الإخوان المسلمون والحركة الفكرية في إثيوبيا (1)
المُتتبع لتطوُّر الحركة الفكرية في إثيوبيا, يجد أن هنالك خيطاً رفيعاً من الغُموض بينها وبين حركة “الإخوان المسلمين” التي تمدّدت أذرعها التنظيمية والفكرية وامتدّت في أغلب دول العالم بما فيها إثيوبيا وأفريقيا بشكلٍ خاصٍ، فهُنالك مجموعة من التنظيمات والجماعات والتيارات التي تُعبر عن الفكرة الإخوانية بشكلٍ أو آخر.
هذه العلاقة الإخوانية الغَامضة بينها وبين التيار الإخواني في إريتريا أواصر صلة انقطعت باستقلال إريتريا عن إثيوبيا سنة 1993م، وبقي التيار الإثيوبي الإخواني في غُمُوضه وذلك لعدم وجود تنظيم في إثيوبيا ينتمي إلى حركة الإخوان المسلمين الأم في مصر بشكل مُباشر.
إخوان إثيوبيا وقصة النشأة التاريخية الملتبسة
لا أحدٌ يستطيع أن يُنكر الوجود التاريخي للإخوان المسلمين في إثيوبيا وتغلغله ونشاطه ضمن “الحركة الفكرية” التي انتظمت إثيوبيا المُوحّدة قبل استقلال إريتريا سنة 1993م، تمثل ذلك الأسلوب في وجود حركة “الإصلاح الإسلامي” التي ظهرت بصورة تنظيمية سنة 1988م.
لكن السؤال المُهم هل هنالك وجود حقيقي لجماعة الإخوان المسلمين في إثيوبيا بعد انفصال إريتريا عنها؟
في الحقيقة, هذا الوجود فيه التباسٌ وعدم وضوح حتى شهر مارس سنة 2015م عندما كشف تقريرٌ صادرٌ عن مركز بناء السلام عن حقيقة وجود الإخوان في إثيوبيا، حيث قسّم التقرير الوجود الإسلامي في إثيوبيا إلى ثلاث جماعات رئيسية وفاعلة ومؤثرة في المجتمع الإثيوبي هي: (الحركة السلفية وهي الجماعة الأوسع انتشاراً، والحركة الفكرية المحسوبة على الإخوان، وأخيراً جماعة التبليغ والدعوة).
من خلال التقرير نستطيع أن نقف على البداية الفعلية لوجود الحركة الفكرية “الإخوان المسلمين” في إثيوبيا والتي نشأت بشكلٍ غير رسمي تحت اسم “الجماعة” سنة 1990م وسط طلاب جامعة “أديس أبابا” الذين يلتقون فكرياً ويلتفون حول أفكار الجماعة الأم في مصر.
بمرور الوقت تطوّرت جماعة الطلاب الإثيوبيين وأصبحت أكثر جرأةً وشجاعةً في التعبير عن أفكار الإخوان لكن تحت ستار “الحركة الفكرية”، وكان ذلك في نهاية نظام “الديرغ” بقيادة “مانقستو هيلا ماريام” الذي حكم الدولة الإثيوبية المُوحّدة في الفترة من سنة 1974م وحتى سنة 1991م، مُستفيدة من مناخ الحرية الذي أوجدته الثورة الإثيوبية التي أطاحت بحكم “الديرغ”.
يتبع….