العاصمة.. إهمال وأضرار!!
عرض: عفراء الغالي
للحفاظ على أي منطقة لا بد من الاهتمام بجميع جوانبها وذلك لبناء مجتمع معافى, من ضمن هذه الجوانب الجانب الصحي (النظافة) لأنها أساس الصحة، محلية بحري وقد تكون ولاية الخرطوم عموماً تعاني من مسألة إهمال النظافة والاهتمام بالتخلص الصحي من الأوساخ والنفايات, حيث أصبح لا يتحمّل, خاصة المناظر التي تُشاهد على أرصفة الطرقات الرئيسية والداخلية والأوساخ والذباب الذي يسكنها وينقل الأمراض لدى مواطني تلك المناطق, حيث أصبحت الأوساخ موجودة في كل الأماكن بعد ما فاضت بها المنازل, الأمر الذي دعا عددا من المواطنين بمحلية بحري لتقديم شكوى لصحيفة “الصيحة” لإهمال هذا الجانب بالمحلية فبحثت الصحيفة لتقترب أكثر من الأسباب والحلول.
وقدم عدد من مواطني بحري, مناشدة للمسؤولين للاهتمام بأمر نظافة المحلية وأنها تمثل ضلعا بالعاصمة القومية يجب أن تكون بمستوى عالٍمن النظافة, وأكدوا أنهم يعالجون غياب العربات بإرسال ابنائهم لمناطق طرفية بعيدة لوضع الأوساخ بها بدلاً من الشارع الرئيسي وأمام المنازل, كما شكا البعض منهم من سلوكيات بعض المواطنين الذين يقومون بحرق الأوساخ في الشارع العام للتخلص منها, الأمر الذي يعود عليهم بالأضرار الصحية, مناشدين المواطنين للتخلص منها بطريقة غير مؤذية وصحيحة, وآخرون شكوا من عدم مرور عربات النظافة على جميع الأحياء خاصة الداخلية بالولاية, مَا يدفع الكثير من المواطنين بوضع تلك الأوساخ على مصارف المياه.
تقصير
بينما أكدت إحدى لجان المقاومة أن هناك تقصيراً في العمل إضافةً إلى نواقص في العربات وأخرى في مراكز الصيانة ولم تعد إلى العمل حتى الآن, الأمر الذي جلب كل تلك الفوضى بالطرق والشوارع والأحياء الراقية والشعبية بالمحلية.
تحذير بيئي
بينما حذّر مشرف الصحة فضّل عدم ذكر اسمه من الأوضاع والتلوث البيئي الذي سينتج من عدم التخلص من تلك الأوساخ ووضعها داخل الأحياء, قائلاً: لا بد من التخلُّص منها بالطريقة الصحيحة والعلمية بجمعها ونقلها إلى الأماكن المخصصة للتخلص منها لحماية المواطن من الكثير التلوث البيئي والبصري لتفادي الأضرار بالصحة, لافتاً إلى الأضرار الناجمة عن حرق الأوساخ بالأحياء أهمها الأمراض الصدرية والمزمنة وتأثير تلك الروائح عن إنسان المنطقة وفي التنفس, مناشدا الاهتمام بمسألة الأوساخ والنظافة بالمنطقة والولاية عموماً, إلى جانب توفير الآليات والعمال بما في ذلك إصلاح الرواتب.
أرقام وإحصائيات
وحول ذات المسألة, استطلعت “الصيحة” عدداً من العاملين بهئية نظافة محلية بحري حول الوضع العام, فقالوا إن الوضع كما يرى الجميع سيئ, وان أمر النظافة لابد أن يكون من اهتمامات الجميع وهي مسؤولية مشتركة للدولة والمؤسسات والمحلية والمواطن نفسه, كما اوضح مدير هيئة نظافة محلية بحري محمد شيخ الدين شنكل أن عملية النظافة مسألة تحتاج لبذل الكثير والكثير, ولا بد أن تكون مشتركة بين الجميع وليس عامل النظافة فقط, مشيرا إلى أن المحلية تعمل في ظل العجز ونواقص الآليات وأدوات العمل قائلاً إن الوضع العام بالمحلية ليس سيئاً كما يقولون فالضغط عالٍ جداً علينا, حيث إننا نستهدف حوالي 249 حياً بداخل المحلية وأطرافها و76,162 منزلاً, و131 شارعاً ريئسياً وداخلياً, وثلاثة أسواق كبرى, و25 سوقاً صغيراً, وو111 مصرفاً, وحوالي 42 داراً للعلاج “حكومي وخاص”، إلى جانب المؤسسات والمدارس ودور العبادة, حيث أن المحلية تفرز حوالي 600 طن من النفايات يومياً.
فيما تقوم المحلية بنقل معدل 400 – 500 طن نسبة لعجز العربات والعُمّال وعدم قدرتهم على استيعاب كل النفايات بالمحلية.
زيادة الأزمة
وقال محمد الشيخ, ان الأحداث الأخيرة بسبب المظاهرات وحالة الطوارئ التي فرضت زادت الأمر سوءاً فأثرت تأثيراً كبيراً في العمل وادائه, الأمر الذي قاد لتكدس النفايات بأرصفة الطروقات الرئيسية والأحياء, وان المتظاهرين أنفسهم قاموا بجلب المزيد من النفايات وحرق استخدام أعمدة وفروع الأشجار وحرق الأوساخ وسط الشوراع, فكان معظم العمل بالشوارع, ولكن عادت العربات للعمل مرة أخرى بالأحياء, لافتاً أن المسألة تحتاج إلى حلول جذرية قائلاً إن برنامج نقل النفايات والمرور بالمنزل أمرٌ مُكلفٌ جداً في ظل ارتفاع الوقود وارتفاع أسعار اسبيرات العربات, لذا لا بد من تغيير البرنامج باستخدام الحاويات ووضعها بالأحياء وفي أماكن ثابتة ومعروف لدى المواطن ومن ثم نقلها عند الامتلاء للمحطات المحددة وسيكون الأمر أكثر انسحاباً وسهولة إذا انشأت الولاية محطات وسيطه مساعدة للمحطة الرئيسية لتكون أكثر قرباً من العربات ويتم القيام بعدد أكبر من رحلات النقل, مشيراً إلى أن أهم المشاكل التي تواجه المحلية قلة العربات المتخصصة للعمل ونوعيتها إذ يجب جلب عربات أكثر حداثةً لتتمكن من العمل بفاعلية أكثر وسرعةً عالية, مناشداً المواطنين أنفسهم للاهتمام بالنظافة وترك الأساليب غير الصحيحة, قائلاً إن سلوكيات المواطن تهدم العمل, فهي غير متحضرة خاصةً عند رمي النفايات.