28نوفمبر2021م
لا يُوجد إنتاجٌ إبداعيٌّ والوظيفة الإخراجية في السودان (أكل عيش)
حوار- عفراء الغالي
حسن مصطفى محمد مُخرجٌ تلفزيونيٌّ, أحب العمل الإخراجي وولج مجال الإخراج في العام 2006, بداياته كانت بدولة الإمارات العربية المتحدة, عمل بعدد من القنوات الفضائية الخارجية والداخلية, كما تقلّد مناصب إدارية بعدد من القنوات الفضائية ومسيرته العملية تنوّعت ما بين الإخراج والإدارة…
“الصيحة” جلست معه في حديث حول الإخراج والعمل الإنتاجي بالبلاد فماذا قال…؟
في البداية حدِّثنا عن المخرج التلفزيوني السوداني؟
المخرج التلفزيوني السوداني هو شخص مُثقّفٌ ومُتجدِّدٌ ومُجتهدٌ, رغم أنّه يعمل بإمكانَات ضعفية جداً مُقارنةً بباقي المخرجين في الخارج ويعمل في ظل ظروف صعبة, إضافةً للوضع الاقتصادي المتدني الذي يحد من العمل الإبداعي والإنتاجي عموماً.
أما بالنسبة للإنتاج يكاد يكون معدوماً تماماً, حيث أصبحت الوظيفة الإخراجية بالسودان (أكل عيش) أكثر من ابتكار وإبداع.
من خلال احتكاكك بالعمل الإداري في القنوات السودانية, هناك ضعفٌ في الإنتاج والمضون الهادف, فما هو سبب هذا الضعف؟
نعم أنا أوافقك تماماً هناك خللٌ في هذا الجانب بالقنوات الفضائية السودانية وهي مشكلة يصعب التغلُّب عليها, حيث يرجع ذلك إلى ضعف الميزانية, لأن إدارة القناة يكون همّها الأول دفع رسوم الأقمار الصناعية ورواتب العاملين أكثر من الاهتمام بالتجويد وأكثر من صناعة الإنتاج وتجويده في مُحتواها البرامجي, ولذلك نرى أن معظم القنوات برامجها مُباشرة وقوالبها تشبه بعضها البعض لا مُحتوى ولا مضمون هادفٌ.
ما رأيك بالمُستوى المهني لدى القنوات الفضائية السودانية؟
المستوى المهني لدى جميع القنوات لا بأس به من حيث الكوادر, ولكن من ناحية الخُطة والمُحتوى البرامجي ليس بالمُستوى المطلوب, وقد يكون هناك العديد من النواقص من أهمها فقد القنوات للحرية والديمقراطية في التقديم والإنتاج والرأي.
فجميع القنوات السودانية وُضعت لها خُطوطٌ وقيودٌ لا يمكن لها أن تتجاوزها, بمعنى أنها مُسيّرة وليست مُخيّرة, وكل ذلك أدّى إلى عدم المصداقية والشفافية في تقديم المُحتوى بشكله الصحيح, الأمر الذي قاد لضعف الإنتاج والأداء, وبالتالي ضعف المُشاهدة, فيما تتّجه مُعظم القنوات لتقديم قالب برامج المنوعات أكثر من القوالب الأخرى, في الوقت الذي يُعد فيه الإعلامي السوداني مصدراً موثوقاً لمعرفة الحقائق لدى القنوات الخارجية, وكل تلك الأسباب دفعت المُشَاهِد السُّوداني لهجرة القنوات الفضائية السُّودانية واللجوء للسوشيال ميديا, لسهولة وصول ما يُقدِّمه للمُتلقِّين, وسُهُولة الحُصُول على الخبر والمعلومة الصَّحيحة بكامل أركانها من صُورةٍ وصَوتٍ.