المؤسسة العربية لضمان الاستثمارات بالكويت…
أعدت تقريراً عن الاستثمار الأجنبي بالسودان…
منذ العام (2000) وحتى (2010) تدفقت أموال مهولة…
(١٨) بليون دولار لعدد(556) مشروعاً استثمارياً…
متاهة العقل السياسي والنظرة الذاتية الضيِّقة كانت وبالاً على الوطن…
الفساد والإقصاء وغياب دولة القانون سبب رئيسي في تبديدها…
لم تهتم الحكومة برقابة المشروعات وأداء الشركات…
أو المُخالفات لاشتراطات الاستثمار….
الاستثمارات الموجهة للأعلاف ضارة..
والهدف من الاستثمار الأجنبي تحقيق الفائدة لطرفي المُعادلة…
بالبلد المُضيف تتحقّق التنمية الاقتصادية والاجتماعية…
ويتوفر النقد الأجنبي لسد لتمويل العجز التجاري…
ما يُعوِّض النقص الحاد في الادخار القومي…
ومساعدة الاقتصاد التأقلم على الصدمات الاقتصادية الخارجية…
لكن لا أثر على أرض الواقع فتحقق وجه سالب للاستثمار…
ما تعظم المكسب ولا قلت العيوب…
ولا انعكست عوائد الاستثمار الأجنبي على الاقتصاد….
حكومة العهد البائد لِمَ بلا خُطة…
والفساد ضارب بأطنابه في عميق…
هل استفادت البلاد من استثمارات شركة الراجحي…
استثمارها بنهر النيل في الأعلاف ضرره أكبر من نفعه…
فالمياه الجوفية انخفض منسوبها ومضت للنضوب…
الضرر وقع على الوطن والمواطن…
واستمر هكذا استثمار بنهر النيل رغم أنف الحقيقة…
الحكومة منحت الشركة استثمارات بأراض شاسعة لمدة (99) عاماً…
أجرة الفدان نصف دولار في العام…
الفقراء يمنحون من زكاة محصول المشروع ويُصدّر الباقي…
والصحافة قلّما تضئ هذه العتمة…
قبل فترة زار نهر النيل (40) صحفياً بدعوة من مشروع الراجحي…
فاندلق الحبر إطراءً وإعجاباً…
وتغنت الأقلام بلحن طروب…
رغماً عن انخفاض منسوب المياه….
أو نضوبها…
فإذا كان ذلك كذلك…
والحال ياهو نفس الحال والمأساة
مستمرة…
وبغياب الإرادة والأقلام الشريفة لن
نبنيهو بل سنهدمه…
كما يهدم الثوار الآن الوطن بنزع الانترلوك…
وبتخريب ما صنع من عرق ودم هذا
الشعب…
وبكسر أعمدة الإنارة واللافتات وهدم
المعبد على رؤوسهم…
هكذا عقيدتهم حب الوطن أن لا يظل
مؤرّقا ودموعه تحت الوسادة….