شاكر رابح يكتب : رسالة إلى مُدير قوات الشرطة
15ديسمبر2021م
منذ زمن ليس بالقريب، ارتبطت شعارات (الشرطة في خدمة الشعب) و(الشرطة عين ساهرة ويد أمينة) وكانت واقعاً يمشي بين الناس بالرغم من المسؤوليات الكبيرة التي تقع على عاتقها وضعف الإمكانات المتاحة، إلا أن الشرطة وبوحداتها المُختلفة حقّقت الانتشار المطلوب وقدّمت التضحيات سواء على المستوى الشخصي أو الاجتماعي، بالرغم من وجود اتهامات تتحدّث عن استخدام الشرطة للعنف المفرط تجاه المُتظاهرين العُزّل، مع تأكيد إدارة الإعلام أن منسوبيها يتعرّضون للاعتداء الجسدي وعلى الممتلكات والأقسام والمتحركات.
يقيني وإدارة الشرطة تنتقل إليك وأنت واحدٌ من الكفاءات المهنية والوطنية سعادة الفريق أول عنان حامد, وقبل أن أطرح واحدة من اهم القضايا التي تنتظرك وتؤرق مضاجع منسوبي الشرطة وأسرهم، إلا أنه في البدء نهنئكم بتوليكم زمام قيادة الشرطة مع العلم أنه تكليف وليس تشريفاً.. وتكليف عظيم في ظروف سياسية وأمنية بالغة التعقيد وفي منعطف تاريخي ونحن في ظل فترة انتقالية تشهد مطبات وتعقيدات، ونعلم أنك قدر المسؤولية وأهل لها ويقيننا أنك ستنهض بالعمل الشرطي ونتمنى أن تكون من أهم أولوياتك تحقيق العدالة في هيكلة الشرطة ورفع الظلم عن بعض منسوبيكم من صف الضباط, فهناك عدد من الأفراد يحملون أرفع الدرجات العلمية مثل الدكتوراة والماجستير في مختلف التخصصات وسيكونون خير عون لك في بسط الأمن بما يحملوه من خبرات علمية وعملية وهذه الخبرات تؤهلهم لأن يقدموا أفضل ما عندهم لرفعة العمل الشرطي, فمثل هؤلاء في الدول المتحضرة والمتقدمة تتم ترقيتهم لرتب عليا ليكون حافزاً لهم ولإخوانهم ليحذوا حذوهم وهذا يساعد في رفع كفاءة العمل, ولعل ما تمر به البلاد في هذه الأيام من هشاشة وتفلتات أمنية يحتاج لمثل هؤلاء لترقية العمل الشرطي والخروج به من النفق الضيق الذي تُحاول بعض الجهات تدميره ليعملوا ما بدا لهم دون حسيبٍ أو رقيبٍ.
فمستقبل الشرطة في أبنائها المتعلمين حَمَلة الدرجات العلمية العليا وليس وحدهم من استبشروا بتوليكم هذا المنصب، بل الكثير من المواطنين الذين يعلمون مَن أنت ويعلمون أنك رجل المرحلة وناصر المظلومين، وأنك محبوب بين أبنائك وإخوانك في السلك الشرطي وهذه محمدة وقبول ينعكس أثره على الجميع.
سعادة الفريق أول عنان ونحن نتحدث عن ترقية ضباط الصف من حَمَلَة الدرجات العلمية، هنالك سابقة من قبل تم ترفيع حَمَلَة الدكتوراة والماجستير لرتبة الملازم والملازم أول في العام ٢٠٠٧م, لذلك لا نطلب مُستحيلاً، إنما وفقاً للعرف السائد.
الشرطة السودان تحتاج منك الكثير سعادة الفريق أول، وأنا على ثقة أن مستقبل الشرطة من حيث التدريب وزيادة المرتبات وتوفير الإمكانات وتمكين الولايات من القيام بدورها المنوط بها في حفظ الأمن سوف يكون على يدك وفي عهدك.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل،،،