علي يوسف تبيدي يكتب : تَعقيدات الإعلان السِّياسي الجديد
15ديسمبر2021م
مازالت الساحة السودانية تنتظر ملامح الإعلان السياسي الجديد الذي يعالج العديد من المثالب والقصور في الاتفاق الثنائي بين البرهان وحمدوك وذلك يتماشى مع إيقاع التطورات المتسارعة التي تحدد مسار توجه الفترة الانتقالية على الطريق الصحيح الذي يكفل انطلاقة سياسية معافاة من التشاكُس والخلافات والعراقيل في المشهد السياسي.
كل طرف في الكُتل السياسية والسلطوية يغني ليلاه، ويحاول تبني خطوط وتصورات تحقق له أهدافه ومراميه، فالشاهد أنّ العسكر يحاولون النجاة من العقوبات الغربية المتوقعة والإفلات من ويلات التحركات الشعبية الكاسحة وتهدئة نفوس الغاضبين حتى تتحقق ملامح الانتقال في سلام، وفي الذهن أن لهم أجندتهم الموجودة في صندوق مغلق. ومن ناحية ,الدكتور حمدوك يطمح في مواصلة سياسته وبرامجه التي وضعها قبل انقلاب ٢٥ اكتوبر والتأكيد على سلامة عودته للسلطة مرة أخرى بالاتفاق مع البرهان, فضلا عن نيته بدخول دفتر التاريخ من أوسع أبوابه، أما جماعة الميثاق الوطني التي تشمل الحركات الدارفورية ومسار الوسط، فإن هدفهم الواضح تقنين المكاسب التي تحصلوا عليها من اتفاق جوبا للسلام ومُحاولة تجسيد بنوده في الإعلان السياسي المرتقب، وفيما تريد لجان المقاومة أن تجد لها موطئ قدم في الخارطة السياسية من خلال الإعلان الجديد, وهي ترى نفسها بأنها تجاوزت المكونات السياسية ولا تحبذ أن تكون مقطورة لأيِّ فصيل أو جماعة سياسية.
وأما قِوى الحرية الحاضنة السياسية القديمة فهم في وضع لا يُحسد عليه، لقد خسروا السلطة والصولجان، خاصةً الأحزاب التي كانت في الحكم غداة الانقلاب، فهؤلاء يحتاجون إلى دراسة أوضاعهم إما مواصلة الحرب على البرهان أو انتظار مصالحه وطنيه شاملة.
لا بُدّ من القول بأن موقف حمدوك في تحد كبير, كيف يكون حكومته وكيف تكون مقبولة من الشارع والعسكر، وكيف يعمل على انحسار تيار المواكب التي صارت تكن له العداء أُسوةً مع العسكر.
الإعلان السياسي المرتقب يُواجه إشكالات القبول في بحيرة شعبية وسياسية متمردة يصعب ترويضها في اتّجاه التهدئة.
غياب الحاضنة السياسية والمرجعية في الإعلان الجديد سلاح ذو حدين، إما هي مسألة صحية أو وضع متأزم.
مهما يكن بأن التخمين الصحيح حول رسم الأحوال في المُستقبل من خلال إفرازات الإعلان السياسي تبدو مسألةً عَصِيّةً على كل التوقُّعات المأمونة.