منذ أن انفصلت منال بدر الدين عن فرقة عقد الجلاد قبل سنوات طويلة.. ظلت واقفة في ذات المكانة ولم تتحرك منه شبراً للأمام.. وظلت تجربتها الجديدة تعيش حالة من الكساح والضمور وعدم القدرة على الانتشار.. محدودية الجغرافيا التي تتحرك فيها منال بدر الدين كانت بسبب النمط الغنائي الذي اختارته لنفسها.. وهو شكل غنائي لا يتناسب والوجدان السوداني الذي ينحاز للتجارب المباشرة التي تخاطب همومه بلغة شعرية بسيطة وجملة موسيقية سهلة الهضم.
بعد ان تركت منال بدر الدين فرقة عقد الجلاد .. حاولت أن تبني لها شخصية غنائية منفصلة .. ولكن منال لم تختلف عن كل الذين ذهبوا عن عقد الجلاد ثم حاولوا بناء تجاربهم الشخصية بعيداً عنها ولكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً ولم يجدوا ذاتهم بعد رحيلهم عن الفرقة .. والأمثلة كثيرة .. وتظل منال بدر الدين نموذجا ماثلا أمامنا لذلك الفشل في بناء شخصية منفصلة .. وذلك التوهان وعدم القدرة على ترسيخ التجربة في وجدان المستمع يرجع لغياب المؤهل الإبداعي الذي يتيح الاستمرارية والرسوخ.