صلاح الدين عووضة يكتب: بيان!!
وعاجل جداً..
هذا عنوان كلمتنا غداً بإذن الله..
ولأنّ القطيع لا يميزون بين القراءات والأمنيات فسوف نُفصِّل..
فالفقرة التالية هذه هي محض قراءة..
فما من حلٍّ سوى صدور بيانٍ بأعجل ما يكون متضمناً الحل..
حل حكومة المحاصصات هذه..
وتكوين أخرى من كفاءات وفقاً لما نصّت عليه الوثيقة الدستورية..
ثم التجهيز لانتخابات تُجرى بعد عامٍ… أو عامين..
والبيان هذا إما أن يصدر من حمدوك… أو البرهان في حال تردد الأول..
هذه هي القراءة المحايدة..
أما الفقرة القادمة هذه فهي أمنية… أمنيتي الشخصية..
وهي أن يفعلها حمدوك… أن يصدر هو البيان..
عوضاً عن الآخر..
عن البرهان..
وبعد……………..
الكلمات أعلاه هي خاطرة كتبناها على صفحتنا الإلكترونية قبل البيان..
قبله بنحو (48) ساعة فقط..
ولم يكن تنبؤاً… ولا رجماً بالغيب… ولا خبط عشواء… ولا قراءة فنجان..
وإنما هي محض استقراء للواقع… والوقائع..
وكما توقّعنا تماماً فقد هُوجمنا بشدة من تلقاء من تقودهم قلوبهم… لا عقولهم..
وقلوبهم هذه نفسها يقودها آخرون..
وهذا هو معنى القطيع الذي كنت أكثر من استخدامه في الآونة الأخيرة..
معناه بالتوصيف الفلسفي… كما لدى نيتشة..
وهو أن أفراد قطيعٍ – من البشر – قد يلغون عقولهم لصالح فرد… أو قلة..
ويندفعون خلف الفرد هذا – أو القلة – دونما وعي..
تماماً كما اندفع كثيرٌ من الألمان خلف هتلر… وقد ألغوا عقولهم تماماً..
اندفعوا وراءه حتى النهاية..
حتى لحظة هلاكه… وهلاك بلده… من بعد هلاك الملايين منهم في الحرب..
والراعي الذي يقود القطيع يقوده هو ذاته قلبه..
يقوده قلبٌ مترعٌ بحب الذات… وشهوات الذات… وطموحات الذات..
والقطيع من خلف مثل هذه القلوب يندفع بلا عقل..
وبدافعٍ من الشهوات هذه اختطفت قلةٌ – عندنا هنا في السودان – ثورة ديسمبر..
ثم أوحت للناس بأنهم أصحاب قضية..
فصدقهم من صار لهم قطيعاً بعد ذلك… ونظروا إليهم كرموزٍ للثورة..
وعبثاً حاولنا تنبيه أفراد القطيع هذا للحقائق..
بمثلما حاولنا من قبل – عبثاً – تنبيه قطيع البشير إلى حقائق الأشياء..
بل وحقيقة البشير نفسه..
ولم يعرفوا البشير هذا على حقيقته – كراعٍ شهواني – إلا بعد سقوطه..
ونعني شهوة السلطة… والمال… وحب الدنيا..
وحين تنبأنا بقرب سقوط البشير – ونظامه – سخر منا القطيع..
وكان ذلك قبل انفجار الشارع بشهرين..
وأيضاً لم نكن نرجم بالغيب… ولا نقرأ فنجاناً… ولا نرمي ودعاً..
وإنما نقرأ الواقع – والوقائع – بعقلانية..
والمنطق – والذي هو اسم زاويتنا هذه – يبدأ بمقدمات… وينتهي إلى خلاصات..
ومن منطلق القراءة هذه نفسها تنبأنا بالبيان..
وذلك من بعد تنبؤ سابق – بأيامٍ قلائل – جاء تحت عنوان (الوسادة الخالية)..
وفيه نعينا الحاضنة السياسية (قحت)..
أو القلة التي اختطفتها؛ وقلنا إنها لن تجد – عما قريب – ما تحتضنه..
سوى الوسادة الخالية؛ اقتباساً من اسم الرواية..
ومثلما فعل قطيع البشير سخر منا قطيع (قحت)… مع ميلٍ إلى الإساءة..
فتأثير القلة انسحب على القطيع حتى في الإساءات..
القلة التي اختطفت قحت؛ ثم افترعت بدعة الإساءة إلى كل من ينتقدها..
فطفق القطيع يسخر من توقعنا البيان..
وانهالت علينا تعليقات مسيئة أكثرها أدباً التي نصها (وين البيان يا بعوضة؟)..
وجاء البيان؛ وقطع عليهم نشوة إساءاتهم..
جاء بعد يومين فقط؛ تصحيحاً لمسار ثورةٍ عظيمة سرقتها قلة مخادعة..
وأخفت – بفخيم العبارات – حقيقة الشهوات..
شهوات تحدثنا كثيراً عن عدم دلالتها على صدق التوجه الثوري..
فهي قلة لا هَمّ لها سوى الاستئثار بمباهج الحكم..
ومن ثم ما كانت تتكلم أبداً عن انتخابات… ولا مفوضيات… ولا برلمان..
وبالأمس تكشف جانبٌ من المستور..
ونعني اتفاقاً تحت الطاولة عنوانه العريض (دعونا نحكم لأطول فترةٍ ممكنة)..
وذلك مقابل صمتٍ عن كثير من استحقاقات الثورة..
فهل يثوب أفراد القطيع إلى رشدهم الآن؟… أم ما زالت عقولهم مغيبة؟..
وقطيع هتلر لم يثب إلى رشده إلا بعد انهيار كل شيء..
وإعلان شروط الاستسلام..
والبيـــان!!.
تنويه:
هذه الكلمة كُتبت بعد بيان البرهان بيوم، ولم تُنشر بسبب انقطاع النت.