مشروع السوكي الزراعي.. أوضاع مأساوية
الخرطوم: رشا التوم 14ديسمبر2021م
ظروف ضاغطه تواجه مزارعي مشروع السوكي الزراعي جراء مهددات العطش التي تنذر بفشل الموسم الزراعي
نتيجة لأعطال الطلمبات الرئيسية التي تروي تفاتيش واقسام المشروع.
وأطلقت مبادرة تأهيل هيئة السوكي الزراعية، تحذيرات من خطر داهم وخسائر فادحة تترتب على تجاهل الجهات الحكومية، الإشكالات التي تواجههم دون الوضع في الاعتبار ان الاهتمام بصغار المزارعين وحل مشكلاتهم يعد الطريق الوحيد نحو عملية التنمية الريفية، وان الزراعة هي أس زيادة الإنتاج وصولا الى الاكتفاء الذاتي والتصنيع والتصدير.
خسائر فادحة
وأكد نائب رئيس مبادرة تأهيل هيئة السوكي الزراعية المهندس محمد طاهر الشيخ البدوي في مؤتمر صحفي بالخرطوم ان المشروع يقع بولاية سنار.. وتأسس في العام ١٩٧١ م وهو احد المشاريع التنموية الاربعة في البلاد وتبلغ مساحته ٩٠ ألف فدان وصلت الى ١٣٠ ألف فدان.. واشار الى أن أهم أهداف المشروع تحسين المستوى المعيشي وفرص العمل وتوفير النقد الأجنبي للاستيراد، وجزم بأن المشروع حلت به مشاكل كبيرة اهمها الري، ما أدى إلى خسائر فادحة للمزارعين الذين فقدوا ممتلكاتهم كافة،
وقال إن الإشكالات تكمن في تكرار تعطل وغرق الطلمبات سنوياً أثناء موسم الفيضان وقلة التصريف الكلي بالنسبة للطلمبات الحالية، وقطع بأن نسبة نجاح الموسم صفر لعدم توفر الري، وحذر من مغبة فقدان مواسم السنوات المقبلة ونهاية المشروع، منوها الى طرح المبادرة من أجل لفت نظر الدولة وتولي زمام المبادرة لتوفير منح وقروض لنهضة المشروع.
مشروع قومي
ومن ناحيته، وصف المهندس الزراعي عبد الله الطيب سليمان، مشروع السوكي بأنه قومي واستراتيجي ولكنه ظل يواجه مشكلات متراكمة طوال حقب الحكومات السابقة، وزاد قائلاً: من خلال المبادرة نريد أن نرمي حجرا في بركة ساكنة من أجل انسان المشروع، واردف بأن المشروع يبعد عن طلمبات الري المتوفرة في محلية السوكي، بجانب عدم اهتمام وزارة المالية بالمقترحات المقدمة لحل مشاكل المشروع الذي يضم ٤ تفاتيش، مبيناً أن احد اهم مطالبهم تتمثل في حل مشكلة التمويل للطلمبات، مضيفاً أن المزارع يسعى للتمويل وهناك تلكؤٌ واضحٌ،
ودعا البنك الزراعي الى فتح فرع لتسهيل توفير الأسمدة،
علاوة على مواجهة مشكلة في قانون الاستثمار والذي لم يراع التنمية على حد قوله، مُطالباً بتقنين قوانين الاستثمار في المشروع والصناعات التحويلية وربط التفاتيش الاربعة بالطرق،
وكشف عن إعسار حوالي ١٢٠ الف مزارع مهددين بالدخول الى السجون نتيجة الفشل الزراعي، مشيرا الى ان سد النهضة أغرق المحاصيل والمزارع ليس لديه اي استعداد للموسم الزراعي.
قرى وتهجير
ومن جانبه، أكد الحاج البشير يوسف ان المشروع كان يضم حوالي ٥٠ تراكتوراً وورشا وآليات في نطاق الاربعة تفاتيش والآن يواجه المشروع مأساة حقيقية، وذكر بأن حكومة مايو السابقة لم تبخل على المشروع بشيء وحالياً العطش يهدد ٨٤ قرية داخل المشروع، ودعا الى تناسي الألوان السياسية في التعامل مع قضايا المشروع، ورحب بالمستثمرين، منادياً بحل جذري لمشكلة البيارة الرئيسية، منوها لاهمية قيام جسم للمشروع يضم كافة التفاتيش وتناسي القبلية وألوان الطيف السياسي كافة والتعايش السلمي في المنطقة، وحذر من تأخر التحضيرات للموسم في المشروع لعدم توفر التراكتورات، مضيفا ان العمل أصبح تجارياً، وناشد الاهالي والمنظمات لتأهيل البيارات.
تهميشٌ واضحٌ
ومن جانبه، أكد رئيس المبادرة عمر هاشم ان الاحزاب السياسية اختزلت السودان في الخرطوم وهمّشت قضايا الولايات والاطراف وهي احد الاسباب التي أدت الى تجاهل احد المشروعات القومية الاربعة في البلاد، وأوضح أنّ المشروع تأسس بكامل بنياته التحتية في ١٨ شهراً في عهد مايو والآن لم نستطع اعادة المشروع سيرته الأولى عقب مرور ٥٠ عاماً، معلناً أن الطلمبات تعمل بكفاءة ٥٠٪ فقط، واقر بجملة من التحديات والاشكالات التي عملت على تدهور المشروع وترتبت عليها اضرار كبيرة على المزارعين، وكشف عن مديونية الشركات الممولة للمزارعين البالغة ٦٢٠ مليون جنيه، مؤكدا إلقاء القبض على عدد من المزارعين وإيداعهم السجون، مضيفا ان وزارة الري ابلغتهم بعدم وجود موسم صيفي لعدم توفر المياه حال استمرت الاشكالات للعام ٢٠٢٢م، واشار الى ان الطلمبات يعتمد عليها المشروع بصورة كلية، وشكا من مماطلة المالية في الإيفاء بالمبالغ المالية اللازمة لصيانة طلمبات المشروع مما عرضها الى الغرق واستبدالها في العام ٢٠١٠م بطلمبات جديدة وهي اقل كفاءةً. منوها الى عدم توفر قطع الغيار، وبناءً عليه لا يستطيع المشروع استئناف العمل الزراعي لتوقف طلمبتين عن العمل،
وحذر من مغبة هجرة حوالي ٧٠٠ الف شخص الى الخرطوم مستقبلاً جراء العطش، ودعا الحكومة الى تضمين موازنة العام ٢٠٢٢م بمبلغ ٣٠ مليون يورو لصيانة الطلمبات بالمشروع او توفير ضمانات من بنك السودان المركزي لبيوتات تمويل عالمية، وانتقد عدم زيارة المسؤولين للمشروع.. وعاب على الدولة إهمال المشروع، وناشد السيادي واعضاءه باعادة تأهيل مشروع السوكي الزراعي.
وقال بحسب دراسة اجريت، فإن المتوقع من المشروع ٢٠٠ مليون يورو في موسم زراعي واحد، واعترف بفساد في مشروع السوكي الزراعي.. وقال نمتلك الوثائق الشاهدة على الأمر.. وقلل من محاربة الفساد من قبل الدولة.