقول ناس كلمة كويسين, ونحن إذا طلعنا من المعسكر سنفتح بلاغات في كثير من الناس وحيمشوا السجون, لأنهم ما دايرين حياتنا تكون مستقرة أو نندمج في المجتمع, ونحن لو بذات الاعتقاد نيالا ليست بعيدة منّا, عادي نمشي ونقتل ونموت وننتهي، فكل ما يقال عنّا غير صحيح, لأن عدونا بساوق, وهنا البخاف هو المجرم الذي قتل الناس في القرى, وقتل الناس في معسكر كلمة ويحاول أن يعمل إعلاماً على أساس أن المعسكر محصور والناس كلهم يقفون معه, هل أنا المجرم الحرقوا قريتي ولا المجرم الزول الأجبرني لكي آتي لهذا المخيم؟ نحن إذا جاء حرامي بنقبضه ونسلمه لشرطة بليل.
كيف تتم معالجة المشكلات التي تقع في داخل المعسكر؟
نحن الاستقرار تم بعدالتنا وبثقتنا في الناس وبثقة الناس فينا, ولو كنا زي دا ما كان جابونا أهلنا من المعسكرات لتمثيلهم, فنحن عندنا أعراف جئنا بها, ولو في أي جريمة وقعت ننادي الطرفين ونجلس معهم تحت والأهل يستمعوا لهم ومن ثم صلحهم, وإذا أي طرف قال لا, طوالي نحولهم للشرطة, فنحن حاجاتنا دي كلها بالتراضي وحلنا للقضايا أفضل من حل أي محكمة, لأن المحكمة تأخر الفصل في القضايا, حتى الزول عندما لم يجد المال للمواصلة في قضيته يتركها, فنحن هنا عندنا أعرافنا, وعلى مستوى المعسكر أي زول حر وما في زول بقيف قدام الآخر ويعتدي عليه.
هل يذهب يعقوب فرى إلى مدينة نيالا وهي تبعد بضع كيلومترات من المعسكر؟
دا سؤال مهم جداً, فأنا لي (١٤) عاماً لم أذهب إلى نيالا, والآن وأنا أتحدث معك مريض, ولكن قاعد هنا في المركز بتعالج ولو ما وجدت العلاج هنا ممكن أموت ويستروني خلاص, لأنني مكروه من المجرمين الذين ارتكبوا الجرائم وأنا قاعد بخدم أهلي, لذلك أنا مكروه من قبلهم ليه إنت تخدم أهلك وليه تنظم الناس, وأي واحد يجد حقه, فقط دي جريمتي أنا, وفي ناس ما دايرين كلمة الحق, لذلك طيلة (١٤) عاماً لم تطأ قدماي مدينة نيالا وأنا سعيدٌ بأن أكون وسط أهلي وهم وضعوا فيني الثقة لكي أمثلهم في (١٧٥) معسكراً لا يقل عددهم عن أربعة ملايين نسمة, لذلك لا بد أن أظل موجوداً هنا حتى أشوف كل الشعب السوداني أخذ حقه, واذا كان الشعب السوداني غير البشير والآن بطاردوهم في السجون أنا تاني أمشي نيالا عشان أقول شنو؟ فقط عليّ أن أصبر وأنا كنت عاوز أمشي نيالا, لكن عندما حدثت مشاكل الخرطوم الأخيرة قد يكون تاني نقعد سنتين أو أكثر ما معروف لأن الناس لسه ما وصلوا لمرحلة الوعي وناقضين العهود بتفقوا الليلة وبختلفوا بكرة فأنا لو مشيت أقيف وين؟!.
كيف ينظر المنسق العام للنازحين واللاجئين يعقوب فرى لاتفاق سلام جوبا؟
دا سؤال مهم جداً, ليه الناس مشوا جوبا أصلاً ومشي جوبا خطأ في حد ذاته, بمعنى في زول قاعد في الباب ما تجي إلا ترجع جوبا هناك, وتعود بالدولة الثانية تجي بالشباك بعد ثورة ديسمبر, مافي زول عندو حق عشان يقول ليك أمشي فاوضني وتعال من هنا, دا خطأ ما خلاص العدو الرئيسي الكان أصبح مافي، والعدو الجديد البخليك تمشي بره عشان تتفاوض دا منو؟ فكان من المفترض أن يكون هنالك حوار سوداني من الداخل, كان يجب أن يتفق الجميع على الحوار داخل البيت طالما المجرم قاعد في السجن, لذلك الشقيق ما بطرد شقيقه من البيت, والذي يوقع في الخارج بالتأكيد يوقع بشروط ويُملى عليه لتطبيقها.
طيِّب شنو أسباب رفضكم لسلام جوبا؟
نحن رفضنا سلام جوبا من بدايته لأنه لم يأت بخير, ومافي إنسان في الدنيا برفض السلام لكني عاوز أعرف الناس الشايلين شنط وماشين جوبا ديل عندهم شنو, ما نحن المنكوبين ونحن ما مُستعجلين, الآخرين ديل مستعجلين ليه لأنهم عاوزين يملأوا جيوبهم قروش وخاصة الناس المثلوا باسم النازحين, فأنا أقول إنو الثوار الذي قضوا (١٧) سنة في النضال التحية لهم, بنضالاتهم ضعفوا حكومة البشير وخلاص فتروا وعاوزين يجوا, لكن باقي الناس البمشوا باسم النازحين بفاوضوا منو واتشاكلوا مع منو, وأنا يعقوب دا اتشاكلت مع مين, لم أختلف مع البرهان ولا حميدتي ولا حمدوك, لذلك لماذا يأخذوا الناس بالذهاب إلى جوبا, أمشوا وتعالوا فهذا استهبالٌ واستفزازٌ وهذا لا يعتبر سلاماً, ونحن عاوزين السلام يكون من داخل السودان, لا أي زول يرفع رأس على زول ولا أي زول يتكبر على الآخر.
سلام جوبا هنيئاً للناس الوقعوا, ما لينا نحن, لأن من حقهم ودا قدر هدفهم اللي هُم طلعوا به ولا نعاتبهم, لأن زول شال سلاح وشاف غاياته تحققت له هنيئاً له, لكن مافي حد يجبرنا أن نكون جزءاً من سلام جوبا الذي لم يسلم السودان مما هو فيه.
* وضِّح أكثر؟
مقابل الكلام دا البلد اتدمرت هل السلام بجي والناس بموتوا, خلي النازحين والمدنيين هم نفسهم ماتوا في كتم، فتا برنو، قريضة وفي حجير ودليج وكريندنق (١ و٢), وكذلك في مستري وأخيراً في جبل مون وفي كرينك الناس ديل كلهم ماتوا بعد السلام, عشان كدا سلام بموتوا ناس وراهو لا نعتبره سلاماً, لأن أي واحد قعد في كرسيه وإنت جيت بتعيلمات, لذلك بتكون خائف ما بتقدر تناقش, لذلك لو كان هنالك أمان وقتها كان مشينا التحقتنا, بل نلتحق ليه, لأن أنا المنكوب وإنت شلت السلاح وأصبحت أنا المنكوب المحتاج للسلام, ألحقك أنا ولا إنت تلحقني أنا صاحب القضية, لذلك نعتبر سلام جوبا سلام محاصصات.
* أنتم متهمون بتبعيتكم لعبد الواحد نور على اتفاق السلام, هل نتوقع أن تنتهي أزمة معسكرات النازحين؟
عبد الواحد بوقع سلام مع منو عاوزين نعرف عشان ما يبقى لينا زي الناس ديل, وهل الذين يريدون الحوار مع عبد الواحد عندهم معاهو مشكلة وإلا يكونوا هم بديل للبشير لكي يتفاوضوا معه ويوقعوا معه سلاماً فنحن ما عندنا زول نوقع معه على الإطلاق وإلا يعلن بأنه عدو لنا, وعبد الواحد لن يوقع مع نفر كفرد أو كحركة ونحن اتفقنا معه لأنه طرح الحوار الوطني بأن يكون سودانياً – سودانياً وهذا ليس لعبد الواحد أو فرى أو البرهان أو حمدوك أو حميدتي, وإنما بمشاركة الجميع ليأتي كل زول ويحكي مظلمته, فنحن عاوزين حوار شامل عشان بكرة مافي زول يقول إنه مظلوم وتاني يرجع لحمل السلاح، والشعب السوداني والأحزاب السياسية القاعدين ديل لو دايرين يجدوا راحة والسودان يرتاح أن يتفقوا حول المشروع الذي طرحه عبد الواحد نور ونحن كنازحين وقفنا مع طرحه وأي إنسان شريف حيقيف معه وهسي لو عبد الواحد سلك طريق المحاصصة وعاوز يوقع سلام عشان يكون رئيس جمهورية أو نائب رئيس طوالي بننسحب منه, الآن نحن معاه ما مسلحين لكننا أيّدنا طرحه.