عبد الوهاب ازرق 8ديسمبر2021م
كثيرة هي التحديات التي تعيق تقدم الأمم والشعوب التي اقعدته أزماناً ، ولبناء وطن ناهض ومتقدم وحضاري ، لا بد للبحث عن مكامن الخلل ومعالجة التحديات ، التي تتجسد في أمراض العصبية والتعصب وخطاب الكراهية والعنف المبني على العرق والهوية والنوع والجنس.
خطى الصحفيون والإعلاميون بولاية جنوب كردفان خطوات راسخة في محاربة خطاب الكراهية ، ومنع التطرف العنيف بتكوين مبادرة محاربة خطاب الكراهية والتطرف ، تتويجاً للورش التدريبية التي نظمها مركز طيبة للإعلام بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف وبعثة الأمم المتحدة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان “يونيتامس” بعنوان تأهيل الإعلام الولائي لمناهضة خطاب الكراهية وبناء السلام ورفع كفاءة الإعلام لمكافحة خطاب الكراهية والتطرف العنيف لعشر ولايات بالسودان، وحضر الورش “14” صحفياً وإعلامياً من جنوب كردفان يمثلون المؤسسات الإعلامية بالولاية.
وعقب الورشة قدم صحفيو واعلاميو ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق إعلان المنطقتين لمناهضة خطاب الكراهية ، الذي جاء انطلاقاً من قيم وتعاليم الديانات السماوية ، واستناداً على الوثيقة الدستورية ومبادئ الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لمكافحة خطاب الكراهية ، ومن مبدأ تجسيد الروابط الإنسانية وبث الوعي العام ولخلق واقع جديد للحد من خطاب الكراهية والتطرف بالولايتين ، وتطبيقاً للمفاهيم وتعريفاً للمجتمع بأبعاد خطاب الكراهية ، ودوره السالب في دمار المجتمعات ، مَا انعكس على واقع الحياة الاجتماعية وظهور الصراعات القبيلة والإثنية ، وتمددها خاصة في جنوب كردفان بسبب السرقات والنهب والسلب والنزاع حول الارض والاحتكاكات بين الرعاة والمزارعين والثأر وقضايا مجتمعية أخرى.
وقدم اعضاء المبادرة لوالي جنوب كردفان المكلف الأستاذ موسى جبر محمود رؤية وأهداف وخطط المبادرة لمحاربة خطاب الكراهية ، مصحوباً بشرح وافٍ حول ذلك ، مؤكدين ما تلقوه من تدريب يمكن تطبيقه على المجتمعات المحلية لانتشالها من واقعها الراهن ، ومنع تغلغل خطاب الكراهية والحد منه ، والتماشي مع دعوات حكومة الولاية للحد من خطاب الكراهية ، وتوعية المجتمعات بمضار ذلك ، بعمل وتنفيذ المحاضرات والندوات والدورات التوعوية للمجتمع.
واقع جنوب كردفان يحتاج إلى هذا النوع من المبادرات في ولايةٍ, المعيق الأول لتقدمها خطاب الكراهية الحاد الذي أفضى لتفشي ظاهرة الصراعات القبيلة المبنية على العنف ، التي خلّفت مئات الضحايا وسط المكونات المجتمعية.