قبل يوم واحد من إعلان البرهان لانقلابه على “نص” الحكومة التي كانت قائمة قبل 25 أكتوبر، قلت في قبل أن!!!!، إن البلاد وهي تمر بهذا المنعرج الحاد، تحتاج للسياسي العاقل لا الناشط الهائج، إلى من لديه رؤية (VISION) لا قصير النظر الذي يستعجل النتائج دون أن يَحسب حسابها.. ساعتها كانت القراف “تُدَق” من كل طرف و”المديدة حرقتني” على قفا من يشيل، وطلبت بنيةٍ حسنةٍ من أطراف مركزية الحرية والتغيير، على وجه التحديد أن يعينوا الدكتور عبد الله حمدوك لا أن يجعلوه يطفش، وكان وقتها يسوسق بين المكونات بحثاً عن مخرج، وقلت لهم ناصحاً “خلاص اجلسوا وشوفوا المشكلة وين”… حتى إن بعض الزملاء شككوا في امتلاكي معلومات عما حدث تاني يوم… المهم الرياح “مشت” في الاتجاه الذي يعرفه الجميع، وأدخل الرجل “السجن” وهو سجنٌ بأي حال، قضى فيه 27 يوماً، عاد الرجل يحمل “3 ورقات” ممضية ومكتوب عليها اتفاق، وهو اتفاق كما قال عنه الكاتب والروائي السوداني مختار خواجة “أكثر من المُتوقّع وأقل من المأمول”, لكنه وضع البلاد أمام الأمر الواقع، وهو واقع “فرتق” الساحة القديمة، بين مُؤيد ومُناهض ومتقبل، لكنه “ماشي لي قدام”، شئنا أم أبينا، خاصةً وأنه مبصومٌ عليه بالعشرة من “كل العالم” ومعضٌ عليه بالنواجز، والبكضبني يرفع يده…. طيِّب الحل شنو؟
في رأيي، أن يقف معه الجميع خاصةً “ناسو” بدلاً من تخوينه … “هوووي” لا تدفعونه بعيداً عنكم وتتركونه لقمة سائغة في فم الأسد وأي أسد، و”خلوا” العين على اختيار أعضاء المجلس التشريعي، وتكملة مؤسسات المرحلة، وفوق ذلك وكما قلت يومها، الرجل يحمل رؤية ومشروع (Vision & Project) لا تملكونه … وظل يصارع لعامين ونصف حتى يفتح الطريق لتنفيذ مشروعه، يا جماعة أدوهو الفرصة، والله عيب أن تصفونه بأنه “خائن”… شخصياً اطلعت على تفاصيل هذا المشروع, وهذه الرؤية، إبان انعقاد المؤتمر الاقتصادي الذي عُقد في الخرطوم العام الماضي، حملته في كمبيوتري الشخصي وذاكرته لأيّامٍ، الرجل لم يترك إقليماً أو منطقة إلا ونسخ لها مشروعاً يناسبها، ويناسب إمكاناتها ومواردها، وبعض المناطق التي ذكرها وحدد المشروع الذي يُناسبها، أقسم بالله، جُلّ السياسيين الذين ينفخون أشداقهم في الخرطوم، لم يسمعوا بها، قسم السودان الى قطاعات اقتصادية، كل قطاع له مساهماته في الاقتصاد القومي، وتابعته بعد ذلك، حتى أتأكّد من أنه ليس مثل غيره من الذين ينثرون الأحلام الوردية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وعلى مدى العامين، ظلّ الرجل يحفر في الصخر لوحده ويُعافر في صَمتٍ، دون أن يغضب أحداً، لا يجادل، لا “يشاكل” وترك الرسن للنتائج، وكانت كبيرة لمن يراها بعينه لا بعين غيره، لا أريد أن أعيد تكرار ما ذكرته، فقط أقول بأن التشوهات التي لُصقت بالاقتصاد السوداني منذ تأسيس الدولة الحديثة، شخّصها الرجل ووضع لها “علاجاً”, وتابعنا كيف أنّ القطار وقد وُضع على القضيب وبدأ يتحرك في الاتجاه الصحيح، وقد لبّنت بالفعل في بعض جوانبها، برغم التركة المُثقلة التي خلّفها النظام البائد وراءه، وبالقطع لا ينتظر عاقلٌ أن يصل القطار إلى مبتغاه في عام أو عامين ولكنه سيصل إن لم نُوقفه، لذلك أعيد وأكرر, اتركوا الرجل يعمل، الشعب معه ويقف إلى جانبه، فأعينوه هداكم الله، قبل أن!!!!
والله وحده من وراء القصد,,,