تقرير: حسن حامد 29 نوفمبر 2021م
عَلى بُعد (٩٥) كليو متراً شمال مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور، وعلى طريق نيالا – الفاشر تقع منطقة (أبو حمرة) التى تتبع إدارياً لمحلية (مرشنج) وهى منطقة حدودية بين ولايتي جنوب وشمال دارفور.
هذه المنطقة تمتاز بأراض زراعية خصبة وبها مشروع أبو حمرة الزراعي الشهير, الذي كان يغذي العديد من الأسواق بالولايات المختلفة بالمحاصيل الزراعية قبل انهيار هذا المشروع وذهاب آلياته إلى شمال دارفور وهو ضمن المشاريع الزراعية الكبيرة المعروفة بدارفور كمشروع (جبل مرة)، (أم عجاجة) و(غزالة جاوزت) وغيرها من المشاريع الكبيرة.
عقب اندلاع الحرب في دارفور, أجبر العديد من سكان (أبو حمرة) والمناطق المجاورة لها الفرار نحو معسكرات النزوح, والبعض الآخر احتمى بالجبال لحماية أنفسهم حيث استمرت معاناتهم منذ تلك الفترة وحتى يومنا هذا بفقدهم للخدمات الضرورية ومقومات العيش الكريم.
ولعل بعد استقرار الأوضاع الأمنية في دارفور ووفقاً لاتفاقية السلام التي تمت وآخرها اتفاق جوبا لسلام السودان, بدأت الحياة تعود رويدا رويدا إلى أهالي (أبو حمرة) الذين ظلوا ينشدون ويناشدون بتوفير مصادر لمياه الشرب بالموقع الرئيسي للمنطقة المحاذية للطريق القومي (نيالا – الفاشر) ويأملون أن تكون قرية نموذجية تتكامل فيها الخدمات التي تحفز الجميع بالعودة والاستقرار في المنطقة لإعادة الحياة لمشروع أبو حمرة الزراعي الذي سينهي معاناة السنين.
وقد وجدت مناشدات الأهالي الاستجابة من السلطات المختصة فيما يتعلق بقضية العطش, فبدأت حكومة محلية (مرشنج) بالتعاون مع مشروع المياه والإصحاح بالولاية في إنشاء محطة المياه ومن قبلها أقامت وزارة الصحة بالولاية مركزاً لصحة الأسرة ضمن مشروعات التغطية الشاملة, لكنه بلا معدات وأثاثات, وكذلك الكوادر المقدمة للخدمة عَلاوةً على وضع حجر الأساس لمركز تنمية المرأة بعد تبرع حاكم الإقليم مني أركو مناوي للأهالي بمبالغ مالية للبدء في هذا المركز.
مُعاناة العطش
تصدّرت قضايا المواطنين ومعاناتهم مع العطش, مشهد زيارة والي جنوب دارفور المكلف حامد التجاني هنون لمنطقة (أبو حمرة) قبل يومين, حيث كان التدافع الكبير من الأهالي الذين خرجوا من الجبال الى الموقع الجديد الذي يخلو من الخدمات لإيصال رسالة مفادها أنقذونا من معاناة السنين.
وفي حفل الاستقبال الذي نظم للوالي, قال عمدة أبو حمرة عبد الماجد عثمان النور إن أكثر من (١٥) ألف نسمة من السكان يواجهون ظروفاً قاسية نتيجةً لانعدام المياه واضطرارهم لجلبها من أماكن بعيدة بحوالي (٢٠) كيلو متراً وفي الصيف يضطر البعض لهجران المنطقة تمامًا,
وأثنى العمدة على جهود محلية (مرشنج) وبداية مشروع المياه, مطالبا والي الولاية بضرورة الإسراع في تكملة المشروع لإنهاء تلك المعاناة بجانب افتتاح المركز الصحي وتوفير الكادر والمعدات, وأضاف أن الأطفال مهددون بالفاقد التربوي ولا بد من إنشاء مراكز صديقة للأطفال حتى يتمكّنوا من اللحاق بمدارس الأساس, وزاد (أبناؤنا في مدارس الأساس يفترشون الأرض تحت الفصول المشيدة بالمواد القشية ونناشد بإصلاحها), كما طالب الحكومة بالنظر في معالجة البطالة وسط الشباب وعودة آليات مشروع أبو حمرة الزراعي, وجدد العمدة عبد الماجد إنابة عن مواطني المنطقة العهد والالتزام بسلام جوبا وإسناده, بجانب التأكيد على تأييد ودعم قرارات القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان والترحيب بعودة رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك, وطالب العمدة عبد الماجد حكومة الولاية بوضع حدٍّ لحوادث النهب المسلح بطريق نيالا – الفاشر وتوفير قوات مشتركة لحماية ما تبقى من موسم الحصاد.
نداء المحلية
في السياق, تحدث المدير التنفيذي لمحلية (مرشنج) صلاح الدين أحمد الموج عن ان محليته جادت بدراسة مشروع مياه أبو حمرة ودفع القسط الأول للمشروع الذي يجرى العمل في تنفيذه, مُقرّاً بعدم قدرة محليته إكمال المشروع حتى مراحله النهائية, مطالبا الوالي بإسنادهم ليرى النور قريباً, في إشارة إلى أن المنطقة كبيرة ويُعاني أهلها من انعدام المياه ويجلبونها من مواقع بعيدة, وأضاف الموج أن متبقي القسط لإكمال البئر في حدود ستة ملايين جنيه بالإضافة لتركيب الصهريج في حدود (٣٢) مليون جنيه وهو كبيرٌ على المحلية والمواطنين املاً المساندة في ذلك.
الأمن أساس التنمية والخدمات
إلى ذلك, أكد الوالي اهتمام حكومته بعودة مشروع أبو حمرة الزراعي وتزويده بالآليات الحديثة حتى يعود لدائرة الإنتاج ودعم الاقتصاد, وأضاف: (لحين ذلك يجب على الشباب عمل جمعيات زراعية يتم دعمها بالآليات عبر وزارة الزراعة حتى نسهم فى مُعالجة البطالة).
وفيما يخص القضايا الأمنية, كشف الوالي عن الدفع بقوات أمنية ستظل مرابطة للتأمين بطريق نيالا – الفاشر وحسم ظواهر النهب المسلح بجانب تأمين الحصاد.