الخرطوم : آثار كامل
أيقنت أن الفواجع تبقى كما هي ولو مر عليها دهر، وأن الحزن على الراحلين لا يموت, في ذكرى وفاة الحبيب الأمام الصادق المهدي لا أملك إلا أن أقول الفقد يُوجعني وتظل الذكرى تؤلم لا ألم يعادل ألم فقدك ولا ذِكرى أبشع من ذكرى رحيلك ولا حزن يفوق حزن وفاتك, مضت الدنيا وكأنه فقد بالأمس الحبيب الإمام الصادق المهدي, إنه رجل المهام الصعبة في تحدٍ دائم, اسمه باذخ في دروب النضال والمحبة والوفاء والصداقات, كان شامخا دائماً تعلو وجهه الابتسامة في ظل الزمن القمئ, ولكن دائماً أقدامه تنغرس وهو في رحاب حب الوطن يلوح بعلامات النصر الآتية, كل ذلك منحه التعرف على نفسه ليعيش بين قومه وأهله بصوته الدفئ الجهور فكراً وعملاً, وتؤدي حوارته إلى ضجيج العشيرة ويعلو فوق ذلك الصوت الجهور التي تأتي سماحته في التغرب والتوحد بقناعته إلى ما هو صائب, وبذلك يختص ذاك الضجيج ويخلص الإمام أكثر مما هو فيه من كنوز للمعرفة يستمع لناقديه ويتعامل معهم بموضوعية في جميع أعماله وأقواله وبحصافته وذخيرته التراكمية, جاعلا نفسه مجرداً بصورته الحقيقية وهو يزداد جمالاً وإبداعاً ارتحل عن دنيانا الحبيب الإمام وهو من ذلك الجيل الاستثنائي الذي ساح في مجالات العمل النضالي ولم يبخل أو يدخر جهداً لصناعة الغد المشرق والمستقبل المضئ, وكان الوعي والمصداقية وعفة اللسان, وكان صاحب تأثير ملموس ومحبوب لدى كل من حوله من معارفه من مختلف الفصائل, عندما نذهب إلى داره فنجدها عامرة بحُب الناس من مختلف الاتجاهات السياسية, الإمام جمع كل الصفات, خلوقاً, عفيفاً, ليِّن الجانب, محباً للناس والخير والوطن, يدهشك بأريحيته وطلعته البهية.
لك الرحمة يا سحابة المزن ويا فقيد الوطن, اللهم أرحم الإمام الصادق المهدي بقدر ما أعطى.
الذكرى الأولى لرحيل الحبيب الإمام الصادق المهدي