تنسيقية الرُّحّل تُحمِّل حكومة شمال دارفور والحركات حادثة “زمزم”
الفاشر- فاطمة علي
أعلنت حكومة ولاية شمال دارفور، القبض على أحد المتهمين في حادثة معسكر زمزم للنازحين التي وقعت أمس وراح ضحيتها عدد من القتلى والجرحى، فيما أمهلت تنسيقية الرعاة والرحل حكومة الولاية حتى الثامنة مساء اليوم لتسليم الجناة.
وأكد أمين الحكومة، الوالي بالإنابة حافظ بخيت خلال مخاطبته وقفة احتجاجية نظمتها تنسيقية الرعاة والرحل بالفاشر اليوم، أنه يجري التحقيق مع المتهم الذي تم القبض عليه للوصول إلى بقية الجناة، ونوه إلى سعي الحكومة لفرض هيبة الدولة وبناء دولة القانون، ووصف الأحداث بالمؤسفة، وتعهد بتقديم الجناة للعدالة، ودعا المحتجين للاحتكام إلى صوت العقل وعدم الانجراف نحو الإقتتال.
من جانبها، أمهلت تنسيقية الرعاة والرحل، حكومة شمال دارفور حتي الثامنة من مساء اليوم الثلاثاء، لتسليم الجناة الذين قتلوا أربعة مواطنين وجرحوا آخرين على بعد عشرة كيلومترات من معسكر زمزم للنازحين.
ونظمت التنسيقية وقفة احتجاجية أمام منزل والي الولاية، تنديداً بقتل الـ(4) مواطن وجرح آخرين إثر كمين قرب معسكر زمزم، كانوا في طريقهم إلى منطقة كولقي التابعة لمحلية طويلة.
وأكد عضو سكرتارية التنسيقية محمد طاهر في تصريح أمام منزل الوالي، أنهم يمهلون حكومة الولاية حتى الثامنة من مساء اليوم لتسليم الجناة، وناشد كل قطاعات المجتمع بنبذ العنصرية والعمل على تحقيق السلام والتعايش السلمي ما بين المكونات الإجتماعية.
ورفض أهالي المتوفين تسلّم الجثامين من مشرحة مستشفى الفاشر التعليمي ما لم يتم القبض على الجناة.
ورفع المحتجون لافتات تنادي بنبذ الجهوية والقبلية، مطالبين بجمع السلاح من أيدي مليشيات معسكر زمزم، وضرورة وقف الاقتتال الأهلي، وأحرق المحتجون الإطارات.
ولم ترد معلومات واضحة بشأن فرار عدد من النازحين من معسكر زمزم، فيما انخرطت اللجنة الأمنية بالولاية في اجتماعات مكثفة لتقييم الوضع.
وكانت قوة مجهولة على متن سيارة (هاي لوكس) أطلقت النار تجاه المجني عليهم عند الساعة السابعة مساء أمس الإثنين ولاذت بالفرار.
وفي وقتٍ سابق، أصدرت التنسيقية بياناً أكد أن مجموعة تابعة للحركات المسلحة اعتدت على نساء ورجال وأطفال كانوا في طريقهم إلى التسوق من منطقة كولقي، وتسبب الاعتداء في سقوط (4) قتلى، (2) نساء و(2) رجال، إضافة لجرح آخرين.
وشدّدت التنسيقية على عدم جدوى اتفاقية سلام جوبا التي لم تقف حائلاً أمام آلة القتل التي تستهدف المدنيين العزل وسرقة المواشي واتلاف المحاصيل الزراعية، وفاقمت من الأحداث نتيجة لعدم تنفيذ بند الترتيبات الأمنية ودمج القوات، وقالت إن ما حدث امتداد لحوادث أخرى شهدتها كولقي ومحيط طويلة وضواحيها حتى أحداث الجنينة الأخيرة وجبل مون وكرينك.
وحملت التنسيقية، حكومة الإقليم وحكومة شمال دارفور المسؤولية الكاملة لما حدث، وطالبت بالقبض على الجناة وتقديمهم للعدالة وفقًا للمهلة التي التزمت بها، وناشدت المواطنين بضبط النفس وإعلاء صوت الحكمة وأن تظل الجريمة فردية في إطار مرتكبيها ما لم تشكل للمجرمين حماية من قبل حواضنهم العسكرية.