كلام في الفن .. كلام في الفن
شارع مافي:
عُشّاق الأغنيات الروائية الطويلة ـ وأنا منهم ـ عليهم تحسس مسدساتهم، لأن يوسف الموصلي يريد أن ينهي التفاصيل في الأغنية السودانية.. والرجل يعني بقوله ان العالم بدأ يفكر في أغنية لا يتجاوز زمنها الثلاث دقائق.. وهذا المنحى مشى فيه الموصلي من أغنية (على قدر الشوق) ثم تطور لاحقاً في أغنية (الطريق) للبلابل وأغنية جديدة اسمها (شارع مافي).
برعي محمد دفع لله:
تميزت شخصيته الفنية بتدفق العاطفة الرقيقة وأفكاره الموسيقية سبقت عصره.. كان يسعى دائماً الى احترام فكر المستمع من حيث قيمة العمل ومضمونه.. لا يحب أن يقدم عملاً لا يضيف الى رصيده الفني لأنه وعلى مستوى سنوات طويلة قدم أكثر من 350 عملاً غنائياً وموسيقياً كلها وبدون استثناء تركت بصماتها على وجدان الجماهير ومازالت تعيش بيننا الآن.
طه سليمان:
رغم اختلافي البائن في مسلكه الغنائي وطريقة تفكيره في تجربته ومع إيماني التام بأنه فنان موهوب حتى النخاع.. ولكن في أغنية (جناي البريدو) تجدني انحاز لطه سليمان من ناحية أن لا نحرم الفنان من استلاف لسان الآخرين للتعبير عنهم سواء كان ذلك التعبير حزناً أو فرحاً أو أي حالة إنسانية أخرى.. لأن الفنان بتقديري هو الأقدر على التعبير ويمكن له استلاف الحالة وتغمصها.
محمد الجزار:
صحيحٌ, إن طريقة الجزار الغنائية تجد لغطاً كبيراً وتفاوتت درجات قبولها.. ولكن يبقى الأهم أنه أحدث حراكاً وفتح الكثير من الأسئلة حول أسلوبه الغنائي ونمط التأليف الموسيقي لأغنياته وطريقة استخدامه لوظائف الموسيقى من هارموني و(كاونتر بوينت) والزخارف والحليات.. فهو يتقن استخدامها وتوظيفها بطريقة فيها الكثير من المهارة والبراعة.. لكل تلك التجريبات يعد محمد الجزار من الفنانين أصحاب المشاريع الغنائية الجديدة التي تعتمد على التفكير المختلف عن حال السائد.
شموس:
الفنانة شموس ابراهيم حققت حضوراً لا بأس به خلال الفترة الفائتة وأكدت بأنها مشروع لفنانة جديدة بكل المواصفات والاشتراطات المطلوبة في (الفنانة).. فهي ذات سلوك قويم ولا تشوب سيرتها أي شائبة.. هذا هو المقوم الأول (للفنانة) في هذا الزمن قبل الصوت والمقدرات الأدائية.. شموس تمتلك ما يؤهلها لأن تكون فنانة ذات حُضور وتأثير على راهن الساحة الفنيّة.