آمال عباس تكتب : وقفات مهمة الثــــــــــــــــــــــــــــوري الحقيقي
1ديسمبر2021م
في لقائه ذاك العظيم وفي مخاطبته لجماهير شعبنا أثناء رحلته الأكثر عظمة.. وقف معنا قائد الثورة عند الكثير من قضايا وهموم مسيرتنا الظافرة بإذن الله وبعزمنا وبجديتنا.. فما كل ثوري بثوري وما كل ما يسمى بثورة هي ثورة.. ففي الواقع تتضارب التسميات وتختلف ولكن المسمى واحد, بل يجب أن يكون واحداً.. فالثورة واحدة والثوري واحد.. والنظريات مهما اكتملت فهي رمادية والواقع أخضر تزداد خُضرته وتثمر كلما أضفنا أسلوباً جديداً من الممارسة الجادة في حل مشاكل عصرنا وقضايانا.
إذن نحن في كل مواقعنا وبمختلف مفاهيمنا علينا في هذه المرحلة من مسيرة ثورتنا وهي تمر بمختلف الزوايا والمنعطفات وفي وقفاتنا معها عند ذكرى الكثير من الأحداث العنيفة التي تعرضت لها علينا في هذه اللحظة أن نقف وبهدوء لنؤكد أن ثورة مايو عام 69 ثورة بجميع المقاييس العلمية المتفق عليها حتى الآن.. وإن الظروف السياسية والاجتماعية التي سبقت قيام الثورة.. تمثل في مجموعها أزمة في الحكم وعزوف الجماهير عن ذاك الحكم.. ونحن عندما نؤكد ذلك لا نؤكده لأنفسنا بالطبع وإنما نؤكده ونؤرق به الذين يتعامون عن هذه الحقيقة..
- من الذي يصفع الثورات؟
- هل يمكن تصديرها أو استيرادها؟
- ما صلة الثورة بالإنسان والتاريخ والحياة؟
- أهي ثورة لأجل الثورة أم ثورة لأجل الإنسان؟
- ومتى يكون المرء ثورياً حقاً.. ومتى يكون الثوري غير ثوري؟
كل هذه الأسئلة وسواها أسئلة كثيرة وعادلة يفرضها منطق جديتنا في المسيرة نحو الغد الأفضل.. والمقصود بالثورة.. الحدث الذي يؤدي إلى تغيير جذري يستهدف مصلحة الانسان.. وثورتنا ثورة اشتراكية أتت لتحرر الانسان السوداني من الاستغلال, ولتقيم حكماً بيد الشعب بيد قواه المنتجة “تحالف قِوى الشعب العاملة” والثورة كما قال الرئيس ليست غاية في حد ذاتها وإلا تحوّلت الى شهوة حكم.. وإنما هي وسيلة لغاية سامية.. هي تقدم الإنسان والعمل على إحراز مستقبل أفضل.. وحين تبدأ الثورة بالعمل يبدأ أعداؤها العمل أيضاً.. وللثورة فكرها وبرامجها وخط سيرها وأدواتها المُختلفة في جميع ميادين الحياة.. في الدين, في الأدب, في الفن, في الرياضة وفي الفكر السياسي.. وقد لا يكتمل المفهوم الثوري في احدى هذه المجالات, وهذا وارد, ولكن أعداء الثورة يلجأون لاستخدام السلبيات الناتجة عن حيوية الحركة.. وبالرغم من هذا لا يستسلمون لأن الثورة منطقية “منطق الحق.. ولأنها عادلة ومشروعة”.
أعداء الثورة يُقاومونها بكل صورة وكل شكل يُقاومونها من الخارج ويُقاومونها من الداخل, فهنالك المتسللون الى صفوف الثوار وهناك المتبرقعون بأقنعة الثورة.. وإذا تصورنا غير ذلك نكون من السذاجة بمكان.. ونحن في ثورة مايو نقول تستطيع الثورة أن تدحر أعداءها على صعيد في الداخل والخارج.. وهذا لا يعني الدحر بالكلام وبالإجراءات التي قد تكون عاملاً مساعداً ولكن ليست كل شيء.. والمقصود هو تصفية الأعداء من أهم معاقلهم.. وتعرية أساليبهم تعرية كاملة.. وذلك لا يتم إلا بتسليم السلطة كاملة.. فالجماهير دائماً نقية وطاهرة وتعرف مصلحتها جيداً.. ومدة غفلتها لا تطول في الغالب الأعم.. والجماهير تستلم السُّلطة حين يتم بناء الاتحاد الاشتراكي.. من مُستوى الوحدة وأثناء عملية البناء هذه يجب أن نكون يقظين مراقبين وهذا لا يعني دعوة لاحتكارية العمل السياسي.. ولا دعوة الثورة للثورة وإنما يعني المرونة والتمييز والرؤية.. إن الانتهازيين والمُنتفعين والمتسللين وذوي الحنين الى الماضي يُشكِّلون خطورة كبيرة في مسار الثورة.. ففي أول بادرة لنشوء المصاعب وهذه المصاعب لا بد منها يتحوّلون وبسرعة للجانب الآخر ويقفون موقف الشامتين.
فالثورة للشعب ومنه انطلقت.. ولمصالحه هدفت.. ولا يمكن لكل الشعب أن يكون قادة الثورة الحقيقيين, فالثورة لكل الناس ولكن بالقطع ليست بكل الناس..
قلت كل هذا لنقوم بواجباتنا خلال انتخابات الاتحاد الاشتراكي من مُستوى الوحدة الأساسية إلى المؤتمر العام.. فانتصار الثورة القاطع ضد أعدائها يعني تنفيذ ميثاق العمل الوطني والميثاق لا ينفذه إلا الاتحاد الاشتراكي.
فالثوري الحقيقي هو الذي يمتاز بوضوح الرؤية ويؤمن بحتمية الحل الاشتراكي.. وهو الذي يدرك الجوهر ويميز الثانوي من الأساسي.. ويعرف العدو من الصديق, الذي لا تبهره الألفاظ ولا تخدعه المناورات.. الذي يظل يقظاً أبداً.. المتسلح بالمرونة وبُعد النظر.. هذه صورة الثوري الحقيقي التي يجب أن تبحث عنها ونحن ندلي بأصواتنا لانتخابات اللجان القائدة.. للاتحاد الاشتراكي ويوم يكتمل بناء تنظيمنا السياسي سوف لا نحتاج لكثير من الكلام لأننا سنكون في العمل غارقين.
- من التراث
في دراسة صادرة من شُعبة أبحاث السودان بجامعة الخرطوم أعدّها عبد الله علي إبراهيم وأحمد عبد الرحيم والدراسة باسم من أدب الرباطاب الشعبي ورد الآتي: سليمان أبو حجل وعبد الله ود سعد:
زمن المهدية الناس تعبو من الحالة.. يعني المهدية حصلت فوقها حاجات بطالة.. فحاول عبد الله ود سعد بأن يعمل انقلاب يعصي الدولة يعني زمان.. بعدين سليمان أبو حجل وافقه واستعد بعدين دقر شاوي أبو حجل وكان صاحب رأي وليه مكانة سمع قال أنا عندي اتفاق مع عبد الله ود سعد وعايزين نعصي الدولة لأننا تعبانين وعايزين نحصر باقي ناسنا ديل.. فقالوا يا سليمان انت مُش عادل ابداً عبد الله ود سعد بيكاتل وانت بتكاتل ودي دولة.. ديش محمود ود أحمد فيهو ستة وثلاثين ألف ومسلح أحسن أسلحة.
بعدين الناس ديل بيكاتلوكم لأنكم ما عندكم القدرة.. الجعليين ناس عامرين كتار ببتقوا لكن الرباطاب كان حشيتوهم تاني ما ببتقوا بعدين سليمان رجع دقرشاوي خاف الخبر دا يتسرب ويروح للخليفة عبد الله ساق اخوهو وراح كلم الخليفة عبد الله فالخليفة مسكو وسجنو لغاية ما الجيش جه فكاهو..
مربع شعر:
الشاعر الشعبي يهجو أحد معارفه هجاءً عنيفاً ويقول:
مما قمت يا مسيخة قاصر أدبك
والذوق والظرف جربتيه كله وغلبك
كان أدّاك لي دلال روح جلبك
ما بتجيبي قرشين والعجب كان سلبك
مقطع شعر:
من ديوان القلب الأخضر للشاعر تاج السر الحسن ومن قصيدته “أغنية آسيا وأفريقيا” إليكم هذا المقطع:
مصر يا أخت بلادي يا شقيقةْ
يا رياضاً عذبة النبع وريقة..
يا حقيقة..
مصر يا أم جمال.. أم صابرْ
ملء روحي أنت يا أخت بلادي
سوف نجتث من الوادي الأعادي
فلقد مدّت لنا الأيدي الصديقة
وجه غاندي وصدى الهند العميقةْ
صوت طاغور المغني
بجناحين من الشعر على روضةِ فنِّ
يا دمشق..
كلنا في الفجر والآمال شرق
من أمثالنا:
الحقيقة ضل والضُل ما بندفن