كلام في الفن .. كلام في الفن
هاجر كباشي:
صحيحٌ إنّ الوسط الغنائي السوداني يعاني شحاً بائناً من حيث الأصوات النسائية .. وهناك اتهام عريض بأن الوسط الغنائي فشل في إنجاب فنانة بقامة وقدرات الفنانة المعتزلة حنان النيل .. ولكن في زحمة تلك الاتهامات يجب علينا أن لا ننسى فنانة مهولة بقدرات المبدعة (هاجر كباشي) فهي تمتلك قدرات غير عادية ولها صوت نادر لا يتوافر عند بنات جيلها.
الحلنقي:
العدد المهول من القصائد الغنائية التي كتبها الحلنقي يؤكد أنه شاعر بحساب القيمة الفعلية للشعر.. وقصائده المُنتشرة في كل الحناجر تنافي نظرية (العدد) التي تنتفي منها الجودة أحياناً.. ولعل خلود الحلنقي كشاعر يكمن في المُمازجة ما بين نظرية (الكم والكيف).. ولعله يمثل حالة نادرة من الإجماع عند شعب لا يعرف أهله الإجماع والاتفاق على شخصية محددة.
عبد الرحمن مكاوي:
يعتبر الشاعر الراحل عبد الرحمن مكاوي من شعراء الزمن الجميل .. وقصائده المغناة حفظناها عن ظهر قلب ومنها من شقى الأيام ، أحلى منك، عمرالهنا وعيشة الشقا.. التي كان يترنّم بها الفنان الكبير حمد الريح وغيرها من الأغنيات الجميلة التي كرّست لشاعريته وبساطته في المفردة وقدرته على تصوير الواقع بفردة محتشدة بالجمال الدافق .. كل أغنيه عنده تحكي أصالة المفردة وجزالتها.
عادل الباز:
كنت وما زلت أقول بأن الأستاذ عادل الباز عبارة عن جامعة صحفية ومن فاته التتلمذ على يديه فقد فاته الكثير.. فهو صحفي مبدع وخلاق وقادر على أن يصنع الدهشة والفكرة المختلفة.. ولعلي كنت من المحظوظين الذين وجدوا حظهم من العمل معه في جريدة الأحداث (رد الله غربتها), فلقد كان أستاذنا عادل الباز هو الأيقونة التي تحرك فينا الإبداع والجمال.
هيثم كابو شاعراً:
دشّن قبل أيام الإعلامي هيثم كابو أغنية توعوية لمحاربة فيروس كورونا.. كابو استلهم من التراث الغنائي القديم أغنية (الليمون) التي كانت تتغنى بها الفنانة عائشة الفلاتية ونسج كلمات جديدة على نسق اللحن وذلك رفقة الموسيقار عثمان محيي الدين الذي قام بالتنفيذ الموسيقي بكل براعة، الفكرة كانت ناجحة وجيدة وفيها ابتكار يظهر المواهب الشعرية الخافية لدى الصحفي هيثم كابو الذي يقرض الشعر سراً ولعله اختص الفنان وليد زاكي الدين بواحدة من قصائده الغنائية ولكنها لم تر النور حتى الآن.