الخرطوم ــ فرح أمبدة
قبل شهرين من الآن، غاص، خمسة علماء أحياء بحرية سودانيين من جامعة البحر الأحمر، واثنان من نظراءهم من مركز البحر الأحمر العابر للحدود الوطنية السويسري، المعروف اختصارا بـ (TRSC) ، عميقاً في مياه البحر الأحمر، في مهمة هي الأولى من نوعها على طول الساحل السوداني، بهدف “إجراء ملاحظات أولية” عن صحة الشُعب المرجانية في اعماق الشواطئ، ومكث الطاقم البحثي “السويسسوداني” لمدة عشرة أيام على متن سفينة أبحاث سويسرية شهيرة تدعي “دون كويستو” جاب فيها طاقم العلماء 24 موقعًا، بين بلدة دنجانب في الشمال وسواكن في الجنوب، وينتظر أن تستكمل المهمة التي سميت بالمشروع الاستكشافي متعددة التخصصات، ”Interdisciplinary Exploratory Project”
صيف العام 2022، بعد أن يتم مسح 10 مواقع أخرى كجزء مكمل للرحلة الاستكشافية الأولى لمزيد من البحث المتعمق.
وفي ردٍ علي رسالة من (الصيحة)، قالت وحدة الاعلام التابعة لـ (TRSC) إن المشروع يهدف إلى مسح 43 موقعا في السواحل السودانية، لإجراء بحوث متعمقة عن صحة الشُعب المرجانية التي تتميز بها السواحل السودانية، منبها إلى أن المركز المدعوم من وزارة الخارجية السويسرية، يعطي إهتماما خاصا للشُعب المرجانية السودانية، لما يمكن أن تساعد به في إستدامة النظام البيئي بأكمله.
من جهته، نبه الباحث بكلية علوم البحار، بجامعة البحر الأحمر، وعضو الفريق العلمي الذي أنجز الدراسة، مصطفي خلف الله الطيب، إلى أن السودان سيجني فوائد عظيمة من هكذا بحوث لأن الشعب المرجانية تشكل ثروة عظيمة وجاذبة للباحثين عن سياحة الغطس بجانب الفوائد العلمية والطبية والصناعية التي تدخل فيها، وأضاف في حديث لـ(الصيحة) عبر الهاتف من مدينة بورتسودان، أن عائلات الشعب المرجانية التي تنتشر في المياه الاقليمية السودانية، تعيش في بيئة نظيفة وغير ملوثة ما جعل نسب التدمير وسطها قليلة جداً مقارنة مع دول أخرى مشاطئة للبحر الأحمر.
وقال إن الغرض من الدراسة الأولية التي أجريت، كانت لمعرفة، قدرة الشُعب المرجانية في السواحل السودانية “دون غيرها” على تحمل الظروف البيئية، ودرجات الحرارة على وجه الخصوص، وأن البحث الأولي كان للإجابة على سؤال لماذا تبقى حية؟، ولماذا هي في حالة نمو؟، وما الذي يقلل نسبة التدمير وسطها؟، وما السبب الذي يجعلها قادرة على تحمل ارتفاع درجة الحرارة؟.
ويضيف مصطفى أن ما تم كان مسح أولي لعدد من المواقع تصل إلى 24 موقعاً.
وتتميز الشُعب المرجانية في الشواطي السودانية حسب ما قال المعهد، بقدراتها الاستثنائية على تحمل الآثار الناتجة عن تغير المناخ، فضلا عن مقدرتها على تحمل دفء المياه ومقاومة الارتفاع المتزايد للحرارة.
وحمَّلت وحدة الإعلام التابعة لـ (TRSC) “الصيحة” رسالة إلى قاطني الشواطئ المطلة علي البحر الأحمر بالحفاظ عليه من الملوثات خاصة الملوثات الكيميائية، ونقلت عن رئيس مشروع البحث الخاص بالشعب المرجانية، أندرز ميبوم، وهو عالِم أحيائي شهير، قوله إنه بحلول نهاية القرن، من المتوقع أن يخسر العالم 90 % من الشُعب المرجانية إذ أن حرارة المياه ستصبح أكثر دفئاً، لجهة تغيير المناخ “لكننا على يقين من أن الشعب المرجانية الموجودة في البحر الأحمر، قادرة على مقاومة الارتفاع المتزايد في درجة حرارة المياه، وأنها ستبقى في حالة جيدة، ما لم تتعرض للاندثار بسبب التلوث في المنطقة.