تقرير : معزة حقار 11ديسمبر2021م
كثير من المراقبين يرون أن قوات الدعم السريع تقوم بأدوار كبيرة في السودان منذ بدايات تكوينها والدور الذي لعبته لكبح جماح حركات التمرد في دارفور, غير أن قوات الدعم السريع أصبحت تُواجه بحملات كبيرة لتشويه صورتها داخلياً وخارجياً، في وقت لا تزال قوات الدعم السريع تقوم بالعديد من الأدوار داخلياً وخارجياً.. والملاحظ ان الحملة ضد الدعم السريع تتكون من عدة اتجاهات تشمل تشويهاً متعمداً لصورتها إعلامياً, فضلاً عن انتشار ظاهرة انتحال شخصية قوات الدعم السريع والقيام بأعمال تخالف القانون وتُنسب للدعم السريع, بيد أن الواقع يؤكد ان قوات الدعم السريع محكومة بقوانين داخلية صارمة ولا تتورّع في محاكمة أي من عناصرها من الذين يخالفون قوانينها.
مزايدات سياسية
التُّهم التي تُوجّه لقوات الدعم السريع ما هي إلا مزايدات سياسية كاذبة وممنهجة ليس لها اساس من الصحة، يظهر أن الغرض منها خلق البلبلة وزرع الفتن في البلاد من أجل زعزعة الأمن والاستقرار والزج بها في دائرة المشاكل والفتن القبلية, واللافت ان هذه المزايدات والمشاكل السياسية تأتي من قبل أحزاب المعارضة التي كشّرت عن أنيابها في العلن وأظهرت كل نواياها الخبيثة تجاه زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد.
وقد اتخذت المعارضة نهجاً تجاه تلك القوات فيه شيء من التجني السياسي فذات الأحزاب التي تعمل على تشويه صورة قوات الدعم السريع والمتمثلة في قوى إعلان الحرية والتغيير, كانت قد اشادت بها عقب عزل البشير, وقالت انها لعبت دوراً كبيراً في حماية المعتصمين أمام مقر القيادة العامة للجيش, ولكن تغيّرت مواقفها واخذت تطلق التهم تجاهها وتصفها بقوات “الجنجويد” وهي صفات هدفها إحراج المجتمع الدولي, خصوصاً الاتحاد الأوروبي الذي يتعامل مع تلك القوات ضمن بروتوكول لوقف عمليات الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر منذ عام 2016 وقع تحت اسم “خرطوم بروسيس”، وهم يعلمون أن قوات الدعم السريع أسهمت في بسط الأمن والاستقرار في عدد من مناطق إقليم دارفور ونفذت عددا كبيرا جدا من المشروعات التنموية في شرق البلاد وغربها, وخلقت فرص توظيف متعددة لفئات الشباب من مختلف انحاء البلاد.
ويرى مراقبون ان الاتهامات تلك ما هي إلا مكابرة من القوى السياسية لأنهم جميعاً يعلمون ان قوات الدعم السريع تحفظ الأمن القومي والاستراتيجي وتحمي الحدود في البلاد خاصة المجاورة.
بُعد دولي
ولا تقتصر أدوار الدعم السريع على ما تقوم به لحفظ امن واستقرار السودان داخلياً, فهي تقوم بأدوار كبيرة تشمل حتى الدول التي تشهد نزاعات بداخلها مثل لبيبا, التي ساهمت قوات الدعم السريع في وقف عمليات التهريب ونشاط العصابات العابرة للدول بانتشارها في الحدود الشمالية الغربية للبلاد, وقد شهدت تلك المناطق عمليات كبيرة أسفرت عن استشهاد عدد من قوات الدعم السريع الأسبوع الماضي في منطقة الشفرليت في صحراء الشمالية، كما ان قوات الدعم السريع تحمي الحدود مع إثيوبيا ومصر ومنطقة البحر الأحمر بصفة خاصة, وذلك من خلال مشاركتها ضمن قوات استعادة الشرعية في اليمن منذ عام 2015 والتي رغم كونها تعتبر وقوفاً مع الحلفاء الدوليين والإقليميين, لكنها أيضاً تمثل القيام بدور استراتيجي كبير يتمثل في حفظ الامن لعمليات الملاحة داخل البحر الأحمر ومشاركة قوات الدعم السريع في استعادة الشرعية باليمن تسهم في وقف نشاط جماعة أنصار الله “الحوثي” التي تُشكِّل تهديداً للملاحة البحرية حال إن تمددت وسيطرت على مضيق هرمز.
في السودان
وتوفر مشاركة قوات الدعم السريع ضمن قوات استعادة الشرعية في اليمن, فائدة كبرى للسودان الذي يهمه أن يكون البحر الأحمر آمنًا, وذلك واحد من الأدوار الإيجابية التي تقوم بها قوات الدعم السريع, وكذلك تعمل قوات الدعم السريع على إعاقة حركة الهجرة غير الشرعية التي تتخذ من السودان معبراً إلى دول أوروبا, وهنالك دور إنساني آخر متعلق بمكافحة عمليات الإتجار بالبشر, فقوات الدعم السريع متصالحة مع المواطنين وواجبها حماية الأمن، فلذك فإن قوات الدعم السريع كانت العامل الأكبر في حماية المتظاهرين في مواجهة الامن الوطني التي كان يعتمد عليها البشير لحمايته, ففضلت ان تحمي المواطنين بكل بسالة وشجاعة وتضحية بمصالحها من اجل مصالح المواطن الذي كان سيكون في موقف حرج لولا حماية قوات الدعم السريع له, التي تعتبر من صلب الشعب السوداني ومكوناته, سيما أنها يقودها القائد الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” وهو رجل عصامي ذو خلق ودين، استطاع أن يبني قوات الدعم السريع.