تقرير: مريم أبشر 3ديسمبر2021م
أصدر رئيس الوزراء عبد الله حمدوك قبل يومين, قرارات ألغى بموجبها أخرى كان قد أصدرها القائد العام للجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان عقب إجراءاته التي اتّخذها في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي, المتمثلة في إعفاء وكلاء وزارات الحكومة الانتقالية وتعيين آخرين بدلاً منهم، لتلغي قرارات حمدوك تلك القرارات وتكليف وكلاء جُدد للوزارات نحو 20 وكيلاً لتسيير مهام الوزارات، وتأتي الخطوة كما وصفها مراقبون لتأكيد عزم رئيس الوزراء على إعمال كامل صلاحياته في تكوين حكومة تنفيذية وفق الإعلان السياسي الذي أبرمه مع الرفيق أول ركن عبد الفتاح البرهان ووفق الوثيقة الدستورية دون تدخل من الجانب العسكري، الأمر الذي دفعه لإعفاء عدد كبير من موظفي الخدمة المدنية أُعيدوا للخدمة بقرارات أيضاً من رئيس المجلس العسكري بموجب إجراءات الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي.
ووفق القرار الذي اصدره رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك, تم تكليف الدكتور السفير عبد الله عمر بشير الحسن وكيلا مكلفاً بدلاً من السفير علي الصادق الذي عيّن عقب قرارات البرهان وكيلاً مكلفاً عقب اعفاء الوكيل السفير محمد شريف، لجهة أن الصادق يعتبر السفير الأقدم بالوزارة, فضلاً عن انه كان يشغل مدير عام إدارة الموارد البشرية بالخارجية الإدارة الأكثر أهميةً, والأكثر أعباءً بالوزارة بعد الوكيل.
سفير الثورة:
السفير الدكتور عبد الله عمر بشير بحسب زملائه السفراء هو خريج جامعة القاهرة الاصل في الاقتصاد والعلوم السياسية, فضلاً عن انه حاصل على درجات علمية رفيعة في تخصصه من جامعة الخرطوم. دخل وزارة الخارجية عبر مدخل الخدمة في اوائل ثمانينات القرن الماضي وعمل في عدة ادارات، قبل ان تطاله يد الفصل التعسفي بموجب قرارات التمكين من قبل النظام البائد في أوائل التسعينيات. حسب محدثي بعد فصله, هاجر خارج البلاد إلى دولة الإمارات العربية المتحدة, حيث عمل في التدريس محاضراً بجامعة العين ثم بمركز الدراسات الاستراتيجية بالإمارات, قبل ان يعود للخارجية بعد ثورة ديسمبر المجيدة فى اول دفعة أعادتها الحكومة الانتقالية من السفراء المفصولين تعسفياً إبان العهد البائد، مع زملائه الذين اطلق عليهم سفراء الثورة.
المنسق مع الأمم المتحدة:
بعد عودته للعمل الدبلوماسي, عمل السفير عمر بشير بإدارة البحوث والتخطيط, ثم تم تكليفه ليكون مديراً لإدارة اليوناميد المنسق للعمل من قبل وزارة الخارجية مع بعثة “يوناميد” ثم “يونيتامس” (البعثة الأممية الخاصة بمراقبة ودعم التحول الديمقراطي). وهو يمثل حلقة الوصل بين الوزارة والأمم المتحدة ممثلة في بعثة “يونيتامس”, وحسب المعلومات فإن السفير عبد الله تم ترشيحه ضمن القائمة التي اعتمدها رئيس الوزراء ليكون سفيراً للسودان في الهند. وأشارت المعلومات الى أن الوكيل المكلف موجود حالياً بالإمارات مع أسرته في إجازة عادية.
اختيار موفق:
عدد من الخبراء الدبلوماسيين اعتبروا الخطوة ممتازة, وقالوا في حديثهم لـ(الصيحة) ان حمدوك قصد من عدم إرجاع الوكلاء القدامى الذين فصلهم البرهان بقراراته تلك ومن بينهم السفير محمد شريف, ووصفوا اداءه بالممتاز لسد الطريق أمام أي محاولات للصدام مع المكون العسكري.
ووصف سفير فضل حجب اسمه العلاقات بين السفير شريف والوكيل المكلف الجديد بالممتازة, واشار الى ان هنالك كثيرا من التنسيق في العمل بينهما خاصة في الخطط والاستراتيجيات الخاصة بالوزارة، معتبراً ان تعيينه مهره حمدوك بتكليف الوكلاء وليس تعييناً كاملاً لترك المجال امام الوزراء في الحكومة المرتقبة كامل الخيار للاستمرار في أداء عملهم مع الوكلاء أو اختيار آخرين لرئيس الوزراء لتعيينهم ليكملوا معهم العمل حتى نهاية الفترة الانتقالية.
تحديات:
أحد زملائه بالوزارة قال في حديثه لـ(الصيحه) غض النظر عن اللون السياسي الذي صنفه به البعض، إلا أن السفير عبد الله بشير منذ عودته للعمل بالوزارة بعد الثورة يُعد من أكثر السفراء مهنية وتجويدا لأدائه العملي وبشكل ممتاز ويمتلك خبرات واطلاعاً واسعاً بحكم عمله في مركز الدراسات الاستراتيجية بالإمارات, فضلاً عن اتسامه بالخلق الرفيع والمرونة في الاداء وهو يُعد من الدبلوماسيين المحترمين بشكل عام. وقال المصدر الدبلوماسي كثيراً ما تم تكليفه بترؤس لجان الوزارة المهمة على رأسها لجنة المؤتمر القومى للعلاقات الخارجية، وانه كان من السفراء المقربين من وكيل الخارجية السابق محمد شريف, حيث عمل بتنسيق كبير معه في إنجاز المهام.
ويرى دبلوماسيون ان الوكيل المكلف سَيُواجه تحديات كبيرة في الوزارة داخلها وفي بعثاتها الخارجية منها المرتبط بالأوضاع الاقتصادية الماليه ومنها الإداري المرتبط بالهيكلة وتجويد الأداء حتى يكون مُواكباً مع التحول الديمقراطي والانفتاح الخارجي الذي ينشده سودان مع بعد الثورة.