رئيس حركة الفرقة الثالثة تمازج (جلهاك) اللواء عبد اللطيف أحمد عمر لـ(الصيحة):
وجود قوات مُسلّحة بالعاصمة يعني الأمن والأمان
محمد حمدان دقلو مثل رأس الحكمة في أحداث ديسمبر
ما يشغلنا بند الترتيبات الأمنية
الفرقة الثالثة تمازج (١٢) حركة توحّدت داخل جسم واحد في اتفاقية جوبا
نعمل بالتعاون مع المؤسسة العسكرية ونأمل تكملة استحقاق السلام
في حوار مع رئيس حركة الفرقة الثالثة تمازج (جلهاك) اللواء عبد اللطيف أحمد عمر عبد الرازق, كشف عن انشغالهم ببند الترتيبات الأمنية المنصوص عليه في اتفاقية جوبا للسلام, وقال إن وجود قوات عسكرية في العاصمة الخرطوم يعني الأمن والأمان وليس كما يُروِّج البعض في الميديا بأنها سبب في الانفلاتات الأمنية, كاشفاً عن خيبة أمل كبرى أصيبوا بها جراء حوارهم السابق مع النظام البائد…
ومن خلال الحوار, ضرب اللواء عبد اللطيف مثلاً لنجاحات الحركات المسلحة, وقال ان ابرز مثال للنجاح هو قوات الدعم السريع بقيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو الذي مثل رأس الحكمة في أحداث ديسمبر, حيث قدم أفضل مثال لضبط النفس طيلة الفترة الماضية لتغاضيه عن الحملة الشرسة التي وُجِّهت ضده من قبل بعض الفئات غير المُنضبطة.
وتناول اللقاء مع اللواء عبد اللطيف آخر المستجدات في الساحة…
حوار: آمال الفحل
* ما هو وضعكم ضمن المنظومة الحالية كشركاء كفاح مسلح؟
حركة الفرقة الثالثة تمازج جلهاك قوات تاريخية كانت جزءا من الحركة الشعبية لتحرير السودان اتخذت مسار حماية الأراضي السودانية في حدود اعالي النيل لبث الأمن والسلام وعملت الحركة طويلاً في مناهضة النظام السابق.
* كنتم ضمن الحركات المشاركة في ما يسمى بالحوار الوطني الذي اطلقته حكومة الإنقاذ الوطني.. حدثنا عن تلك المشاركة؟
عندما شاركت الحركة في الحوار الوطني سابقاً, كانت أولاً تمد اليد للشعب السوداني الذي تحمّل فاتورة الحرب طويلاً وعانى من آثار التهميش والضياع وحتى يُحظى بحياة كريمة تتوفر فيها ابسط مقومات الحياة كان لا بد لنا كحركة مناضلة من اتباع صوت السلام وتبني برنامج حفظ الدماء ، إلا أننا صُدمنا بخيبة الأمل ونحن نلتمس عدم الجدية والتكتيك السياسي المخل الذي عاد بالأوجاع والمرارات الى المربع الأول، وكان الخيار المصيري الذي رأيناه كحركة تمد أيادي السلام بأن لا حل ولا تفاوض مع حكومة الإنقاذ، وسلمنا بالنضال والكفاح المُسلّح كخيار لا بديل له حتى تنعم البلاد بذهاب تلك الحقبة السّوداء من تاريخها، وقد كلل الله المساعي التي شارك فيها اغلب الشعب بالنصر المُؤزّر ونعم أيضاً السودان بالخلاص الوطني عبر ثورة ديسمبر العظيمة التي أسمعت صوتها العالم أجمع.
* هنالك اتهامات كثيرة وتساؤلات حول التواجد العسكري داخل الخرطوم، ما تعليقك على ذلك؟
أفسر ذلك في نقطة واحدة هذا يعني الأمن والأمان والرعب موجود في مخيلة الميديا.
* كيف تنظر للترتيبات السيادية؟
– أقول ان البرهان اكد بانه سيمضي في ذات طريق التحول المدني, والاتفاق الاخير مع دكتور عبد الله حمدوك ايجابيٌّ لأجل تحقيق تطلعات الشعب في السلام والحرية والعدالة ونحن نؤيده ونسانده للوصول الى غاياته المرجوة. وهذا ما يتطلع إليه الناس من تحول ديمقراطي وعلى أذيال الفتنة من بعض منسوبي الأحزاب الكف عن تأجيج النيران فالبلاد لا تحتمل المزيد من الصراعات.
* بخلاف النضال الممتد والكفاح المسلح الذي قامت به الحركة، ما هو دوركم في ثورة ديسمبر؟
كانت لنا قواعد مشاركة من الداخل في اعتصام القيادة العامة كما كانت لنا سابقاً ادوار ملموسة بولايتي دارفور وكردفان، شاركت فيها القوات المسلحة والقوات النظامية كافة بحفظ الأمن والسلام.
* كجزء من حركات الكفاح المسلح جاءت استحقاقاتكم التي نصت بها اتفاقية جوبا أن تكون لكم نسبة ١٠٪ في جميع مفاصل الدولة، ألا ترى بأنها نسبة كبيرة؟
جاءت تلك النسبة بعد دراسة وتفاوض فرضه واقع الحركات ، فالفرقة الثالثة تمازج وحدها عبارة عن ١٢ حركة توحدت داخل جسم واحد في اتفاقية جوبا ، والآن اتجهت كل حركة منها لإدارة شأنها كجهات قائمة بذاتها تتبنى كل منها أيديولوجية وأجندة منوط بها انزالها على أرض الواقع.
* بعد التغيير الذي حدث بعد ٢٥ اكتوبر وتوقيع اتفاق مع حمدوك هل المشاركة في الحكم تمثل أحد أهدافكم؟
ليس ذلك ما يشغلنا الآن, فهمنا الأول هو بند الترتيبات الأمنية الذي نصت عليها اتفاقية بناء السلام كاستحقاق مركزي لقوات شاركت لسنوات طويلة في النضال والمثابرة, ووضعت أرواحها على أكفها لينال الشعب عزته وحريته ويكون له الحق لبناء مستقبل واعد وزاهر يستحقه الشعب السوداني.
* تم استثناء مكتسبات اتفاقية جوبا والتمسك التام بكافة بنودها من قبل القائد الأول لقوات الشعب المسلحة الفريق البرهان.. ماذا يمثل ذلك بالنسبة لكم كواحدة من منظومة الاتفاقية؟
حل الحكومة بشقيها المدني والعسكري لا يعني إلغاء العهود وفضها، وإنما هي التزامات بالداخل وأخرى إقليمية ودولية، وذلك ما أبانه القائد العام لقوات الشعب المسلحة في البيان الأول, مؤكداً الالتزام التام بهذه الاتفاقية.
* كيف تنظر لما حدث في 25 اكتوبر؟
ما حدث يوم ٢٥ اكتوبر ضرورة افرزها الوضع المتأزم والذي كاد أن يجر البلاد للكثير من الانزلاقات والسقوط نحو هاوية تدخل الشعب في دوامة وضياع، وأراها نموذجاً للحكمة والحنكة وهو كما ذكره القائد البرهان بأنه تصحيح لمسار ثورة ديسمبر وليس ما أرادت بعض الجماعات التي ضربت مصالحها فصارت تروج عبر الأجهزة الصفراء بانه انقلاب على السلطة المدنية والتي لم تجيء أصلاً بشرعية أو انتخاب ، بل جاءت عبر الالتفاف والتحايل على البنود التي كانت احد شقي واضعيها ، فكانت أول من اجهض أهم بند بها وهي البعد عن تولي الأحزاب لأي منصب قيادي إبان الفترة الانتقالية ، ويا ليتها فلحت حينما تولت المناصب ووضعت يدها على مقاليد الأمور فأضاعت على البلاد وقتاً ثميناً وبالغ الدقة من تاريخ الوطن.. فالتحية للقائد البرهان بأن اتّخذ الرأي الصواب وأعاد الأمور إلى مسارها الأول، ونحن نتوقع أنه وبعد توقيع الاتفاق مع حمدوك, القادم سيكون أفضل للشعب السوداني إذا تضافرت الجهود وأصبح الوطن الهَم الأكبر لكل الفئات والكيانات.
* من اين اتت قناعاتكم وتأييدكم للتغيير الآن؟
حركات الكفاح المسلح جزء اصيل من التغيير على مدى سنوات عديدة في ظل شراكة حقيقيّة، نحن نتمسك بالتغيير الشامل والانتقال السلس للديمقراطية عبر صناديق الانتخابات.
* ما هي الضمانات التي قدمتها الحركات للمواطن السوداني بأن لا تعيد الكرّة للعودة للحرب كما حدث سابقاً إبان العهد الماضي؟
ما حدث الآن يعد تغييرا حقيقيا للمفاهيم وعلى ارض الواقع وقد تم بقناعات وتوافق وبصبر طويل وجولات متعددة للتفاوض لما يحقق مصلحة الشعب السوداني وكل الحركات الآن هي نفسها الضامن للسلام وفقاً للدستور ودمج مكوناتها في الحياة العامة بالداخل وحتى الذين يحملون السلاح سيكونوا جزءا من القوات النظامية بمكوناتها.. ومن هنا نجدد الدعوة للقادة عبد الواحد محمد احمد النور والقائد عبد العزيز الحلو للانضمام لركب السلام.
* هل تتمتّع حركات الكفاح المسلح بمواصفات قيادية سياسية؟
حركات الكفاح المسلح ينضوي تحت مظلتها عضوية نخب من الكفاءات السياسية والفكرية وعدد من الاستشاريين والخبرات المتعددة نأمل ان تتجه للمشاركة الفاعلة لوضع الانتقال السلس للتوجه نحو الانتقال الانتخابي الديمقراطي وان يتوافق كل مكونات الشعب.
*ما هي رؤيتكم حول المشاركة كحركات كفاح مسلحة؟
-أفضل مثال للنجاح هو قوات الدعم السريع بقيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو الذي مثل رأس الحكمة في احداث ديسمبر, وايضاً قدم افضل مثال لضبط النفس طيلة الفترة الماضية لتغاضيه عن الحملة الشرسة التي وُجِّهت ضده من قِبل بعض الفئات غير المنضبطة.
* اشرت في حديثك في سالف ما ذكرت للتوافق، كيف تنظرون لمحور مكونات الشعب السوداني الى المصالحة الوطنية؟
للنهوض بالسودان دعنا نستبعد مصطلح ما يسمى بالمصالحة الوطنية وننتقل إلى ما هو أسمى وهو التصالح الوطني الذي يمثل المحك الرئيسي لالتفاف الشعب السوداني لنهضة وتطور وطنه والتجارب في النزاعات المشابهة لدول اخرى الآن هي أنموذج للتقدم والرقي أفرز ذلك التصالح بين مكونات المجتمعات, لا بد أن يكون التصالح الوطني هو الأبرز للفترة الانتقالية كهَم رئيسي لا يمكن تجاوز الأوضاع السابقة إلا به.
* كيف يتم التصالح في ظل الكثير من المرارات السابقة والغبن الكامن في الأنفس؟
اولى الخطوات هو الاعتراف بالاخطاء التي ارتكبناها تجاه بعضنا البعض وطلب السماح والعفو وقبول الآخر الشعب السوداني معروف بفطرته على قيم التعايش والسلمية يجب ان نعود جميعاً الى تلك الروح التي عرفنا بها بين الشعوب.
* تحديداً ما هي مطلوبات واهداف الحركة في هذه المرحلة؟
قطعاً نسعى ككل القوى السياسية المخلصة وعلى رأسها القوات النظامية ومكونات الشعب السوداني في تحقيق دفع امن وسلام شامل لوطن ينعم بالسلام والاستقرار, ونحن شركاء لتحقيق هذه الأهداف, وما يلي حركة جلهاك بصفة خاصة هو التنفيذ الصارم لبنود اتفاقية سلام جوبا, وأكرر تثميننا العالي لسعادة الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان راعي السلام والانتقال وكذلك التقدير لصاحب القدح المعلى والهمة العالية الفريق أول محمد حمدان دقلو ولرفقاء الدرب الذين جنحوا للسلم بعد رحلة طويلة من الكفاح المسلح.. تبدأ الآن أولى خطوات رفاهية الشعب من خلال الفترة الانتقالية السياسية لوضع معايير واقعية نحو التحوُّل الديمقراطي الذي ينشده الجميع.. وأسجِّل التقدير والعرفان لقيادة القوات المسلحة خاصةً الاستخبارات بكل فروعها.