الخرطوم: صلاح مختار 29 نوفمبر 2021م
صُورة رسمها الناطق الرسمي للدعم السريع, بجانب قائد العمليات فيها لمعركة تجسّدت في منطقة (الشفرليت) الواقعة في صحراء العتمور على الحدود السودانية مع مصر وليبيا, تجسِّد بطولة الجندي السوداني استشهد فيها نقيب في قوات الدعم السريع عندما أراد النقيب إيقاف تقدم إحدى العصابات والمجموعات المسلحة التي استخدمت كل الأسلحة بما فيها الصواريخ لم يخف العدد ولا العتاد, القائد وهو يواجه معركة غير متكافئة فكان شعاره (النصر أو الشهادة) فتقدم بعربته بكل قوة واندفع نحو المركبة التي كانت تطلق وابلا من الرصاص تجاههم فاصطدم بها، مما أدى الى استشهاده، ولكن في نفس الوقت قُتل كل من كان بعربة الجماعة المسلحة وأسكت صوت الرصاص.
محور اللقاء
بسالة النقيب كان محور التنوير الإعلامي الذي اقامته قوات الدعم السريع حول احداث قاعدة (الشفرليت) المتقدمة التي تقع على الحدود مع مصر وليبيا, يقول الناطق الرسمي باسم الدعم السريع العميد جمال جمعة: تم إنشاء القاعدة في 2020, منذ ذلك الوقت تم ضبط كميات كبيرة من الذخائر, بجانب كمية ضخمة من الأسلحة, وقال: المنطقة لا يعيش فيها أي بشر ولا يوجد بها لا ماء ولا حياة, وأشار إلى المصاعب التي يواجهها القوات في المنطقة التي تقع غربي دنقلا على بُعد (650) كيلو في قلب الصحراء, وأضاف في يوم 26 يوليو الماضي من العام الجاري, اشتبكت قوات الدعم السريع مع الجماعات المسلحة وبعد مُطاردة ألقت القبض على (69) من المهربين والاستيلاء على (2) عربة ماركة تندره و(37) بندقية كلاش مُخبأة في صناديق سجائر، وفي يوم 25 نوفمبر بعد مُطاردة في الصحراء تم ضبط عربة و(30) قطعة سلاح, بجانب الاستيلاء على (5) عربات, غير أنه قال بعد ذلك ظهر عدد من المركبات التي تتبع للجماعات المسلحة أمام عربتين تتبعان للدعم السريع, ونسبةً للعدد الكبير استخدمت فيها الجماعات المسلحة الأسلحة الثقيلة والعِدد الكبيرة, حيث استشهد نقيب من الدعم السريع الذي فجّر عربته في مواجهة إحدى المركبات التي تحمل رشاش دوشكا لإسكاته, واصدمت العربتان وقُتل جميع القوات, وأكد أن قوات الدعم السريع استطاعت السيطرة على المعركة بعد الدعم الذي وصل بعربة ثالثة, مؤكداً احتساب أحد ضابط برتبة النقيب و(2) من الأفراد وتدمير عربة واحدة وأخرى معطلة, فيما قُتل من الجماعات (8) أفراد وعدد من الجرحى وتدمير (2) وتمكّنت عربة من الهرب.
أنشطة سالبة
وأكد قائد عمليات الدعم السريع اللواء عثمان محمد حامد, أنهم في إطار المهام الموكلة بها قوات الدعم السريع، ظلوا يعملون في المنطقة الحدودية التي تقع بين السودان وليبيا وتشاد وتنشط فيها عمليات التهريب وتجار البشر والسلاح والمخدرات. وقال منذ عام 2015 بدأت عمليات مكافحة الجماعات المسلحة والجريمة المنظمة وتجارة البشر وتجارة السلاح والمخدرات, وقال في عام 2019 تمت تهيئة المسرح لتكون قاعدة باسم (شفرليت) التي تقع على بُعد (640) كيلو غربي ليبيا في داخل السودان, والتي أدّت للحد من تلك الأنشطة السالبة, مبيناً أن قوات الدعم السريع تعمل بإمكانيات محدودة تجعل جماعات الجريمة المنتظمة في بعض المرات تتفوق عليها, وأكد احتساب عدد من الشهداء وخسائر خلال عمليات المُطاردة والاشتباك مع جماعات التهريب, وكشف أن بالمنطقة تنشط جماعات التبو الليبية المسلحة, بجانب الجماعات المسلحة السودانية والتشادية في التهريب بالإضافة الى نشاط الجماعات الإرهابية.
سيولة أمنية
لفت حامد إلى أن قاعدة (شفرليت) التي تقع على الحدود السودانية مع مصر وليبيا تغطيها قوات الدعم السريع, بجانب القوات النظامية الأخرى في مكافحة تهريب البشر والمخدرات والجريمة العابرة. بجانب الجماعات المسلحة ومشاركتها في عمليات الإنقاذ, وكشف عن إيقاف وإرجاع أكثر من (7500) عربة غير مقننة الى الحدود, بالاضافة الى مُحاولة (55) منها الهرب, ولكن تسلمتها الشرطة, واكد ان قوات الدعم السريع تعرّضت لكمين في المنطقة يوم 17 يوليو من العام الجاري واستطاعت تدمير عربة واحدة للمتفلتين و2 محملتين بالدوشكا, وقال في يوم 26 يوليو تعرض طوف إداري لكمين, حيث تم الاستيلاء على عربتين والقبض على (16) متفلتاً واحباط تهريب (260) بندقية كلاش و(100) كرتونة سجائر, ورأى ان السيولة الأمنية بدول الجوار تقود إلى عملية التهريب, مشيراً إلى تطور عمل الجماعات.
تأثير خارجي
وذكر حامد أن الأحداث التي تقع في غرب افريقيا تؤثر على المشهد في السودان من خلال تدفق الجماعات المسلحة, مشيرا للموقع الاستراتيجي لقاعدة (شفرليت) التي تقع في ملتقى طرق التي تربط العابرين إلى مصر أو ليبيا, وأبان أن هَم مكافحة الجماعات المسلحة همٌّ إقليمي ودولي, وان المنطقة تحتاج الى إمكانيات كبيرة من اجل المكافحة, مبيناً أن السودان يحتاج لدعم المجتمع الدولي من اجل الحد من الأنشطة السالبة للجماعات، ولفت الى أن الحدود المفتوحة تُساعد على العبور عبر الدول وتحتاج الى امكانيات كبيرة لمكافحتها, داعيا لتوفير الإمكانيات لمواجهة ذلك, واكد ان وجود القوات في هذه المنطقة كافية للقيام بواجباتها المنوط بها, رغم أنها تحتاج الى دعم الإمكانيات، ونفى أن يكون هنالك تقصيرٌ في واجباتهم تجاه ذلك, واكد ان طبيعة المنطقة المفتوحة تمكن الجماعات المسلحة من التحرك, مبيناً أن قوات الدعم السريع لا تعمل وحدها, وإنما ضمن منظومة القوات المسلحة.
ونفى أن يكون الاتحاد الأوروبي يقدم دعماً للدعم السريع بصورة رسمية, وقال لا يوجد تعاون وانما هنالك مركز, وشدد على ضرورة وجود تعاون معه, وتوقع زيادة في تدفقات المهاجرين الإثيوبيين بسبب الأوضاع فيها, وأكّد أنّ عمليات المكافحة تحتاج الى طائرات وطائرات دون طيار ولادارات ارضية واتصالات ومهابط للطيران.