“الشرطي الأستاذ”: أعمل لمحو الصورة القاتمة ولفت النظر للمحرومين
الخرطوم- الصيحة
شغل الشرطي السوداني الشاب عبد الباقي محمد عبد الله محمد، اهتمام رواد مواقع التواصل الإجتماعي خلال الفترة القليلة الفائتة، وهم يستحسنون الدور الإضافي الذي يقوم به تجاه المجتمع، بعد أن انتشرت صوره وهو يقوم بتدريس مجموعة من الأطفال.
صحيفة (التغيير) الإلكترونية، تواصلت مع الشرطي عبد الباقي التابع لرئاسة محلية جبل أولياء، وهو خريج قسم إدارة الأعمال بجامعة النيلين، متزوج وأب لطفلين، وتعرفت على مبادرته التطوعية.
عبد الباقي يسكن في منطقة القبة بضاحية الكلاكلة- جنوبي الخرطوم، وقد بدا الشرطي الشاب متفائلاً خلال حديثه لـ(التغيير)، بأن يلفت أنظار المسؤولين للأطفال المحرومين من التعليم.
أطفال محرومون
وقال بشأن فكرة تدريس الأطفال في هذه المنطقة الجغرافية بالذات: (أحسست بأن هؤلاء الأطفال مهملون في منطقة صافولا التي توجد بها مدرسة واحدة فقط وهم أولاد خفراء والمدارس الخاصة باهظة الثمن ولا يستطيع هؤلاء أن يدفعوا لأبنائهم ومع ظروف البلد والمواكب والمظاهرات يتم إغلاق المدارس كثيراً ونستغل نحن هذا التوقف في المراجعة).
ولا يبدو أن هذا العمل الإضافي دون مقابل يشكل عبئاً على عبد الباقي، إذ أنه يوفق بين عمله في الشرطة وهذا الجهد التطوعي بطريقة سلسة:
(أعمل عملي الأساسي كشرطي بواقع ثلاثة أيام في الأسبوع وأخصص المتبقي للمراجعة للأطفال في فترة العصر، ويوم الجمعة تكون الحصص صباحاً).
نشر الوعي
وأكد عبد الباقي أن أهالي التلاميذ بدوا في غاية السعادة لوجود شخص يهتم بأطفالهم، خاصةً وأنهم معدمون ولا يملكون المال.. (سعادتي كانت مضاعفة بتقبلهم للأمر كوني أزحت عن كاهلهم جزءاً غير يسير من المعاناة).
الشرطي الأستاذ، أوضح أنه يدرس المواد الأساسية (اللغة العربية والإنجليزية والرياضيات)، وقال: “صحيح أنني غير متخصص فيها جميعها ولكن أبذل قصارى جهدي لتوصيل المعلومات الأساسية لهم في القراءة والكتابة والحساب”.
وأخيراً علق على حالة العدائية بين الشرطة والمجتمع بقوله: (الشرطة مؤسسة فيها الصالح والطالح وهي مثل المجتمع تماماً.. عن نفسي أحاول محو الصورة القاتمة عن الشرطي السوداني وأقوم بنشر الوعي والتعليم والعمل الطوعي).
* عن (التغيير) الإلكترونية