أكبر من فكرة كونه فناناً عادياً أو مُغنياً .. سيد خليفة.. كان سفارة جائلة!!
(1)
كان سيد خليفة أكبر من فكرة كونه فناناً عادياً أو مغنياً .. فهو كان عبارة عن سفارة جائلة ولعل معظم الشعوب العربية عرفت الفن السوداني من خلال صوت سيد خليفة وأغنية المامبو السوداني، حتى أنها أصبحت سمة فنية مميزة للشعب السوداني عند كل الشعوب.. وتلك الأغنية كانت هي كوة الأمل التي فتحت مسارب ودروباً جديدة للغناء السوداني حتى ينداح.. واليوم نتوقف عند أغنية (إزيكم كيفنكم) وهي من الأغاني التي وجدت حَظّها من الذيوع والانتشار نسبة لسهولة مفرداتها ولحنها الموسيقي.
(2)
اشتهر سيد خليفة بأغانيه ذات الإيقاعات المُستوحاة من عُمق الوادي والصحراء. وخرجت شهرته من السودان الى باقي الدول العربية، التي كانت تتغنى بأغانٍ.. وكانت له مشاركات عديدة في التلفزيونات والإذاعات العربية. كما كان يمتاز بأدائه الدرامي وحضوره المسرحي الطاغي في الحفلات الحَيّة. وشارك سيد خليفة في بعض الأفلام المصرية السينمائية عندما كان طالباً يدرس في القاهرة.. ولعل أشهر هذه الأفلام فيلم “تمر حنة” الذي شارك فيه بأغنية كانت سبباً في شهرته بمصر. شارك في هذا الفيلم مع الفنانة الكبيرة فايزة أحمد والفنانة نعيمة عاكف.
(3)
سوف يظل اسم سيد خليفة في مقدمة الذاكرة كفنان من الذين أجزلوا العطاء للغناء السوداني من خلال قدر هائل من الأغاني ذات المواصفات الخاصة.. فهو فنانٌ معطونٌ بحب الغناء لذلك ترك دراسته في الأزهر الشريف واتجه لدراسة الغناء والموسيقى حينما أرسله والده إلى هناك.. حب الغناء والموسيقى ظهر لاحقاً في تجربته التي اتسمت بالنضج الفني والطرح المغاير والمختلف عن حال التجارب السائدة.. لذلك سيظل أبو السيد حاضراً رغم غيابه عن الدنيا.. لأن أمثاله من الصعب نسيانهم لأن ما قدمه كفيلٌ بأن يضعه في مصاف الأساطير التي يصعب تكرارها.