مُخيّمات الرُّحّل في شرق دارفور.. زرع الأمل في نفوس المحرومين
تقرير/ الصندلي
ظلت شريحة الرُّحّل من شرائح المجتمع المنسية على مدى حقب زمنية من عمر السودان، ولعل المعاناة مازالت رفيقتهم الحميمة، بجانب انعدام الخدمات الأساسية، صحة، تعليم ومياه, فضلاً عن التعدي والتضييق على مساراتهم (المراحيل) من قبل المزارعين الذين زرعوا كل فجة تخص الرُّحّل والرعاة حتى خشوم الرهود، عطفاً عن النزل والصواني وتوسّعت مزارعهم على حساب المراعي، هذا في ظل الزراعة التقليدية وتفاقم الأمر بعد استخدام الآليات الهندسية الخاصة بالزراعة “الميكنة الزراعية” وتُعد شرق دارفور من أبرز مناطق الرُّحّل, ويُعاني الرُّحّل معاناة مستمرة دون أن تجد الاهتمام بمناطق المصيف والمخرف خلال رحلتي “الظعن والمواطاة” (المنشاق) و(المصيف), على الرغم من المطالبات المتكررة من مثقفي ومستنيري الرُّحّل للحكومات بإعادة النظر في هذا القطاع ولكن دون جدوى، جاءت تجرية المخيمات ضمن أفكار نقل الخدمات لمناطق الحاجة والمعاناة لتخفيف البؤس الذي ظل يخيم على راهن الحال الذي يكفي عن مليون سؤال! فتجمعت ذات الصلة بالخدمات فولدت “إبداعات الحكومات”, المخيمات التي تأتي بالتزامن مع رحلتي المنشاق في بداية موسم الخريف، والمواطاة في نهاية رحلة الخريف، واحدة من الولايات التي حققت قبولاً نوعا ما في تقديم خدمات لشريحة غنيّة ظلّت تبحث عن حاكم عادل يعطيها حقها كغيرها من شرائح المواطنين بالدولة السودانية، سلسلة من المُخيّمات نظمتها الزكاة وشركاؤها مستهدفة كل مناطق الرُّحّل ضمنها مُخيّم أم (ديدان) الذي انطلق مؤخراً بتنظيم من أمانة الزكاة بشرق دارفور بالتعاون مع وزارتي الصحة والتنمية الاجتماعية والإنتاج والموارد الاقتصادية والسجل المدني والتأمين الصحي فرع الولاية. ويحتوي المخيم على خدمات بيطرية واستخراج الرقم الوطني والبطاقة العلاجية من قبل التأمين الصحي، عطفاً عن خدمات صحية للإنسان، بجانب تسليم مشروعات إنتاجية للرُّحّل, حيث رصدت (الصيحة) عددا من كلمات انطلاق المخيم وسط حضور رسمي وشعبي.
وخاطب والي شرق دارفور المكلف إسماعيل آدم عبد الله, الرُّحّل بالمنطقة وطالبهم الوقوف خلف القيادة لتحقيق التحوُّل الديمقراطي, في إشارة من لقرارات القائد العام للقوات المسلحة في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي, ودعا إسماعيل المواطنين بضرورة الالتزام بالاشتراطات والإرشادات الصحية الصادرة من وزارة الصحة للحد من انتشار جائحة “كورونا”، في ذات الوقت استجاب الوالي المكلف لمطالب أهالي المنطقة من خلال توجيهاته للمدير التنفيذي بتشكيل لجنة لمتابعة المطالب مع حكومة الولاية لمعالجة الصعاب والتحديات الماثلة التي تواجه المنطقة, وشدد على ضرورة استفادة الرُّحّل من الدارسات العلمية ومراكز البحوث لتطوير القطاع الحيواني الذي بدوره ينعكس إيجاباً على رفع المستوى المعيشي وزيادة الدخل القومي بالبلاد, لافتاً إلى تعاون المجتمع مع الأجهزة الأمنية في حفظ الأمن باعتبار الأمن مسؤولية الجميع .
كما عبّر عددٌ من القيادات الأهلية والرُّحّل بالمنطقة بضرورة توفير الخدمات الأساسية بالمنطقة, المتمثلة في مياه الشرب والعمل على إعادة توسعة وحفر حفائر حصاد المياه بجانب الدوانكي، عطفاً عن المراكز الصحية ومراكز للشرطة لحفظ الأمن, فضلاً عن استعجال السلطات بأهمية تغطية شبكة الاتصالات للمنطقة ومُعالجة نقص كوادر المعلمين بمدارس المنطقة لينعم التلاميذ بالتعليم كغيرهم من أطفال بلادي، وعبرت قطاعات نسوية من بوادي وضواحي المنطقة عن أسفهن على تكرار وفيات الأمهات نتيجة لافتقار منطقتهن لأبسط الخدمات لا سيما وجود (القابلات).