12ديسمبر2021م
تُقدِّم وزارة الصحة يوماً بعد آخر, تقارير عن انتشار فيروس كورونا في ولايات السودان المُختلفة وعن الحالات المُؤكّدة والمُشتبهة, وقد سجّلت ولايات الخرطوم والجزيرة وجنوب دارفور والنيل الأبيض وكسلا أعلى نسبة في تسجيل الحالات، وأغلقت بعض الولايات المدارس لمدة أسبوعين وهو إجراءٌ طبيعيٌّ.
وقد ناشدت وزارة الصحة الاتحادية بضرورة ارتداء الكمامات خاصةً القماشية وغسل اليدين بالماء والصابون واستخدام المُعقّمات والتبليغ الفوري في حالة ظهور الأعراض, بالإضافة إلى تعزيز السلوكيات الصحية وعدم المُصافحة والتباعُد الاجتماعي.
ولكن دور إعلام وزارة الصحة في التبصير بمخاطر كورونا ضعيفٌ، وخاصّةً في الوسائل الأكثر انتشاراً وأقل تكلفةً، والحكومة غير قادرة على توظيف وسائل الإعلام، والمواطن الآن محتاج إلى جهة تقدم له التوعية بمخاطر فيروس كورونا والمتحور الجديد, وحثِّه على التجاوب مع الجهود الحكومية وتطبيق الاحترازات الوقائية، كما يجب على إعلام وزارة الصحة القيام بحث المواطنين لتلقي اللقاح وعرض التدافع الجماهيري على التلفزيون, ومطلوبٌ من وكيل الصحة الجديد تخصيص متخصصين لدحض الشائعات المنتشرة حول التطعيم واللقاحات وتوفير المعلومات لوسائل الإعلام.
ونتيجة لعدم وجود وزير للوزارة والقطيعة بين الوزارة والمؤسسات الإعلامية, لا نستطيع كصحفيين، اطلاع الناس أو معرفة الجهود التي تبذلها الحكومة لمكافحة كورونا, ورئيس لجنة الطوارئ الصحية الجديد ليس لديه ما يقدمه غير التلويح بإغلاق البلاد..!!
وكانت اللجنة السابقة هي الأكثر نشاطاً برئاسة البروفيسور صديق تاور والفريق إبراهيم جابر عضوي المجلس السيادي، فكان من الطبيعي أن يكون إبراهيم جابر هو رئيس اللجنة لأنه أدرى بالملف، ويعلم أين تَوقّف عمل اللجنة السابقة، بدلاً من أن يكون شعبنا حقل تجارب بلا جدوى.
وحمدوك مُطالبٌ بتعيين وزير للصحة اليوم قبل الغد، لأنّ أرواح المُواطنين لا تُخضع للمُشاورات والمُحاصَصات, وكل الإهمال والتردي سببه الفراغ الإداري، فموقع وزير الصحة لا يتحمّل كل هذه المدة الطويلة.. هنا مطلوبٌ قرارٌ استثنائيٌّ لمصلحة المُواطن والوطن، فهي وزارة مُرتبطة بصحة المُواطن وسلامته وتعزيز برامج رعايته الصحية ورفع الوعي الصحي للمُواطنين، والذي برأيي هو مسؤولية جماعية بين الحكومة والمواطن.
فالسيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك مُطالبٌ بمُعالجة الأمر في أسرع ما يكون، لأنّ الأمر مُرتبطٌ بالمواطن، وكذلك السيد رئيس مجلس السيادة, عليه مُراجعة أمر لجنة الطوارئ الصِّحيَّة وإعادة اللجنة السَّابقة, ويُمكن أن تُسند رئاسة اللجنة للفريق إبراهيم جابر بحكم التجربة وغياب البروفيسور صديق تاور, لأن اللجنة الحالية لا يُوجد تفاعلٌ معها ولا حتى تَشوُّقٌ لمُتابعة أخبارها وقراراتها التي قطعاً لم نسمع بها غير التلويح بالإغلاق.. الهِمّة مطلوبةٌ, لأن خطر كورونا لا يزال ماثلاً ويُهدِّد العالم والسودان ليس بمعزل عنه..!!