الخرطوم- الصيحة
أعلنت اللجنة التنسيقية العلـيا للمحاميد بالسودان، عن طرح مبادرة وقف القتال الأهلي بدارفور، ودعت عبر المبادرة إلى مؤتمر جامع لأهل دارفور بكل قبائلهم وأجسامهم الإجتماعية للجلوس والحوار الجاد والمسؤول لوضع حد نهائي للحرب.
(الصيحة) تنشر نص خطاب المبادرة:
بسم الله الرحمن الرحيم
اللجنة التنسيقية العلـيا للمحاميد بالسودان
مبادرة وقف القتال الأهلي بدارفــــور
قــــال تعالى:
(132 وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ 133 الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
ال عمران ]
ترجع جذور أزمة المشاكل في دارفور الى عدة عقود مضت حيث ارتبطت هذه الأزمة في بدايتها بالصراع التاريخي بين القبائل على النفوذ والموارد وان كان النزاع لم يتحرك دوما بإتجاه واحد حيث شهد تحولات وتفاعلات جعلته يأخذ مع الوقت انماط جديدة بعدد من العوامل الداخلية والخارجية.
أ/ العوامل الداخلية:
1/ الصراع السياسي بين الاطراف السودانية وعمق اتساع فجواته وانسداد الافق نحو برنامج وطني يتوافق حوله السودانيين للعبور بالبلاد من دائرة الصراع الى رحاب التنمية ومحاولة ادخال القبائل كتكوينات اجتماعية فاعلة في هذا الصراع ، مما جعل النفوذ السياسي للجماعات والأفراد هو نتاج ما تمتلكه قبائلهم من نفوذ في مناطق سيطرتها
2/ قضية الحواكير والمسارات والمراحيل والسواني بما في ذلك اختلال توازن مناطق الرعي والزراعة
3/انتشار السلاح بكميات كبيرة وكثرة الجيوش وعدم سيطرة الدولة على هذه الجيوش
4/اتفاق السلام الموقع مؤخرا في جوبا وعدم شموله لاطراف فاعلة في مشهد ما بعد التغيير وانحساره في توزيع المكاسب السياسية وعدم التقدم في كل المجالات التي اقرها الاتفاق.
5/ غياب دور المجتمع المدني السوداني وترك ساحة المعترك السياسي مفتوحة امام الاستقطاب السياسي والاستقطاب المضاد في توجيه الأجندة الوطنية الي أجندة سياسية ضيقة .
ب/ العوامل الخارجية:
1/صراع المصالح والتنافس الدولي على موارد البلاد خاصة في مجالات الاستثمار في التعدين .
2/ الصراع المخابراتي الدولي والاقليمي في توجيه القرار السياسي في البلاد والسيطرة علي المواني الاستراتيجية وزج القبائل في هذا المعترك.
3/الحدود الشاسعة والمفتوحة مع دول الجوار وانتشار ظواهر التعدين العشوائي ونهب الموارد والهجرة غير الشرعية .
= هذه العوامل مجتمعة وعوامل أخرى ساهمت في اتساع رقعة الصراع الاهلي في السودان ودارفور علي وجه الخصوص ووضعت البلاد على سطح صفيح ساخن لا يستطيع احد التنبؤ بمآلاته، ولم تخرج الصراعات الاهلية التي احتدمت مؤخرا خاصة في ولايات غرب وشمال وجنوب دارفور من مربع الاستغلال السياسي وثبت بالتجربة فشل مؤتمرات الصلح التي قادتها اطراف من الحكومة المركزية وفي تقديرنا ان الفشل سببه عدة عوامل نوجزها في الآتي :
1/ لم تضع تلك المؤتمرات يدها على الأسباب الحقيقية للصراع ما أدى الى غياب التشخيص الحقيقي للمشكلة ولم تهتم الحكومة المركزية بالمعالجة النهائية واكتفت بوضع مسكنات للجرح ينفجر الصراع مجددا حال ما انتهي مفعول المسكن.
2/ لم تخلوا المؤتمرات التي قامت بها الحكومة المركزية من الأجندات السياسية كما انها غير مبرأه من تسييس الصراعات الأهلية واستخدامها ككروت ضغط رابحة في توزيع المكاسب السياسية
3/ ظلت ازمة دارفور متراكمة منذ الاستقلال تعلو وتيرة الحرب فيها وتنخفض ولا حلول سوى تلك التى تخفي الجمر تحت الرماد ، مما افرز واقعا اجتماعيا ممزقا لا يمكن معالجته بمؤتمرات الصلح المركزية بقدر ما يحتاج الى آليات مصاحبة تقود المجتمع الى مصالحة اجتماعية واسعة وصولا الى المصالحة الوطنية الشاملة.
4/ إتساع قوة دولة القبيلة على حساب دولة القانون وانتشار ثقافة اخذ الحق باليد بدل القانون وانتشار السلاح وتعدد مصادره .
لكل ما تقدم ذكره تطرح اللجنة التنسيقية العليا للمحاميد بالسودان هذه المبادرة وتهدف من خلالها الي المساهمة الجادة المصحوبة بالارادة الحرة والرغبة الاكيدة في انهاء الحرب وتدعوا عبرها الي مؤتمر جامع لاهل دارفور بكل قبائلهم واجسامهم الاجتماعية للجلوس والحوار الجاد والمسؤول لوضع حد نهائي للحرب.
وترحب اللجنة بكل المبادرات ذات الصلة و الاراء والمقترحات التى تصب في اتجاه إنجاح المبادرة وتدعوا الي تكوين اكبر جبهة مناهضة للحرب في السودان والاقليم.
اللجنة التنسيقية العلـيا للمحاميد بالسودان
الاحد 12 ديسمبر 2021م