مناوي يحذر من إصرار “نخبة الخرطوم” على المقاومة من أجل السُّلطة
نيالا- فاطمة علي
قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، إن المشاكل والصراعات بإلاقليم ليست وليدة صدفة ولكنها موروثة منذ الاستقلال، ونوه إلى الأخطاء السياسية والأمنية التي أوصلتها لهذا الحال، وأكد أن الأمر يحتاج إلى جهد وتلاحم.
والتقى مناوي بنيالا اليوم، المكونات الشبابية بولاية جنوب دارفور، حيث شدّد على ضرورة وجود أرضية صالحة للمستقبل، وقال إن الحاكم القوي يحتاج لأرض قوية لمعرفة الحاضر وصناعة المستقبل عبر النظر للأمام والالتفات للوراء للتجاوز.
وأكد ضرورة الاعتراف بأزمة الشرق، ونادى بالتصالح والتسامح ونسيان الماضي والعمل للحاضر، ونوه إلى أن الحلول الجزئية لم تحل المشاكل.
وقال مناوي إن الاتفاق لا يعني التوقيع على الورق ولكن قبول الآخر مهم، وأقر بأن البلاد تعيش أزمة سياسية بسبب عدم استغلال الموارد بصورة جيدة، واتهم “نخبة بالخرطوم” بأنها لازالت تقاوم من أجل السلطة، وحذر من ذلك.
واتهم مناوي جهات- لم يسمها- بتتريس الشوارع بنيالا أثناء زيارة الوفد الإماراتي، وقال “ذات الدولة كانت تدعم اعتصام القيادة العامة”، وأضاف أن هناك شيئان أدخلا بعد الثورة “مدنية الدولة والتكنوقراط” والقصد منها إبعاد الحركات المسلحة من الحكومة، وقال “لذلك طفح الكيل وتم الإعلان السياسي”.
وشدّد مناوي على أهمية وجود الشباب وإزالة خطاب الكراهية، ونادى بضرورة وحدة الحركات وإن اختلفت الايديولوجيات من اجل مصلحة البلد وإيقاف الحرب والعمل في تنفيذ السلام، وأقر بأن الاتفاق لم ينفذ منه سوى (1%)، وقال إنه في يوم 25 اكتوبر “دخل شيطان كبير”، وأكد حوجة البلاد لديمقراطية.
ودعا مناوي لعقد مؤتمر للسلام، وأن يغلب عنصر الشباب عن الآخرين، وبشر بعدد من المشروعات للإقليم من طرق وكهرباء وتأهيل مدارس وجامعات ومعامل، بجانب توفير فرص تدريب الشباب، وأعلن تبنيه المبادرة التي طرحت من قبل المكونات الشبابية بجنوب دارفور لمناهضة العنف القبلي والنزاع، وأكد دعمه لاي مبادرة تنادي بوقف الحرب والاقتتال.
وأكد أهمية مشاركة الشباب في قضايا الإقليم باعتبارهم أساس وحجر زاوية بناء البلاد، واعرب عن أمله في بروز دورهم بتضافر الجهود مع الحكومات لارساء الاستقرار الدائم. ونوه إلى جلوسهم مع كافة الأجسام المدنية والشعبية، ودعا لضرورة قيام مؤتمر للشباب في يناير المقبل بولاية غرب دارفور.
وأمن مناوي على أهمية إدخال المرأة في هيكلة الإدارة الأهلية، وطالب بالحوار والتصالح والوضوح والشفافية، وضرورة الاهتمام بالبيئة، وطالب بتحديد قوائم للمصابين حتى يتم معالجتهم.
من جانبهم، طرح شباب نيالا مبادرة لمناهضة العنف القبلي تهدف لدعم الانتقال واستدامة السلام والتحول الديمقراطي حتى الانتخابات، وطالبت بتناول قضايا الشباب في حكومة الإقليم، ونادت بالوحدة ومحاربة خطاب كراهية الذي هتك النسيج الإجتماعي وضرورة وقف الإقتتال الأهلي.
وناشدت المبادرة قادة المجتمع وزعماء القبائل بإتباع الجوديات والتصالح، بجانب اتباع الطرق القانونية بدلاً عن الفزع، وحملت المبادرة شعار “الحل في العدل والحوار وقبول الآخر”، وجمعت مليوني توقيع لكل ولايات الإقليم الخمس وأول الموقعين حاكم الإقليم ووالي الولاية وكافة فئات المجتمع، ودعت المبادرة كافة القواعد للمشاركة والإسناد والدعم عبر أخذ الرأي لمعالجة التصدعات التي شابت الإقليم والتي تتطلب التعامل معها بأخلاقية.
وطالبت تنسيقية شباب الرحل بجنوب دارفور، بسن قوانين رادعة وعدم قفل الصواني، وأشارت إلى الاحتكاكات التي تقع بين الراعي والمزارع وضرورة توسعة الصواني حتى لا تحدث احتكاكات وموت، ودعت لاهتمام الإدارة الأهلية بثقافة القانون.
ونادى شباب منظمة حركة البيئة السودانية المتحدة، بالالتفاف حول مشاريع الشباب ودعمها، وضرورة إيجاد فرص للشباب، فيما دعت ممثل النساء بجنوب دارفور، لأهمية مشاركة المرأة في المجتمع، وضرورة وضع المرأة في هيكلة الإدارة الأهلية وكل المؤسسات.