حينما انقسم الناس بين محمد الأمين ومحمد وردي وهناك جدل يدور عن تربع واحد منهم على القمة الفنية قال الصحفي صلاح شعيب (الجدل حول القمة الفنية التي ربما يتقاسمها مع الأستاذ الراحل وردي, وصارت حوارات الموسيقيين و”السميعة” تضع تجربتيهما في مقارنات لا تنفض إلا بتأكيد دورهما الكبير في تجديد الأغنية, ومؤكدين كذلك أن انبثاق إبداعهما من خلال جيل واحد خلق منافسة فنية خدمت كلاهما وجعلتهما صنواناً للريادة في طرق مناطق صعبة في سلم التلحين الخماسي وفي مخاطبة الدواخل الوجدانية والوطنية خلال تعاونها مع أولئك البعض من فحول شعر الغناء.
ذاكرة لحنية:
أغنيات وردي ومحمد الأمين أثرت على الأجيال التي جاءت بعدهم وظهر ذلك جلياً عند بعض الشباب الذين اصبحوا مطربين كباراً، قال صلاح بسرعة (ليس ذلك فقط وإنما صارا ــ محمد الأمين ووردي أو وردي ومحمد الأمين ــ سببا لتوريث ذاكرتيهما اللحنية لاثنين من اعمق مبدعينا وهما أبو عركي ومصطفى سيد أحمد, وكثيراً ما ارى ان الخيال اللحني للأستاذ محمد الأمين قد انتهى الى أبو عركي البخيت وأن الإمكانية اللحنية للأستاذ محمد وردي قد انتهت إلى مصطفى سيد أحمد, اقول هذا وفي ذهني إن عركي والراحل مصطفى برزا بالخصوصية اللحنية التي تعرفهما, بيد أنهما استفادا فقط من منهج التلحين للموسيقارين محمد الأمين ووردي بصورة أكبر ضمن الاستفادة من تراثنا الغنائي.
إحساس المتمكنين:
محمد الأمين يعتبر هو أميز من عزف على آلة العود وعرف أسرارها وهذا يتضح في جودة ألحانه لأنه عازف ماهر على العود، قال شعيب (إن إحساس تعامل الأستاذ محمد الأمين مع آلة العود ربما يتغلب على أحساس المتمكنين في هذه الآلة وقد تطرح القدرة الفذة لمبدعنا في استخراج نغماته سؤالاً حول موقعه, أو ترتيبه إن أردت, على مستوى الوطن العربي وفي ذهننا تجارب العازفين المغنين أمثال فريد الأطرش وعبد الوهاب الدوكالي ونصير شمة وأحمد الجمير وعبد الرب إدريس وحازم شاهين وزياد غرسه ورياض السنباطي ومحمد عبد الوهاب ومنير بشير وعبادي الجوهر وطلال مداح وحمزة علاء الدين وآخرين.
دراسة وعلم:
وعن مهارته كعازف متجاوز على آلة العود قال محمد الأمين (موضوع الآلة الموسيقية مهم جدًا أن الشخص يتمرن عن دراسة وعلم، لأن في مجال الغناء الموهبة وحدها لا تكفي، لأن الموهبة مهما كانت محدودة، والدراسة والثقافة الموسيقية تقوم بعمل ثقل لهذه لها إلى حد كبير جدًا وهذا ما حدث بالنسبة لي.