تقرير- سنهوري عيسى
تصدر السودان أجندة زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلي دول الخليج العربي، والتى بدأها بعمان ومرورا بالامارات وقطر، حيث نص البيان المشترك لزيارة ولي العهد السعودي لدول الخليج على استمرار دعمهم لكل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار بالسودان، ودعم الشعب السوداني واستقراره واذدهاره.
ورحب خبراء اقتصاديون بنتائج زيارة ولي العهد السعودي لدول الخليج وتأكيد دعمها للسودان وامنه واستقراره واذدهاره.
ويرى الخبراء أن الدعم السعودي والخليجي المطلوب للسودان يكمن في تقديم مساعدات مالية كبيرة ، وتدفق الاستثمارات ورؤوس الأموال لاستغلال الفرص المتاحة.
حملة دعم كبيرة
وأعرب دكتور أحمد التجاني صالح الخبير الاقتصادي، عن ترحيبه بحملة الدعم الكبيرة للسودان التي قادها ولي العهد السعودي خلال زيارته الأخيرة الي دول الخليج والتى توجت بالاتفاق علي ضرورة دعم السودان واستقراره واذدهاره .
واضاف التجاني: كل الشكر من السودان حكومة وشعبا لولي العهد السعودي لدعمه للسودان ولما قام به من جهود لحشد الدعم العربي والخليجي للسودان وحشد التأييد لما توصلت إليه أطراف الفترة الانتقالية بالسودان من تفاهمات لإكمال عملية الانتقال الديموقراطي وصولاً إلى انتخابات حرة نزيهة.
مساعدات واستثمارات
وأكد دكتور التجاني، أن الدعم السعودي والخليجي المطلوب للسودان يكمن فى تقديم مساعدات إنسانية عاجلة، وتدفق الاستثمارات ورؤوس الأموال لاستغلال الفرص الاستثمارية المتاحة في مختلف المجالات الاقتصادية.
واضاف: نأمل أن تحدد كل دولة من دول الخليج ما يناسبها من أشكال الدعم للسودان من اجل أحداث الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي واستغلال الفرص الاستثمارية المتاحة، داعيا في هذا الصدد الحكومة على مستوى المركز والولايات للتهيؤ لاستقبال الدعم السعودي والخليجي سواء في مجال المساعدات الإنسانية أو الاستثمارات وتدفق رؤوس الأموال لاستغلال الفرص الاستثمارية المتاحة.
نموذج للتعاون
ويري الباحث الاقتصادي دكتور هيثم محمد فتحي، ان علاقات دول الخليج بالسودان تمثل نموذجاً للتعاون الفعّال في شتى المجالات، إلى جانب السودان في كل ما يحقق طموحات الشعب السوداني في التنمية والسلام، وما يلبي تطلعاته في التنمية والازدهار.
وأضاف: حتى عام 2017، كان حجم الاستثمارات الأجنبية،في السودان يتجاوز 74 مليار دولار، النصيب الأكبر فيها لدول الخليج واستطاع السودان طيلة الفترة الماضية تجاوز العديد من العقبات التي تعترض الاستثمارات الخليجية.
نتائج التعاون مع الخليج
واعتبر دكتور هيثم العلاقات السودانية بدول الخليج حلقة من حلقات التواصل للسودان في محيطه العربي، فهي نموذج في متانة العلاقات ، وقد خطت خطوات متقدمة، فكان نتاج ذلك أن شهدنا عدداً من المشروعات الاستثمارية في السودان، غطت مؤسسات التطوير العقاري والصناعي والزراعي والخدمي والمؤسسات المالية والمصارف والتأمين، إلى جانب التبادل التجاري
واضاف: يتماشى ذلك بفتح مجالات عديدة للتعاون الاقتصادي والتفاهم مع دول الخليج، مع جوهر احتياجات الاقتصاد السوداني الخاصة بمحاولة تنويع مجالات الاستثمار ، ومحاولة البحث عن مخارج للأزمة الاقتصادية في البلاد
رهان خليجي
ونوه دكتور هيثم الي أن هنالك رهان خليجي علي دور طليعي للسودان في الملفات الاقتصادية حيث ان السودان يمتلك أراضي زراعية خصبة تقدر بحوالي 200 مليون فدان لم يستغل منها الا 47 مليون فدان 152 مليون رأس من الماشية ،ويمتلك ثروات طبيعية البترول والمعادن وخصوصا الذهب وموارد بشريه وتنوع واسع في المناخ عبر طول البلاد من شمالها الى جنوبها كما تتنوع الموارد المائية في السودان مابين مياه الإمطار والأنهار والمياه السطحية والمياه الجوفية الى جانب الإمطار من المتوفرة، و موقع استراتيجي بقربه من الأسواق العربية
مكاسب تنسيق المواقف
واوضح دكتور هيثم، ان تنسيق المواقف السودانية الخليجية يمكن ان يعود بالفائدة والمنفعة للطرفين وتؤسس للتقارب والتعاون في القضايا الإستراتيجية والمصيرية وسوف تحقق مكاسب سياسية بتوفير غطاء عربي وخليجي لمساندة السودان في القضايا الدولية المختلفة كوسيط مؤثر في علاقات السودان مع الغرب بما يدفع تسريع خطوات التعاون السوداني الأوروبي ورفع العقوبات الاقتصادية بصورة كاملة لتعود كما السابق.
الاستفادة من دول الخليج
وأشار دكتور هيثم إلي أنه يمكن الاستفادة من دول الخليج عبر اتفاقات تعاون ومذكرات يمكن إبرامها بهدف الارتقاء بمنظومة الخدمات و تعزيز التعاون العسكري والتجاري والاقتصادي وتبادل الخبرات والاستفادة من التجارب الخليجية في تطوير بيئة العمل الانتاجية وتدريب الكوادر البشرية ،من خلال مذكرات تفاهم للتعاون في مجالات أنظمة العمل وتنميتها، والتشاور الدائم والتدريب التقني والمهني، وحل النزاعات والقضايا العمالية لتحسين فرص الاستفادة من اليد العاملة السودانية التي يصل عددها 2 مليون تقريباً بدول الخليج.
ترحيب بالدعم الخليجي
وفي السياق، أعلن محمد نور كركساوي الخبير الاقتصادي، عن ترحيبه بالدعم الخليجي السودان، واى دعم خارجى يسند مستقبل تطور بلادنا الحبيبة دون شرط او قيد، فقط الكفاءة فى المصالح المشتركة.
واضاف: دول الخليج تعتبر من دول الجيوسياسة الهامة واقرب الدول الإقليمية لبلادنا وتربطنا بها علاقات اجتماعية ، وثقافية واقتصادية متميزة، ولذلك ليس من المستغرب وقفتهم معنا فى دعم الاقتصاد والكوارث، كما ان دول الخليج تعتبر من اكبر الاسواق لحاجتها للمنتجات الغذائية والاستهلاكية غير الغذائية وفى المقابل يعتبر السودان من اكبر الفرص المتاحة بما يتوفر لديه من خامات فى ظاهر الأرض وباطنها واهمها القطاع الزراعى الذى يمكنه ان يلبى حاجات الدول الخليجية وغيرها من دول العالم، بالإضافة إلى المعادن واهمها الذهب والكروم.
العمالة المهرة
وأشار كركساوي الى أن دول الخليج تعتبر السودان اهم مصدر للعمالة الفنية المهرة فى القطاعين المدنى والعسكري.
ما يطلبه السودان من دول الخليج
وحول ما يطلبه السودان من دول الخليج قال كركساوي : نحن فى السودان نحتاج دعم وتمويل المواد البترولية ومشاريع البنى التحتية والمقدرة بحدود ٣.٣ مليار دولار للفترة القصيرة ما بين ٢٠٢٢-٢٠٢٣ حسب الموازنة الجديدة ، كما نحتاج الدعم الاجتماعى ومشاريع الخدمات الصحية والتعليمية خاصة فى المناطق المتاثرة بالحروب فى دارفور الكبري ، حنوب كردفان والنيل الأزرق.
واضاف: اما على المدى المتوسط فنحتاج ما لايقل عن ٦ مليار ات دولار للفترة ما بين ٢٠٢٣-٢٠٣٠ لدعم مشاريع التنمية المستدامة، كما على دول الخليج سد الثغرة او الفجوة التمويلية التى نجمت عن احجام الدول الكبرى فى تجميد المنح والقروض المجدولة لهذه الفترة بسبب ما حدث فى ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١م.
* نقلاً عن (العهد أون لاين)