قلنا في مقالينا مطلوب انتخابات رئاسية (١) و(٢)، إنّ الفترة الانتقالية الآن في خطر، لتشاكس الأطراف وعدم الالتزام بتنفيذ الإعلان السياسي، وتردُّد حمدوك بين تنفيذها والتحايل والالتفاف عليها، وقلنا إنّ البلاد في خطر نتيجة للتدخلات الأجنبية والضغوط الداخلية وتشتُّت الصف السياسي وانقسام قحت وإصرار قحت (١) الرجوع إلى دست الحكم وحراك الشارع، وإيقاف عجلة الحياة، ودخول اتفاقية جوبا للسلام في خطر، وصعوبة المعيشة والأمن، وقلنا إنّ حمدوك في مرحلة ضغط شديد, قلبه مع قحت وأحزاب اليسار وسيوفه مع البرهان! والشعب يرى أنّ الأمر ليس على ما يرام، ولذلك يحدث شد وجذب شديدين على حمدوك وهو في مرحلة الغريق الذي يبحث عن طوق نجاة.
ويلاحظ المرء أن قحت (١) تستعمل تكتيكات مختلفة في سبيل العودة إلى ما قبل 25/ 10/٢٠٢١م لتدخل الى السلطة مرة أخرى عبر أكثر من بوابة وليس في ذهنها الوفاق الوطني ولا الانتخابات، وتحاول أن تستميل الشباب في الشارع للاستمرار لتجد لها موطئ قدم جديد. والشعب والقوى السياسية الأخرى بما في ذلك قحت (٢) تُراقب معركة الأصدقاء الخصوم وبلغة (الوست والهارت)..!
د. حمدوك ورقه كويس، لكن ما عنده (مساكات)، وقحت (١) ورقها كعب عندها البنت عاوزة تتخلّص منها وقاعدة تخرخر تقول انقلاب عسكري وحمدوك خان القضية والعساكر عندهم (الاتيوه) وكاشفين الميدان، وقحت (٢) تُشجِّع العساكر ومنتظرة المغلوب، والشعب والقوى السياسية الأخرى يقولون (دك)، عاوزين لعبة جديدة، وهذا حال الوضع الآن في السودان، استياءٌ شعبيٌّ شديدٌ وتربُّصٌ كبيرٌ بين مكونات العمل السياسي والأهلي والديني واصطفافٌ غير عادي، بل تهم واتهامات تطال الجميع وهي حالة (ثم ماذا)..!
أعتقد أن هذا الجو يُنبئ بمرحلة جديدة، ولذلك مطلوبٌ انتخابات رئاسية تفك هذا الاحتقان وتُعيد الحق الى أصحابه، وتتحوّل البلاد من الشرعية الثورية الى الشرعية الدستورية الانتخابية، بل تعصم البلاد من الانزلاق الى ما هو أسوأ وتقود البلد الى المجهول, خاصة ان المنطقة حولنا غير مستقرة، والطامعون فينا كثرٌ وكذلك نحن نقع في منطقة منخفض سكاني حولنا شمالاً وجنوباً مرتفع سكاني عالٍ وخيراتنا ومواردنا كبيرة وكثيرة يسيل لها اللعاب.
وأيضاً إخواننا الحاكمون الذين أزاحهم البرهان لا ينظرون الى هذه التحديات بقدر ما يعتقدون أن هذه فرصة (ليلة القدر) ما عاوزنها تخرج منهم. رغم انهم فارقوها فراق الطريفي لجمله بعدم إدراكهم لذلك، حيث إنهم كانوا (عاوزين ملئها فقدُوا الفيها), حيث كان يمكنهم أن يُحافظوا على الفترة الانتقالية ويكسبوا لو ذهبوا الى الإجماع والوفاق الوطني.
إذن هذا الوضع الكارثي الذي تعيشه بلادنا يُنذر بخطرٍ كبيرٍ وداهمٍ!!
المَخرج الأول الوفاق الوطني وإن لم يتحقق نذهب الى انتخابات رئاسية، لأنها أسهل من البرلمانية أو نذهب الى المجهول وهو السيناريو الأسوأ!!
إذن الحل الحقيقي والشرعي هو الانتخابات الرئاسية للوصول الى الشرعية الدستورية.