قال الفنان سيف الجامعة إن الدكتور عبد الكريم الكابلي كان في حياتنا نعمة وكان مصباحاً منيراً ينير بزيت المعرفة والابداع, وكان دوحة ظليلة ومنهلاً عذباً، وتخيلوا معي الأغنية السودانية منذ نشأتها وإلى الآن ناقصاً عبد الكريم الكابلي، كان سينقصنا هذا الانفتاح على التجربة الانسانية قاطبة, وكان سينقصها هذا التنويع المستمر عن التراث, وكان سينقصها هذا الشاعر الشفيف الرقيق الفيلسوف المستنير، كان يمكن أن تكفيه آسيا وأفريقيا وشمعة التي تلخص حياة الانسان من المهد الى اللحد وأي إنسان، الإنسان الغيري الذي يعطي بغير منٍّ أو أذى.. كان سينقص هذه الأغنية الوسامة والأناقة وعفة اللسان، كان سينقص هذه الأغنية كل ما يملكه الكابلي من ألق، والمؤسف حقاً إن مشروع الكابلي فريد ونسيج وحده وليس بمقدورنا أن نعوضه.. هناك آلاف المغنين والكابلي واحد بس.
شكراً للقدر الذي وهبنا الكابلي والشكر لله من قبل وبعد، الرب أعطى والرب أخذ، هذه وديعتك يا الله قد عادت إليك فأكرمه وأنت خير الأكرمين وتجاوز عن ذنوبه يا رب وأغفر له.