نجاح المؤسسات بكل ضروبها تجده دائماً مرتبطتاً بالأشخاص الذين يكونوا على دفة القيادة لتلك المؤسسات, وأحياناً يرتبط النجاح بهم فقط لما لهم من تأثير إداري وما يمتلكون من كاريزما التعامل مع الطاقم والضيوف المتعاملين مع تلك المؤسسات وهذه موهبة وفن لا يُجيده كل الناس.
نحن كشعب سوداني يتملّكنا الانطباع الأول في التعامل مع الأفراد والمؤسسات ويترك هذا الانطباع أثره النفسي الكبير مستقبلاً ومن الصعب جداً تغيير هذا الانطباع بسهولة ويسر إن كان سلباً أو إيجاباً.
قبل عام تقريباً, كنت أتجاذب أطراف الحديث مع عمنا الشاعر المرهف (يوسف الأمين) وطلب مني أن أذهب معه إلى (قناة الهلال) بخصوص بثّهم أغنية من أغانيه دون الرجوع إليه وأخذ الإذن ودفع الحقوق المادية بالطبع.
ضربت معه موعدنا للذهاب للقناة وهيّأت نفسي لأكون وسيطاً لتهدئة النفوس لموجة حادة جداً من النقاش بين عمنا الشاعر (يوسف الأمين) ومدير برامج (قناة الهلال).
جاء اليوم المضروب بيننا وذهبت معه إلى (قناة الهلال) وكنا نحتفظ باسم مدير البرامج وهو الأستاذ (عادل الزبير) ولم تكن لي به سابق معرفة لا من قريب ولا من بعيد.
سألنا من مكتب الأستاذ (عادل الزبير) دلنا عليه أحد الشباب ودخلنا مكتب الأستاذ (عادل الزبير) لم نجده بالمكتب, ولكن لم نستعدل جلستنا سرعان مادخل علينا رجل بهي الطلة, سلم علينا بحرارة بينما أخفت ملامح وجهه سؤال باين عن من نكون, فكان الرد من الأستاذ (يوسف الأمين) وسرد له موضوع الأغنية, كان فظاً إلى حد ما توقّعت من أستاذ (عادل الزبير) أن يكون أكثر فظاظة, لكنه امتص حماسه بطريقة احترافية ونقل دفة النقاش بصورة حميمية إلى أحوال المبدعين وواقعهم وطيّب خاطره بكلمات رقيقة وضرب معنا موعداً لنكون ضيوفاً في (حضرة المساء).
عرفت من هذه اللحظة سر النجاح الكبير لـ(قناة الهلال) وأصبحت جاذبة للمشاهد بصورة كبيرة جدًا, لأنه يقف خلف إدارة البرامج الأستاذ (عادل الزبير) مع احترامنا لكل طاقم (قناة الهلال) وإسهاماتهم فى هذا النجاح, إلا أن النجاح يحتاج إلى قائد يعرف كيف يقود فريق العمل ويوزع المهام المناسبة في الوقت المناسب.
تطوّرت علاقتي مع الأستاذ (عادل الزبير) إلى علاقة أقرب للصداقة, فعرفت أنه يضع خُطة مُحكمة لشهر رمضان سيضع من خلالها قناة الهلال في الترتيب الأول على كل القنوات.
أمنياتي له ولقناة الهلال مزيداً من التقدم والنجاح.
مع كامل مريخيتي.