البحر الأحمر.. قلقٌ بشأن انتهاء مُهلة مجلس البجا بإغلاق الميناء!!
بورتسودان- إيهاب محمد نصر 2 ديسمبر2021م
يومان فقط تبقيا على انتهاء المهلة التي حددها مجلس نظارات البجا والعموديات المستقلة لإلغاء مسار الشرق الذي تم توقيعه في جوبا أكتوبر 2020 وحل القضية العالقة, ما سيترتب على ذلك اعادة إغلاق الموانئ والطريق القومى حال عدم تنفيذ الحكومة لمطلب المجلس، وبما ان القضية لا تزال تراوح مكانها ولم يتم فيها غير الاعلان عن تكوين لجنة سيادية, ما يشير الى ان احتمال إعادة الإغلاق للموانئ والطرق أصبح وارداً بنسبة كبيرة, فقد تباينت الآراء حول تنفيذ المجلس لتهديد الإغلاق من جديد ما بين من يرى أن في ذلك ضغطا على المركز لتسريع وتيرة اتخاذ القرار, وبين ما يرى أن ذلك سيرتب خسائر اخرى ربما لا يتحمّلها الوضع الحالي في السودان.
تمسُّكٌ بالمواقف
وقد قطع أمين الإعلام بالمجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة عثمان كلوج، بأنهم وحسب الاتفاق الذي تم بين المجلس والحكومة السودانية، بعد القرارات التي تم اتخاذها في 25 أكتوبر وتحديد شهر لحل القضية, فقد تم فتح الطرق في 3 نوفمبر, مبيناً ان المهلة انقضت وأن الاتفاق نفسه يقضي بأن يكون الطريق القومي والموانئ البحرية ستكون مُغلقة اعتباراً من 4 ديسمبر الحالي.
وحذّر كلوج, شركات الملاحة واتحاد أصحاب العمل واتحاد غرف النقل السودانية والموردين وأصحاب الصادرات وشركات التعدين، من تبعات القرار وهدّد بالعودة للاعتصام حال لم يُلغ مسار الشرق المُوقّع ضمن مسارات اتفاقية جوبا للسلام، وقال إن المجلس متمسك بالفترة الزمنية المحددة.
وبينما بدأ الحديث يتكاثر حول إغلاق الميناء ونشطت شركات التخليص في تكثيف حركة نقل الحاويات والبضائع من الميناء نحو الخرطوم لإدخالها في حظيرة جمارك سوبا خشية ان تظل الحاويات حبيسة إغلاق جديد, لكن ناظر عموم الهدندوة رئيس مجلس نظارات البجا والعموديات المستقلة محمد الأمين ترك قال لـ(الصيحة), إن الحديث بخصوص إغلاق الميناء والطريق القومي سابقٌ لأوانه، وأضاف “إننا أهل فعل ولسنا ناس تهديد”.
وكان مجلس السيادة وتأكيداً على جديته لحل مشكلة الشرق, شكّل لجنة للحل برئاسة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” وعضوية عدد من أعضاء مجلس السيادة, وقد رحّب رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا الناظر محمد الأمين تِرِك بتولي الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي”, رئاسة اللجنة العليا لحل أزمة الشرق، وقال إن “حميدتي” ملم بملف الشرق ومتابع جيد لقضية الشرق وله تأثيره السياسي.
لجنة الحل
من ينظر إلى اللجنة التي كوّنها مجلس السيادة يجد أنها حتى الآن لم تتحرك أي خطوة بشأن هذه الأزمة, إلا من لقاء لعضو مجلس السيادة الطاهر أبو بكر حجر مع رئيس الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة الأمين داؤود, بحث خلاله تطورات الأزمة في شرق السودان, ودعا الطاهر حجر في ذلك اللقاء لتجاوز خطاب الكراهية والاستعلاء السياسي وتعزيز قضية المواطنة من أجل الوحدة الوطنية.
قضية سياسية
وكان الأمين السياسي للجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة، جعفر محمد الحسن، قال في تصريح صحفي، إن اللقاء هدف لمعرفة الجبهة الشعبية على رؤية اللجنة التي شكّلها مجلس السيادة، لمعالجة قضية شرق السودان، باعتبار أنّ عضو مجلس السيادة الطاهر حجر عضو فيها.
وقال الأمين السياسي للجبهة, إن قضية الشرق سياسية في المقام الأول, ويجب أن تكون معالجتها عبر مسارين سياسي واجتماعي، مُشيراً إلى أنّ الجبهة مستعدة لطرق أيِّ باب في سبيل حل أزمة الشرق، وأنها لن تفرط في مكتسبات وحقوق اهل الشرق.
ورغم أن لقاء الأمين داؤود مع الطاهر حجر يُعد الأوحد في اتجاه حل أزمة الشرق حتى الآن, الا ان أمين القوى السياسية بالمجلس الأعلى لنظارات البجا سيد أبو آمنة استنكر هذا اللقاء ,محذرًا مجلس السيادة من الانحياز لطرف في شرق السودان ومن العودة الى مربع الفتنة, وقال أبو آمنة في بيان نشره اطلعت عليه الـ(الصيحة) إن الأمين داؤود ليس رئيساً للجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة, مشيراً إلى أن الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة هي كيان سياسي شرعي وقانوني مسجل ضمن الأحزاب السودانية ولديه ما يثبت ذلك قانوناً، وإن الأمين داؤود ليس عضواً في الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة, ناهيك أن يدعي أنه رئيس لها وهذا شأن مكانه القانون, واعتبر أبو آمنة أن الأمين داؤود هو المتسبب الأول في الأحداث بشرق السودان.
مخاوف
وما بين الطرق السياسي على باب الحلول لقضية الشرق هنا وهناك, إلا أن وتيرة المخاوف بدأت تتصاعد داخلياً وخارجياً وعلى مستوى الدولة كلها باعتبار ان الإغلاق الماضي رتب خسائر فادحة على كل الأطراف, لدرجة أن شركات نقل عالمية أوقفت الإبحار وشحن البضائع الى موانئ السودان, بينما آثر مستوردون اللجوء الى الموانئ المصرية, ورتّب ذلك تكاليف إضافية كونها تحتاج لنقل بري لمسافات طويلة من مصر الى السودان, فضلاً عن المخاوف والهواجس التي بدأت تظهر في أغلب ملامح سكان الولاية خوفاً من تنفيذ مجلس البجا وعده بالإغلاق الذي كان قد شل حركة المدينة إبان الإغلاق السابق الذي استمر 45 يوماً وكبّد كل المُتعاملين مع الميناء خسائر كبيرة ما زالت آثارها مُستمرّة حتى الآن.