فرح أمبدة يكتب: مَن قتلهم؟!
قبل أن!!!!
فرح أمبدة
مَن قتلهم؟!
مَن قتل الشباب الغر، الذين روت دماؤهم الطاهرة شوارع الخرطوم في ثلاثة أيام فقط، يوم 21 و30 أكتوبر و17 نوفمبر، في هذه الأيام الثلاثة، قُتل 40 شاباً، منهم 15 قتلوا أول امس الأربعاء، وقد يتزايد العدد، لأن المئات من زملائهم مصابون يرقدون في المستشفيات الآن، والبعض منهم حالته خطرة “هذه المعلومات مصدرها لجنة الأطباء المركزية” وهي لجنة لا يرقى الشك الى تقاريرها، وقد اُعتمدت مصداقيتها منذ ما قبل سقوط البشير “الله ما يجيب طاريه”، مَن قتل هؤلاء الشهداء الأماجد؟، سؤالٌ سيظل معلقاً، ولا أظن أن أحداً من المسؤولين يمتلك من الشجاعة ما تجعله يرفع يده “فوق” ليقول لنا، أنا مَن يجيب عليه، كان الظن أن الشرطة التي تتطارد مع المتظاهرين في الشوارع وتفك البمبان تجاههم وقد تستخدم الهراوات والقنابل الصوتية، هي مَن فعلت ذلك، لكن المسكينة التي عادةً ما يجعلوها في الواجهة، ومن خلفها جهة ما!!! تفعل ما تُريد، حلفت باليمين المغلظة إنها لم تقتل ولا شخصا واحدا، وإنها بعد مراجعة سجلاتها تبيّن لها أن هنالك حالة وفاة واحدة لمواطن في محلية بحري، أما الـ14 “التانين” فهي لا تعلم عنهم شيئاً، بين يدي الآن بيان الشرطة، قالت فيه إنّ قواتها لم تستخدم السلاح الناري مُطلقاً، بل قامت بواجب التأمين لمُؤسّسات الدولة ولجُموع المُتظاهرين، وإنّها قُوبلت بالعُنف غير المُبرّر تجاه أفرادها ومركباتها, مُقابل ذلك لم تستخدم غير الحد الأدنى من القوة والغاز المسيّل للدموع.
طيِّب مَن قتل هولاء؟، ومن أين نبت قاتلوهم، أكيد لم ينزلوا من السماء، ومَن يجيب على هذه الأسئلة غير الشرطة، يا جماعة، مالكم جنّنتونا، في كل الدنيا عندما يقتل شخصٌ أو أشخاصٌ تُوكل مهمة الكشف عن القَتَلَة للشرطة، لأنها مَن تملك الأجهزة والمعدات والمؤسسات لفعل ذلك، في كل الدنيا إلا في السودان، بيانات الشرطة تسعى جاهدةً لتبرئة أفرادها، وتقول ما قالته سجلاتها، الموت في الشوارع يا سادة، وصور الموتى على مرأى ومسمع من العالم، وأسماؤهم معروفة وعائلاتهم معروفة، وجثثهم موجودة في المستشفيات، ويتم تشييعهم من قبل الآلاف كما حدث في بحري، وتقول الشرطة للناس قُتل شخص واحد، أقسم بالله أن قادة الشرطة يتابعون ما يجري أمامهم عبر الشاشات وغيرها من الوسائل التي تنقل الحدث أولاً بأول، فكيف للمواطن أن يصدق ما قاله البيان بأنّ شخصاً واحداً قُتل وما في غيرو في السجلات، هل يكذب المواطن عينه وما تراه، مثل هذه البيانات تسيئ إلى هذا الجهاز العظيم، وللجنود والضباط العظماء الذين يسهرون الليل في المدن والقُرى والحدود لحماية السودان، ويكافحون الجريمة قبل وقوعها، ويتعاملون مع العصابات وتجار البشر والمخدرات، ليس هناك عاقل يُريد الإساءة للشرطة ولا يرى لها دوراً، نعلم جميعنا ما فعله النظام السابق بالشرطة وبالمؤسسات الأمنية في البلد, وكيف أنه سلّمها لقادة تُبع، وكيف أنه صنع مؤسسات رديفة، لم تنفعه ساعة الحارة، وندرك ما ينتظر الوطنيين من رجالها حتى تُعاد سيرتها كجهاز مدني، وحتى يتم ذلك، عيدوا ترتيب أموركم، تمهّلوا قبل أن تصدروا بياناتكم، لا تعتمدوا على البلاغات والسجلات، الموت على قفا مَن يشيل وما في زول فاضي يفتح بلاغ… الله يرضى عليكم تمهّلوا حتى لا يفقد المواطن الثقة في شرطته، وقبل أن!!!! ولو حدث ذلك فعلى الدنيا السلام.
والله من وراء القصد،،،