تمدُّد كورونا في النيل الأبيض.. لا حياة لمن تُنادي
ربك: أحمد جبريل 3ديسمبر2021م
يضرب فيروس كورونا بقوة في ولاية النيل الأبيض موسعاً دائرة انتشاره وحصاده للأرواح وتعطيله للحياة الاقتصادية بمختلف أرجاء ولاية النيل الأبيض، فبعد قرار عمر الخليفة عبد الله والى الولاية المكلف بتعليق الدراسة بجميع مراحل التعليم لأسبوعين بدأت اسواق المدن الكبرى تكتظ بالرواد كأنهم يعملون عكس الموجهات الصحية لوزارة الصحة, سيما وأن قرار إغلاق المدارس لم يأت مصحوباً بإغلاق الاسواق ومتزامناً مع حركة مرتبات العاملين، ورغم الازدحام الذي يسهم في انتشار المرض, إلا أن إدارة التثقيف الصحي بوزارة الصحة غائبة تماماً عن دورها في بث الوعي وسط الجماهير المنتشرة في الاسواق ومنازل المناسبات الاجتماعية, سيما حركة الزواج المكثفة هذه الأيام عقب انتهاء موسم الحصاد.
في إحدى قرى الدويم ولغياب التوعية أصابت كورونا أربعين شخصاً لاستخدامهم زيراً و(كوز) واحداً للشرب في موقف القرية وعلى هذه الشاكلة عشرات الحالات, والحكاوى تروج وسط المجتمع رغم ذلك لا يتخذ أحد التدابير الاحترازية الخاصة بالجائحة.
قرار إغلاق المدارس اثّر على حركة الاسواق بالسلب خاصة الأفران والمطاعم وغيرها في ريف الولاية وحسب استطلاع (الصيحة), فقد تأثرت الأسعار بموجة الهلع المنتشرة شعبياً بتمدد كورونا مقروناً ذلك مع احتمال اغلاق طريق الشرق مرة اخرى من مجلس نظارات البجا وهو ما قاد التجار لرفع الأسعار, حيث قفز سعر رطل البن من ١٢٠٠ الى ٢٢٠٠ جنيه تبعته بقية السلع فيما بقي سعر السكر على حاله ٣٨٠ جنيهاً للكيلو في أسواق المدن و٤٠٠ جنيه بالقرى.
حركة المواطنين بين الريف والمدن تأثرت سلباً بكورونا, إضافةً الى زيادة اسعار الوقود غير المعلنة, حيث اضحى سعر جالون البنزين ١٩٥٠ جنيهاً. فيما افاد ملاك افران استطلعتهم (الصيحة) أن قرار إغلاق المدارس أثّر سلباً على تجارتهم, وان سعر الخبز التجاري المستقر على ثلاث رغيفات مقابل مائة جنيه ربما يشهد قفزة اذا ما تم تنفيذ قرار مجلس البجا بإغلاق طريق الشرق.
على صعيد متصل, شهدت أسعار الألبان انخفاضاً, حيث انخفض سعر الرطل من ٢٢٠ الى ٢٠٠ جنيه وذلك بسبب توفر الأعلاف عقب انتهاء موسم الحصاد، فيما تشهد اسعار زيوت الطعام والبصل ارتفاعا كبيرا وغير مبرر لضعف الموسم الزراعي وفشل الحصاد نسبياً، وشكا مواطنون من الريف من ظاهرة القطوعات الراتبة للكهرباء منذ الصباح حتى آخر النهار ما يؤثر بالسلب على اعمال السوق وعلى معاشهم في القرى, اذ يعتمدون على اسواق المدن فى جميع السلع الاستهلاكية خاصة طواحين الحبوب .
وبالتزاحم الذي يعيشه اهل الولاية وغياب الجهات الصحية المنوط بها التوعية والتثقيف الصحي وسط الجماهير, فإن كورونا سوف توالي الانتشار وحصد الأرواح في عموم ربوع الولاية حضراً وريفاً, الأمر الذي ربما يدفع حكومة الولاية لاتخاذ قرار الإغلاق الشامل للولاية للحد من سرعة انتشار الفيروس الذي يضرب بقوة وسط عدم الوعي المنتشر.