مواكب 30 نوفمبر.. حمدوك تحت الضغط!! الشرطة تتعامل بعُنف وتعتقل عدداً من الثُّوّار
رصد: محجوب عثمان 1ديسمبر2021م
خرج عشرات آلاف من المتظاهرين في مسيرات بالخرطوم، أمس الثلاثاء، وفقاً لدعوة لجان المقاومة والحرية والتغيير لمليونية 30 نوفمبر رفضاً للاتفاق السياسي الموقع بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ورئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك، ومطالبة بالحكم المدني الذي ظل أحد أهداف ثورة ديسمبر منذ تفجُّرها في ديسمبر 2018م.
وبالمُقابل, انتشرت قوات أمنية قوامها وحدات الشرطة المختلفة منذ الصباح بشارع القصر الذي دعت لجان المقاومة في وقت متأخر أمس الاول تسيير المواكب نحوه, من عدد من نقاط التجمع, راسمةً عدة مسارات تقود كلها نحو الشارع المؤدي نحو القصر الجمهوري, وكانت غالبية سيارات الشرطة مُسلّحة بقاذفات قنابل الغاز المسيل للدموع، والدروع والهراوات, بينما ارتدى معظم أفراد القوات سترات واقية ضد الرصاص.
بداية المُواجهات
تزامن وصول موكب باشدار المتّجه من جنوب الخرطوم عبر شارع بيويوكوان نحو القصر الجمهوري عند معمل استاك, مع وصول موكب جاكسون المتّجه غرباً عبر شارع السيد عبد الرحمن الى صينية القندول ليلتقي الموكبان عند تقاطع فندق مريديان, وعندها بدأت الشرطة باطلاق الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية بكثافة, ما اجبر المتظاهرين على التفرق في الشوارع الجانبية ليتخذ عدد كبير منهم شارع السيد عبد الرحمن شرق وغرب شارع القصر موضعاً, بينما وصل آلاف الثوار لشارع البلدية الذي شهد تعاملاً عنيفاً من الشرطة التي ظلت لساعات تطلق القنابل الصوتية والرصاص المطاطي وقنابل الغاز المُسيّل للدموع, ما رتّب إصابات عديدة وسط الثوار المتمركزين بالقرب من برج التضامن بشارع البلدية.
مشاركة قيادات
شارك في مليونية 30 نوفمبر عدد من قيادات قوى إعلان الحرية والتغيير الذين تم الإفراج عنهم مؤخراً، بعد اعتقال دام لأكثر من شهر، بينهم عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني وخالد عمر يوسف القيادي بالحزب ووزير شؤون مجلس الوزراء بالحكومة المنحلة، ووجدي صالح عضو لجنة إزالة التمكين المجمدة الذي حمله الثوار على الأعناق وظلوا يرددون قولته المشهورة “صامولة صامولة”.
أهداف وضغط
عدد من الثوار استطلعتهم “الصيحة”، اشاروا الى انهم يخرجون للتعبير عن رأيهم برفض د. عبد الله حمدوك وإرسال رسالة له مفادها انه لم يعد ملهماً للثوار أو معبراً عنهم, وقال د. حسن احمد عبد الرحمن لـ(الصيحة) انه خرج رغم ان عمره يبلغ 48 عاماً للتعبير عن رأيه في ان ثورة ديسمبر تم اختطافها, وانها لم تعد تعبر عن الشعب السوداني الذي أزال أعتى ديكتاتور في التاريخ دافعاً الدماء ثمناً لذلك, فيما اعتبرت مروة الأمين أن حمدوك أصبح لا يعبر عن الثوار, وقالت لـ(الصيحة) انها ظلت تخرج في كل المواكب ولم يكن حلمها أن ينكص حمدوك عن وعده للثوار, لذا فإنها تخرج الآن ضده.
تتريس الشوارع
ومع كثافة إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع, انتهج الثوار طريق اغلاق الشوارع بالمتاريس لمنع عربات الشرطة من الوصول إليهم, وشهد شارع القصر نفسه وضع متاريس في مواضع مختلفة, بينما تم تتريس المنطقة حول صينية القندول وشارع البلدية وجميع الشوارع الجانبية في وسط الخرطوم, ونجحت الطريقة الى حد ما في الحد من وصول قوات الشرطة التي دفعت بتعزيزات من قواتها ونوّعت سياراتها ما بين “التاتشر” والمدرعة” والشاحنات “الدفارات”.
إصابة ثوار
رصدت (الصيحة) إصابة عدد من القوات, بينهم ثائر أصيب برصاصة في رأسه, بينما أصيب أكثر من أربعة آخرين بعبوات الغاز المُسيل للدموع أصابت عبوة أحدهم إصابة مباشرة في وجهه أدت لتهشيم أسنانه وكسر فكه الأسفل, بينما أصيب آخر في رأسه وثالث في قدمه وأصابت عبوة جبين ثائر رابع أدخلته في غيبوبة لوقت قصير، وأصيب ثائر ببتر في أصابع يده اليمنى عندما حاول إبعاد عبوة فانفجرت في يده، وقال تقرير أولي صادر عن لجنة الميدان التابعة للجنة الأطباء المركزية, إنّ 9 ثوار أصيبوا بالقرب من صينية القندول وتم نقلهم إلى المستشفى.
عنف واعتقالات
استمرت المواجهات بين الشرطة والثوار لنحو 4 ساعات, استطاعت بعدها الشرطة أن تزيل عدداً من المتاريس, وأن تصل إلى الثوار في شارع البلدية لتبدأ عمليات مُطاردة للثوار إلى بعض الشوارع, نتج عنها ضرب المتظاهرين بالهراوات واعتقال الشرطة لعددٍ كبيرٍ منهم وممارسة العنف الزائد وضربهم.